أحمد إبراهيم الشريف

1984.. رواية تزعج الجميع حتى أمريكا

الخميس، 23 مارس 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن «كيليان كونواى» مستشارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعرف عندما استخدمت مصطلح «حقائق بديلة» فى مقابلة مع شبكة إن بى سى التليفزيونية الأمريكية، أنها ستعمل على ارتفاع مبيعات رواية 1984 لـ جورج أورويل وأنها ستجعل الرواية المزعجة سلاحا ضد رئيسها المنتخب.
 
حدث ذلك لأن الناس، خاصة الأمريكيين، عقدوا المقارنات بين ما قالته مستشارة ترامب عن وجود حقائق بديلة ومصطلحى «اللغة الجديدة، والتفكير المزدوج» الذين استخدمهما جورج أورويل فى روايته الصادرة العام 1949.
 
لم يكن جورج أورويل الذى توفى سنة 1950 بعد عامين من صدور روايته يعرف أنها ستثير كل هذه الضجة وأنها ستتحول إلى أيقونة لمواجهة الاستبداد والفاشية فى كل السنوات التى تلت كتابتها، ويقول النقاد والمتابعون أن جورج أورويل كتب هذه الرواية ضد نظام الاتحاد السوفيتى الحديدى، لكنها ها هى تصبح ضد الرئيس الأمريكى ترامب لأنه يمارس السياسة نفسها والقمع والمنع ذاته.
 
الأشكال التى اتخذها المعارضون ضد ترامب منطلقين من الرواية كثيرة، منها أن المبيعات قاربت المائة ألف نسخة فى أيام قليلة، كما اتفقت نحو 90 دار سينما فى الولايات المتحدة وكندا على عرض فيلم «1984» بطولة الممثل الراحل جون هرت احتجاجًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب، وستُقدم العروض فى 4 أبريل، وأصدر منظمو حملة الاحتجاج بيانًا جاء فيه «أن تصوير جورج أورويل لحكومة تصنع حقائقها هى وتطالب بامتثال مطلق وتشيطن أعداء أجانب، يأتى الآن فى الوقت المناسب أكثر من أى وقت آخر».
 
كان جورج أورويل مريضا بالسل حال كتابته الرواية التى استغرقت سنتين، لكن ذلك لم يمنعه عن قول كلمته المهمة، والرواية احتلت مراتب متقدمة فى عدة قوائم لأفضل الروايات العالمية، وتُرجمت لـ 62 لغة من بينها العربية، كما طالها المنع منذ صدورها فى كثير من الدول.
 
وتقع أحداث الرواية فى أوشينيا، واحدة من ثلاث دول عظمى اقتسمت العالم بعد حرب عالمية كبيرة، وينقسم الشعب فى أوشينيا إلى طبقات ثلاث، طبقة الأقلية الحاكمة وتشكّل %2 من السكان، الحزب الخارجى ويشكّل %13 من السكان، الطبقة الدنيا أو البروليتاريا وتشكّل %85 من السكان الأميين، أما عن بطل الرواية فهو وينستون سميث، عضو فى الحزب الخارجى وعامل فى وزارة الحقيقة، والتى تتولى مهمّة تعديل الوثائق التاريخية لتحقيق التوافق بين الماضى وبين مواقف الحزب المتغيّرة، ومحو أى إشارة لأشخاص قتلتهم السلطة وترغب فى مسح وجودهم من التاريخ والذاكرة.
 
بالطبع الرواية صالحة لكثير من القراءات لأن السلطات الحاكمة عادة ما تسقط فى فكرة «الأخ الأكبر».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة