قالت صحيفة تيرا الإسبانية، إن حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتجه إلى انتهاج موقف متشدد من اللاجئين وذلك خلال حملتها فى الانتخابات التشريعية المقبلة،وهذا يعكس انتهاء سياسة الباب المفتوح التى تتبعها ميركل تجاه اللاجئين للفوز بالانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسط تصاعد الشعبوية فى أوروبا، عززت ميركل من قوتها بعد فوز مرشحة حزب الاتحاد المسيحة الديمقراطى انجريت كرامب كارنبارو ب41% فى انتخابات مقاطعة سارلاند جنوب غرب المانيا، وعلى الرغم من ذلك فإن لجنة الشئون الداخلية بالحزب الديمقراطى المسيحى أعدت توصيات للإبقاء على عدد المهاجرين فى حده الأدنى"، وهو ما وصفته الصحيفة "بالتراجع عن سياسة الباب المفتوح".
وأوضحت الصحيفة، أن الحزب يريد خوض الانتخابات بمواقف متشددة حيال سياسات الهجرة، والابتعاد عن سياسة الباب المفتوح المتبعة منذ 2015"، مشيرة إلى أنها اطلعت على ورقة عمل أعدتها اللجنة تشدد على أن ما حدث فى 2015 يجب ألا يتكرر، فى إشارة إلى دخول مئات الآلاف من المهاجرين، أغلبهم من سوريا وأفغانستان والعراق إلى الأراضى الألمانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب ميركل سيتبع إجراءات الرقابة والتحكم فى الحدود ووقف السماح بلم الشمل العائلى لفئات معينة من اللاجئين، "ستكون أساس برنامج الحزب فى حملة الدعاية للانتخابات التشريعية المقررة فى سبتمبر المقبل"،وانتقدت الورقة، المعنونة بـ"عيش آمن وحر فى ألمانيا"، بعض ولايات البلاد من خلق عقبات فى ترحيل المهاجرين المرفوضة طلبات لجوئهم، وذكرت أنه "ليس من المقبول أن يحول الاشتراكيون الديمقراطيون والخضر واليسار فى بعض الولايات (التى يشكلون حكوماتها)، دون ترحيل المهاجرين المرفوضين".
وتنتقد ألمانيا منذ أشهر دولا وصفتها "بغير المتعاونة"، أبرزها من شمال أفريقيا، بسبب ما قالت برلين إنه "تعنت ورفض" من قبل هذه البلدان، لاستقبال أبنائها المرفوضة طلبات لجوئهم فى الأراضى الألمانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاشتراكيون حصلوا على 29.5% من الاصوات فى سارلاند وهى تعد الهزيمة الاولى لزعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى مارتن شولتز رئيس البرلمان الاوروبى السابق، على الرغم من استطلاعات الرأى التى عززت من قوة الاشتراكيين بسبب كاريزما شولتز وشخصيته السياسية، وقالت إن نتائج الانتخابات سكبت دلو من الماء البارد على شولتز الذى كان يعتقد أنه ضامن للفوز بسبب الضغوط التى تتعرض لها ميركل وحزبها بسبب ازمة اللاجئين.
أما حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف فقد حصل على 6% فقط من الأصوات ، وهو يعنى أن هذا الحزب لن يتمكن من الفوز فى الانتخابات التشريعية المقررة فى سبتمبر القادم.
وقال سابين كينكارتيز أحد أعضاء الحزب الديمقراطى الاجتماعى فى ألمانيا إن "فوز حزب ميركل فى الانتخابات المحلية فى سارلاند أعطى انطباع بالتفاؤل لدى الحزب، خاصة وأن جميع استطلاعات الرأى كانت ترجح فوز حزب شولتز فى تلك الانتخابات".
ويذكر أنه فى خضم أزمة المهاجرين التى ضربت أوروبا فى 2015، اتبعت ألمانيا -خلافا لدول الاتحاد- سياسة الباب المفتوح، واستقبلت اللاجئين "لأسباب إنسانية"، غير أن ذلك النهج جلب انتقادات لميركل وحكومتها، وأسهم فى زيادة شعبية اليمين المتطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة