صورة "الأم" فى الأدب.. أمينة نموذج المرأة البسيطة فى "ثلاثية" محفوظ

الثلاثاء، 21 مارس 2017 06:00 م
صورة "الأم" فى الأدب.. أمينة نموذج المرأة البسيطة فى "ثلاثية" محفوظ الأم فى الأدب العالمى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتم الكتاب والروائيون بـ الأم وصورهم فى أعمالهم التى تناولتها، وفى عيدها نقرأ بعض الأعمال التى عرضت لها :
 

رواية "الأم" مكسيم جوركى

 
رواية الام
 

واحدة من الروايات الكبيرة التى تستعير نموذج الأم فى كليتها وشموليتها الإنسانية، فى رائعة مكسيم جوركى تصير الأم التى عانت ظلم الزوج السكّير ومن ثم الابن التائه هى روسيا الأقوى من كل أزماته.

 

وبحسب الكاتب والباحث أحمد عزيز، فإن الكاتب الروسى الشهير مكسيم جوركى استطاع رسم صورة "الأم" المثالية المناضلة من أجل الحياة الكريمة فى الوطن فى روايته الشهيرة "الأم"، وذلك من خلال تجسد صورة الأم المثالية المناضلة "بيلاجى" التى تعبت وذاقت الأمرين عناءً ومشقة لقت من زوجها الأمرين وكل أنواع المصائب والشرور، هذه الأم رفض زوجها إعالتها هى وابنها، كانت هذه الأم تسيل منها رقة حزناً واستسلامًا، هذه الأم المثالية التى قبلت أن تعيش فى منزل عبارة عن مطبخ وغرفة صغيرة لتنام بها وأخرى حجرة مربعة لابنها بول، كما قد تم الحكم فى النهاية على ابنها بول وصديقه أندريه بالنفى خارج وطنه واستكملت الأم نضالهما الثورى، لأنها كانت تحمل بداخلها قيمة النصر النهائى، وجاءت خاتمة الرواية إيجابية تحمل التفاؤل وتظهر الواقعية فى ذكريات جوركى الثورية.

 

"الحضارة أمي" إدريس الشرايبى

 
الحضارة امى
 

فى هذه الرواية يسلط الكاتب المغربى إدريس الشرايبى الضوء على أمه، ويحاول بطل الرواية مع أخيه مساعدة أمهما على الخروج من عزلتها والاطلاع على العالم الخارجى، فتبدأ الأم فى اكتشاف العالم الذى لم يكن بعيدا عنها وتبدأ فى مقارنة العالم بعالمها الذى ظلت حبيسة فيه مدة من الزمن بسبب العادات التى فرضها عليها زوجها البرجوازى.

 

وبحسب قراءة نشرتها جريدة الاقتصادية السعودية، "رواية الحضارة أمى، جاءت للبحث عن الإجابة المقنعة لسؤال وجودى، حيث يحاول الابن مساعدة أمه للخروج من عزلتها، بدأت تتحرر تدريجيا من خوف زوجها الذى لم يكن شريرا أو مستبدا، وإنما كان متشبثا بالتقاليد".

 

"الثلاثية" نجيب محفوظ

 
الثلاثية
 

يقول عنها البروفيسور مناحم ميلسون تظهر المقارنة العكسية بين الأب والأم بكل وضوح فى ثلاثية نجيب محفوظ، صحيح أن فى البداية تبدو صورة السيد أحمد وكأنها تتنافى مع طرحى السابق عن صورة الأب العاجز الغائب، لأن السيد أحمد يظهر فى البداية شخصا قويا وتاجرا محترما، وهو الحاكم المستبد بكل شؤون عائلته، ولكن مع مرور الزمن وتقدم أحداث القصة، تتضاءل صورته شيئا فشيئا من عدة نواحى، هذا الأب الذى يفرض على زوجته وعلى أبنائه وبناته الانضباط وفق قواعد سلوكية تقليدية صارمة، يمضى الليالى فى سهرات ماجنة، مؤديا دور المسلم المتمسك بالدين نهارا ودور السكير الماجن الفاسق ليلا، ومع الزمن تنكشف حقيقة سلوك هذا الأب المستبد أمام ولديه، كما ينكشف لهما أن مركزه الاجتماعى أدنى مما كانا يتوهمان، ومن الجهة الأخرى، أمينة الأم تصبح تدريجيا أكثر استقلالا، وتخرج لزيارة ابنتها المتزوجة وللتعبد فى مسجد الحسين، ففى نهاية الرواية نشهد انقلابا تاما للأدوار، إذ نرى أن الأم صارت تقضى ساعات طويلة خارج البيت للقيام بأعمال البر والتقوى بينما نشاهد الأب لا يفارق مضجعه لأنه مريض.

 

إنما الأم الصابرة والمتواضعة هى الشخصية التى كسبت حب الأولاد واحترام الجيران، كما تحظى أيضا بتعاطف القارئ، وقد كشف كاتبنا فى عدة مقابلات صحفية أن صورة الأم فى الثلاثية مستوحاة من صورة والدته، بينما يصر على أن والدته لم تبق حبيسة الدار مثل الأم أمينة فى الثلاثية.

 

"الوتد" خيرى شلبى

 
رواية الوتد
 

فى روايته "الوتد" يبدع الروائى خيرى شلبى فى رسم صورة للأم المصرية فى الريف، عمود الخيمة، ووتد الأسرة، التى تظلل على أبنائها وتنجح فى صنع مجتمع صغير يقوم على الوحدة والتكافل والاندماج، إنها الحاجة فاطمة تعلبة التى لا تستنكف حمل السلاح إذا اقتضى الأمر دفاعًا عن واحد من أبنائها، فى مستهل الرواية يصور خيرى شلبى ببراعة معنى الأم "كثيرًا ما تمنى أبناء الدار موت "الحاجة تعلبة" مع ذلك ما تكاد تلم بها وعكة صغيرة حتى تنقلب الدار كلها كأنما القيامة على وشك أن تقوم، يجىء حلاق الصحة وينصرف عددًا من المرات، ويحضر القريب والبعيد من الأقارب والأصهار والمعارف، حتى لتصير الحارة كلها - وهى كلها بيوتنا - زريبة كبيرة تضيق بركائبهم التى يبدو عليها الحزن هى الأخرى، إذ تقف مدلية الآذان عازفة عن الطعام والنهيق، وتتحول الدار إلى مولد صغير".

"باولا" إيزابيل الليند

 
رواية بولا
 

هى سيرة ذاتية للروائية التشيلية إيزابيل الليندي، تحكى فيها عن ابنتها التى توفيت بعد صراع مع المرض، "بولا" ابنة إيزابيل الليندى التى دخلت فى غيبوبة أثناء تواجد والدتها فى مدريد لكى توقع روايتها الثانية، وفى ممرات المشفى المدريدى الباردة وبجوار سرير باولا فى منزل إيزابيل فى كالفورنيا خَطت تلك الرسالة، من أم لابنتها لكى لا تكون ضائعة تماماً عندما تستيقظ على حسب قولها، وما بين مشاعرها فى انتظار يقظة لا تأتى وسردها عن جذور عائلتها وسيرتها الشخصية وتاريخ بلادها، تذهب الروائية التشيلية الشهيرة التى كتبت بكل ما أوتيت من وجع وحزن لتحارب فى معركة ضد الموت، لنعايش تجربة إنسانية قد تتكرر فى أماكن مختلفة على سطح هذا الكوكب.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة