عليك أن تنسى اللافتات الرومانسية والشوكولاتة والورود، التى تعبر من خلالهما عن حبك، أو بالأحرى مقارنته بما قدمه المحبون فى الزمن القديم، الجيل الذى يطلق عليه "جيل النهضة"، ولك أن تتخيل أن أحد الرجال المنتمين لهذا الزمن، أوصى بنزع قلبه بعد موته ووضعه على قبر زوجته، تعبيرا عن استمرارية الحب إلى الأبد.
هذا الرجل اسمه توسان دى برين، وكان يعمل راعيا للأوامر الدينية فى بريتانى بفرنسا، وقبل وفاته كانت وصيته الخطيرة هى نزع قلبه من صدره ووضعه فى "جرة من الرصاص" على شكل قلب، وبعد ذلك وضعها فى قبر زوجته التى تسمى ميلا، جاء ذلك حسب ما ذكر موقع livescience.
وتقول القصة إن دى برين توفى عام 1656 عن عمر يناهز 56 عاما بعد 7 سنوات من وفاة زوجته، وعثر العلماء على نقوش وجدت فى قبر الزوجة تفيد بأنه سيمنحها قلبه إلى الأبد. وأكد باحثون من جامعة تولوز الفرنسية، فى دراسة نشرت فى ديسمبر بمجلة بلوس وان، أن هذا الاكتشاف بجانب كشفه عن العلاقات الإنسانية فإنه يثير عددا من الأسئلة حول الطقوس الجنائزية الأوروبية التى أقيمت خلال القرون الوسطى.
واعتقد الباحثون، أن طقوس الدفن أصبحت تدريجيا أكثر علمانية طوال العصور الوسطى وفى العصر الحديث، إضافة إلى هذا فطقوس الدفن تخللتها طرق ترتبط بالأعمال السحرية والتى بدأت فى الظهور عام 1495 بفرنسا.
وأكد الباحثون أن هناك ما يقرب من 133 جثة وجدت لرجال الدين وأبناء الرعية، فى دير اليعاقبة فى دير رين، وإضافة إلى العثور على مقبرة جماعية تضم 30 جنديا، وأيضا مقبرة آخرى تضم ما يقرب 483 جثة وكان من بينهم جثة لويز دى.
ولفت الباحثون، إلى أن لويز دى دفن فى تابوت من الرصاص، وكان جسده محنطا بشكل طبيعى وكان يرتدى ثوبا خشنا وقميصا ومعطفا أسود فى أسلوب راهب، كما أن جسده كان خاليا من قلبه، لكن باقية أجزاء جسده الأخرى لا تزال سليمة، والشىء المثير للانتباه أنه نقش على الجرة التى على شكل قلب اسم زوجته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة