يتجه العالم حاليا للشركات الناشئة ليضع ثقته بها ويدعمها، وهذا بعد إثباتها أنها قادرة على المنافسة وجمع أرباح هائلة، فلم يعد مفهوم الشركة الناشئة مقتصر على فكرة نابعة من حماس الشباب، لكنها تحولت لتكون شركات ناجحة وأصحابها رجال أعمال أثبتوا قدرتهم على العمل والوصول للعالم، فشركة فيس بوك كانت ناشئة وواتس آب أيضا بدأ كشركة ناشئة مكونة من مجموعة شباب، ولكن بعد ذلك تم بيعها بما يقرب من 19 مليار دولار، وتم اعتبارها واحدة من أكبر الصفقات التكنولوجية فى العالم، وهنا فى مصر هناك عشرات من الشركات الناشئة التى تمكن أصحابها من النجاح بشكل كبير وتحقيق أرقاما هائلة، ولكن لا يزال هناك الكثير الذى تحتاجه تلك الشركات وهؤلاء الشباب الذين خرجوا عن المألوف بأفكار مبدعة لحل بعض المشكلات الهامة، ولا يزال المعوقات والروتين يمنعنا من الاستفادة من تلك الثورة التى يتجه إليها العالم منذ سنوات طويلة.
كيف تدعم الدول العربية الشركات الناشئة
هناك الكثير من الدول العربية التى بدأت حكوماتها خلال السنوات الماضية فى دعم الشركات الناشئة والأفكار الجديدة الخاصة بالشباب، وتأتى دبى على قمة تلك الدول، إذ أطلقت العام الماضى مبادرة "تيرن 8" لتسريع النمو في الشركات الناشئة فى دولة الإمارات العربية، وبدأت المبادرة بضخ رأس مال استثماري بقيمة 60 مليون دولار لمنح فرص للشركات الناشئة في الشرق الأوسط، كما أن السعودية وقطر لديها مبادرات واسعة فى هذا المجال، وتهتم بشكل كبير بضخ أموالا فى الشركات الناشئة.
مصر فى مجال ريادة الأعمال وفقا للاحصائيات
على الرغم من أن كل الشواهد تقول إن مجال ريادة الأعمال تطور بشكل ملحوظ فى مصر، وظهرت العديد من الشركات الناشئة ونجحت بشكل كبير، إلا أن مكانة مصر فى هذا المجال وفقا للاحصائيات لاتزال متدنية، إذ تأتى دبى فى المركز الـ19 بمجال ريادة الأعمال عالميا وتتصدر الدول العربية، ويليها قطر فى المرتبة الـ 24، أما السعودية فى المرتبة 36 ولبنان فى الترتيب الـ50، والأمر المخيب للآمال هو أن مصر تأتى فى المرتبة الـ 89 عالميا فى هذا المجال وفقا لإحصائيات عام 2016، وفقا لـ go-gulf.
وليس هذا فقط فمن بين دول الشرق الأوسط تقع مصر فى المرتبة الرابعة بين الدول التى يرغب رواد الأعمال فى بدأ أعمال داخلها بعد السعودية والإمارات وقطر، فيما ذكر موقع seedstarsworld أن مصر تعد سوق جذابة، حيث إن عدد سكانها 90 مليون نسمة، وبها 40% نسبة انتشار الإنترنت، لكن الحصول على تمويل كاف لا يزال يشكل تحديا لرجال الأعمال بها.
دور الحكومة فى الشركات الناشئة المصرية
قال تامر عازر، مدير الاستثمار وتطوير المشروعات فى شركة A15 المتخصصة فى الاستثمار فى مجال التكنولوجيا، أن من أهم الأشياء التى اتخذتها الحكومة لدعم الشركات الناشئة، هو قانون الإفلاس الذي هو جزء من قانون الاستثمار الجديد، فهو يعد بداية جيدة، على الجانب التشريعي يجعل من الاسهل فتح وإغلاق الشركات وهو أمر ضروري 100% للشركات الناشئة،لأن نسبة نجاح تلك الشركات منخفضة جدا (فقط 1 من كل 10 تنجح) لذلك فمن المهم أن تكون قادرة على البدء والإغلاق بشكل سهل.
وأضاف أن الحكومة المصرية أظهرت حماسا كبيرا لدعم الشباب، وأحد أشكال تطبيق هذا الحماس هو إنشاء صندوق خاص يشارك فى الاستثمار فى صناديق رأس المال الاستثماري الأخرى ويساعد على إيجاد المال للاستثمار في الشركات الناشئة، وهذا ما يسمى صندوق الصناديق.
وإذا بنت الحكومة صندوقا من الأموال التي يمكن أن تستثمر في صناديق رأس المال الاستثماري المحلية ستصبح الحكومة مساهما مباشرا في نمو الشركات الناشئة.
مشكلات الشركات الناشئة
أوضح أحمد أبو الحظ المدير التنفيذى لشركة "شيزلونج" الناشئة والتى لديها تطبيق يجمع بين المرضى والأطباء النفسيين بسهولة، أن الشركات الناشئة فى مصر تواجه بعض المشكلات سواء من حيث الاستثمار أو الضرائب التى تصل إلى 24 إلى 30%، واقترح أن يتم إعفاء الشركات الناشئة من الضرائب لمدة ثلاث سنوات من أجل مساعدتها ودعمها.
وأشار إلى أنه لا يوجد اهتمام بالشركات الناشئة فى مصر بالشكل اللازم، على عكس ما يحدث فى الدول الأخرى، فلا يزال حتى الآن لا يوجد ثقة فى أن الشباب يمكنهم تأسيس شركات ناجحة، فالبعض يظن أنهم مجرد شباب صغير ولكن فى الحقيقة الشركات الناشئة تضم رجال أعمال يحققون ملايين.
أما " تامر عازر" فقال إن هناك العديد التى تواجه الشركات الناشئة، أبرزها أنهم لا يحصولون على الاهتمام الكافى مما يجعل البعض لا يعرف سوى القليل جدا عنهم وعن طبيعة أعمالهم، بالإضافة إلى مشكلة التمويل، فليس من السهل الاستثمار في مصر فالسوق بحاجة لمزيد من المستثمرين، لأن هناك فجوة بين وجود عدد من الشركات الناشئة الجاهزة والمؤهلة للتطور ولكن لا تجد المستثمر.
لماذا لا نرى تطبيق عالمى مصرى؟
هناك الكثير الذى يعتقد أن المصريين غير قادرين على إطلاق تطبيقات عالمية أو إنشاء شركات ناشئة تنافس ما يوجد بالخارج، ولكن هذا الأمر ليس صحيحا، فهناك الكثير من الأمثلة التى تثبت عكس ذلك، فقال أحمد أبو الحظ أن مصر فى مكانة مميزة للغاية ولا يمكن مقارنها بالسوق الأمريكى الذى يبلغ عمره 20 عام بينما عالم الشركات الناشئة لا يزال جديدا فى مصر، وأضاف أمن هناك الكثير من الأمثلة التى وصلت بالفعل للعالمية وحققت نجاحا كبيرا.
أما "تامر عزار" فأوضح أن هناك فرق بين التطبيق والشركة، فإنشاء التطبيق ليس فى حد ذاته الهدف النهائي، ولكن الهدف النهائى هو إطلاق شركة تنافس على الصعيد العالمى، والتطبيق هو مجرد قناة يمكن من خلالها لهذه الشركة أن تعمل.
وبناء الشركات المحلية التى يمكن أن تتنافس عالميا قد يستغرق وقتا طويلا، ولكن ريدة الأعمال فى مصر ستنجح فى نهاية المطاف فى القيام بذلك، وهناك أمثلة مشرفة مثل wamda.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الحريري
مشكلات التسجيل مع ايتيدا
مشكلات التسجيل مع هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) التي لا تقوم بدورها .. والسبب واضح ان هؤلاء الموظفين هم من المطرودين من الشركات العالمية كما أوضح خبير معلوماتي مشهور في مصر