أيام الحسن الثانى ملك المغرب بمثابة مادة غنية للكتابات السياسية والإبداعية، ومؤخرا صدرت رواية باللغة الفرنسية فى كل من الدار البيضاء وباريس للكاتب المغربى ماحى بينبين بعنوان "مجنون الملك" يستعيد فيها المؤلف ذاكرة العائلة التى ظلت طوال نحو عقدين ممزقة بين أب كان مؤنسا للملك الراحل الحسن الثانى وابن قادته الأقدار لغياهب السجن بسبب تورطه فى محاولة انقلابية ضد نفس الملك، حسبما ذكرت وكالات الأنباء.
حسبما قال الكاتب فى تصريحات صحفية تعود الخيوط الأولى للرواية لعام 1971، عندما وجد الضابط عزيز بينبين - وهو أخو المؤلف- نفسه متورطا إلى جانب عدد من زملائه فى محاولة انقلاب عسكرية على الملك الحسن الثانى.
وكانت النتيجة الطبيعية حسبما يؤكد الكاتب دخول عزيز وعدد من الضباط الآخرين سجن تزمامارت سيئ الصيت وظل هناك نحو عقدين، حيث لقى الكثير من السجناء مصرعهم بسبب ظروف الاعتقال الصعبة.
فى هذه الأثناء، كان الفقيه محمد بينبين، وهو والد المؤلف والضابط، ضمن حاشية الملك، والذى تنكر لابنه وعندما خرج عزيز من السجن عام 1991 طلب لقاء والده.
من هذه المأساة انطلق ماحى بينبين فى بناء روايته مستندا إلى أحاديث مصورة لوالده عن تفاصيل ما كان يقوم به طوال نحو 33 عاما فى ظلال الملك الحسن الثانى، حيث كان مؤنسا له معروفا بخفة دمه وروحه المرحة وثقافته الواسعة، خاصة فى مجالى الفقه والأدب، وقد صاغ الكاتب جزءا من تلك التفاصيل فى قالب أدبى على لسان والده الذى وافته المنية عام 2008.
مجنون الملك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة