بعد ثورة يناير وفى بيتها الهادئ القريب من البحر بالإسكندرية، تعرفت "لبنى" من جديد على فن التصوير الفوتوغرافى الذى اكتشفت أنه لا يقتصر فحسب على صور الأوراق الرسمية وحفلات الزفاف أو الصور الصحفية الجافة. تأملت فى تلك الأسباب التى تجعل لبعض الصور حكايات تتجاوز كثيرًا المساحة المنشورة بها وتجعل الناس يتعلقون بصورة عن أخرى.
فى تلك اللحظة قررت لبنى أن تدرس التصوير الفوتوغرافى لترضى شغفها بتلك القصص التى يمكن أن تحكيها الكاميرا والكلام الذى يمكنها التعبير عنه بلقطة واحدة، وبدأت مشوارها مع نوع خاص من فن التصوير الفوتوغرافى نجحت أن تصل به إلى العالمية لتحصد 7 جوائز كان آخرها قبل أيام، إذ فازت بجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للتصوير الفوتوغرافى لعام ٢٠١٦-٢٠١٧.
لبنى تتلقى جائزة حمدان بن رشدان آل مكتوم للتصوير الفوتوغرافى
بدأت رحلة "لبنى عبدالعزيز" مع التصوير قبل 4 سنوات، علمت نفسها بنفسها بنهم من خلال الإنترنت حتى دون أن تمتلك كاميرا، درست السير الذاتية لفنانى التصوير واهتمت بمعرفة كل تفصيلة تخص تقنيات التصوير، وتقول لـ"اليوم السابع": حين تعلمت التصوير لم أكن أملك كاميرا، كنت أصور بعينى، وألمس الأشياء من حولى. هذه التجربة أفادتنى كثيرًا وعرفتنى على الأقل ما أريد وما لا أريد تصويره.
وحين أمسكت لبنى الكاميرا للمرة الأولى والتقطت صورتها الأولى فازت بها بجائزة الدورة الثامنة لصالون النيل للتصوير الفوتوغرافى لعام 2013.
من أعمال المصورة الفوتوغرافية لبنى عبدالعزيز
تعمل "لبنى" كمصممة جرافيك، ودرست التسويق والإخراج الفنى ولكنها تحرص على أن يظل التصوير هو ذلك الفن الذى يرضى شغفها بعيدًا تمامًا عن المهنة. وتقول "أنا مش عايزة صور، عايزة حكايات. بحب الحكى وبحب يكون الصور وراها حاجات معينة مش مجرد بنت حلوة فى الصورة.. وعشان كدة اتجهت لواحد من فنون التصوير معروف بالعربية باسم التصوير السريالى".
من أعمال المصورة الفوتوغرافية لبنى عبدالعزيز
وتوضح: "كل صورة ليها حكاية، بتقول حاجة، سواء أقصدها أو ما أقصدهاش، سواء اللى يشوفها فهمها أو ما فهمهاش بتفضل الصورة بتقول حاجة".
لهذا السبب تجد لبنى أن صورها متداولة على النطاق العالمى أكثر من المحلى وتقول "كنت بواجه مشكلة كبيرة فى بداية شغلى قبل انتشار النوع دا من فن التصوير فى مصر. كل ما أقدم فى مسابقة تبعت لى اللجنة تعليق بأن ذلك فوتوشوب مش صور فوتوغرافيا، فأضطر أروح من الإسكندرية للقاهرة مخصوص علشان يشوفوا النسخة الأصلية من الصورة بامتداد raw ويتأكدوا إنها مش فوتوشوب".
من أعمال المصورة الفوتوغرافية لبنى عبدالعزيز
إضافة إلى الطابع الفلسفى المميز للصور التى تلتقطها "لبنى" تتميز صورها أيضًا بأنها تحرص على الحفاظ على هويتها العربية وتقول "لبنى": "غالبية صورى self portrait بمعنى إنى أنا اللى بظهر فى الصور، وأحيانًا بستعين بناس مقربين منى وأصورهم، لأنى فى الآخر مش بدور على موديل أنا بدور على إنسان.
وفى الجزء الأكبر من الصور البنت فى الصورة بتظهر بحجاب أو شعرها مش بيظهر، ودى تقريبًا أول مرة صور لبنت محجبة تنتشر على نطاق عالمى خارج الإطار الدينى، مش بنناقش قضية دينية لكن دا جزء من الهوية العربية، ورغم كدة الصورة بتتشاف عالميًا لأن فى الآخر القضية هنا الإنسان مش الحجاب ولا الدين".
من أعمال المصورة الفوتوغرافية لبنى عبدالعزيز
طوال رحلة "لبنى" مع الكاميرا الممتدة لأربعة سنوات التقطت 39 صورة فحسب وتقول "عمرى ما أمسك الكاميرا إلا إذا وأنا الصورة مكتملة فى دماغى. والتحضير للصورة الواحدة ممكن يحتاج 3 شهور أو أكثر"، وتوضح "كل الفساتين فى الصور صممتها بنفسى، واشتريت قماشها بنفسى وقمت بتفصيلها، وفى واحدة من الصور كنت أتخيل ورد بلون معين فيها احتاجت منى أسبوعين لتجفيف الورد حتى يصل لدرجة اللون التى أريدها" هذا فضلاً عن مرحلة رسم الصورة فى اسكتش فى البداية لتخيل كل تفاصيلها وكيف سيتم تنفيذها فى الواقع.
من أعمال المصورة الفوتوغرافية لبنى عبدالعزيز
المصاعب التى تواجهها لبنى فى التصوير لا تقتصر على التجهيزات الطويلة ولا تقنية التصوير المعقدة لأنها تصور Self Portrait وإنما أيضًا فى العوامل الخارجية وتقول: "بعانى من فضول الناس، كل شوية حد يوقفنى بتعملى إيه وبتصورى ليه، دا غير إن فى كتير من الأوقات ما بيكونش فى إمكانية إنى أغير لبسى فى مكان التصوير فبضطر أمشى فى الشارع باللبس اللى فى الصور لأن مافيش مكان أغير فيه".
من أعمال المصورة الفوتوغرافية لبنى عبدالعزيز
رغم رصيدها الذى لم يتجاوز الخمسين صورة خلال 4 سنوات إلا أن لبنى حققت نجاحًا كبيرًا فى مجالها وتقول: كل صورة لى إما فازت بجائزة أو شاركت فى معرض عالمى، وتحدثت عنى عدة مجلات عالمية من بينها مجلة woman Kind التى توزع فى الولايات المتحدة ولندن واليابان وأستراليا.
الصورة الفائزة بجائزة حمدان بن رشدان
أما عن الجوائز التى نالتها فقد حصدت عدة جوائز محلية من بينها جائزة صالون النيل للتصوير الفوتوغرافى 2013 وصالون الشباب فى عام 2013 و2016 وفازت بجائزة ساقية الصاوى عام 2014 وعلى المستوى الدولى فقد تم اختيارها ضمن أفضل 150 مصور فوتوغرافى عام 2014 فى جائزة مصر الدولية للتصوير وجائزة وليد الخطيب للتصوير فى الأردن 2015 وأخيرًا جائزه حمدان بن راشد آل مكتوم للتصوير الفوغرافى لعام ٢٠١٦-٢٠١٧.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة