خلال السنوات الماضية، شاهدنا العديد من الهواتف الذكية الشهيرة فى جميع أنحاء العالم التى تحمل كاميرا خلفية مزدوجة، وأحدثها فى السوق المصرى هاتف هواوى GR5 2017 الجديد ذو الكاميرا الخلفية المزدوجة، والتى تأتى لأول مرة فى هاتف ذكى من الفئة السعرية المتوسطة.
لذا ما الذى يجعل الكاميرات المزدوجة أفضل من الكاميرا الواحدة؟ إليك 6 أسباب وراء اتجاه مستخدمى الهواتف الذكية فى جميع أنحاء العالم لاقتناء الكاميرات المزدوجة، وكيفية خوض تجربة استخدام تلك الكاميرات المزدوجة فائقة الأداء دون شراء هواتف باهظة الثمن.
1- مستشعرات إضافية دون زيادة وزن إضافى
تعانى كاميرات الهواتف الذكية من صعوبة مواكبة كاميرات التصوير الاحترافى المعروفة بكاميرات DSLR لسبب رئيسى – وهو عدم إمكانية تزويد جهاز بحجم راحة اليد ويوضع فى الجيب بهذا العدد من المستشعرات مثل التى تتمتع بها كاميرات DSLR لالتقاط صور رائعة، ومع ذلك استطاعت الكاميرات المزدوجة تغيير هذا المفهوم الخاطئ، حيث تضم الكاميرات المزدوجة عددا كافيا من المستشعرات لالتقاط صور أكثر دقة وتفصيلاً، ولهذا السبب نجد أن الكاميرات المزدوجة تمنح مستخدميها تجربة تصويرية فريدة من نوعها مثل أتاحة نمط HDR بتقنية أفضل التى تعمل على كل من خفض الضوضاء وتعزيز الألوان، وتنتج صور حادة ومفصلة فى ظل ظروف إضاءة خافتة مع توسيع النطاق الديناميكى للصور الملتقطة المزودة بتقنية التركيز التلقائى الذى يتميز بدقة – كل هذه المميزات التصويرية دون المساس بالتصميم أو الأداء أو حتى السعر المناسب لمثل هذه الهواتف الذكية.
2- أداء مُحسَن فى ظل ظروف الإضاءة المتغيرة
استندت الهواتف الذكية حتى وقت قريب على تقنية التثبيت البصرى للصورة (OIS) لمنع التقاط صور مهزوزة مرتعشة والتى تعمل أيضاً على التقاط صور أكثر وضوحاً أثناء فترات الليل المظلمة وفى الأماكن المغلقة، أو فى أى وقت وتحت أى ظروف إضاءة منخفضة أكثر من المعتاد، تلك التقنية يتم استخدامها فى الكاميرات لتخفيف نسبة التشويش والارتجاج الطارئ فى الصور نتيجة اهتزاز اليد أثناء عملية التصوير، ويتم تثبيت الصورة إما من خلال عملية ميكانيكية تحدث فى عدسة الكاميرا نفسها، أو بطريقة رقمية من خلال خوارزميات وبرمجيات تقوم بتصحيح الخطأ.
ومع ذلك تقنية (OIS) ليست الحل الأمثل لألتقاط الصور المتحركة أو المفاجأة فى ظروف إضاءة متغيرة، لن تتحمل هذه التقنية على تثبيت حركة الجسم المتحرك الذى تريد أن تلتقط صورة له وتثبيت ارتعاش اليد معاً، وهنا يأتى دور الكاميرات المزدوجة المزودة بعدد كاف من المستشعرات التى تتمتع بها والتى تعمل على التقاط صور ذات جودة عالية حتى فى الظلام.
3- الأمر ليس مجرد مضاعفة جودة الصورة بل أكثر من ذلك وبدون مضاعفة السعر الشرائى
تمهد الكاميرات المزدوجة لظهور جيل جديد وأكثر تقدماً للتصوير بواسطة الهواتف الذكية، والمدهش فى الأمر أنه ليس عليك القيام بدفع ثمن مبالغ فيه لشراء هواتف ذكية مزودة بكاميرا مزدوجة، يرجع الفضل إلى شركة هواوى رواد صناعة الهواتف الذكية فى العالم، التى جعلت الكاميرات المزدوجة ليست مجرد تقنية تصوير حديثة مرتفعة التكاليف، بل أخذت هواوى فى اعتبارها جانب الميزانية المتوسطة لشراء أحد أجهزتها الرائدة، حيث أطلقت هواوى مؤخراً، الجيل الجديد من هاتف GR5 2017 والذى يحتوى على كاميرا خلفية مزدوجة، تأتى لأول مرة فى هاتف ذكى من الفئة السعرية المتوسطة ليناسب جميع مستخدمى الهواتف الذكية.
4- تقنية التقريب البصرى الحقيقية (Optical Zoom)
تستخدم الكاميرات الأحادية المزودة فى الهواتف الذكية تقنية التكبير الرقمى (Digital Zoom)، بينما تمنح الهواتف الذكية ذات الكاميرا المزدوجة بعدستين منفصلتين المستخدمين خاصية التقريب البصرى الحقيقى (Optical Zoom)، واكن ماالفرق بين التقنيتين ؟
تقنية التكبير الرقمى (Digital Zoom) هى مجرد طريقة لتكبير الصور تقوم فيها الكاميرا بتصغير الحيز المرئى من الصورة بعد إلتقاطها ، حيث تقص المنطقة الداخلية من الصورة بنفس نسب الصورة الأصلية ثم يعاد تكبير تلك المنطقة لتصبح بحجم الصورة الأصلية بعد معالجتها رقمياً.
أما تقنية التقريب البصرى (Optical Zoom) فهى تقنية التكبير التى يستخدمها المصوريين المحترفين – بإستخدام أكثر من عدسة واحدة لضبط البعد البؤرى (Focal Length) وتقريب العنصر المراد تصويره، وهذا ما تقوم به الهواتف الذكية ذات الكاميرا المزدوجة التى تستخدم عدستين لإنتاج صور مقربة وذات جودة عالية دون خسارة دقة وضوح الصورة.
5- تأثيرات البوكيه (Bokeh)
البوكيه (Bokeh) هى الميزة الجمالية التى يبحث عنها المستخدمين فى الكاميرا المزدوجة والتى تعمل على تحسين الجودة الضبابية (blur) فى الأجزاء الخارجية البعيدة عن نقاط تركيز العدستان فى الصور الملتقطة بواسطة الكاميرات المزدوجة، والنتيجة هى أن يتم مضاعفة التركيز على الأجسام التى تقع على بعد موحد من الكاميرا المزدوجة، بحيث تصبح الأجسام التى تتواجد أمام الجسم المُركز والخلفية شديدة التشويش، ويعد تأثير البوكيه من المميزات الأساسية فى عملية التصوير الاحترافى خاصةً فى الحياة البرية بالنسبة لمصورى المناظر الطبيعية.
الهواتف الذكية ذات الكاميرا الأحادية لا يمكن أن تحقق هذا التأثير بشكل فعال، حيث أن بعض تطبيقات الهواتف الذكية تعمل على توفير تأثيرات بوكيه المميزة، لكن هذه التطبيقات ليست بمثل كفاءة استخدام كاميرا مزدوجة لتغشية خلفيات الصور المُلتقطة والتى تعطى كل من، تأثير عمق حقيقى (Real Depth Effect)، طبقات ودقة تباين منذ بداية عملية التصوير، لتأتى النتيجة فى صور مبتكرة ومبدعة، حيث تفتح الكاميرات المزدوجة الباب امام المستخدمين الى عالم جديد من اختيار الهواتف الذكية.
6- إمكانيات لا حصر لها
يتوقع خبراء مجال التقنية ان يتم اطلاق عدد هائل من التطبيقات الجديدة لإضافة تأثيرات ثلاثية الأبعاد أو جعلها متحركة على الصور المُلتقطة بكاميرات مزدوجة العدسات، وبالطبع، رأينا الأنتشار السريع لتطبيق (Wigglegram) الذى يستخدم الفرق الضئيل بين العدستين لأنتاج صور متحركة، وذلك من خلال استخدام الفرق البسيط بين العدستين فى إلتقاط صورتين متتابعتين بمنظورين مختلفين وتوحيدهم فى صورة واحدة، وهذا ما يخدع العين المجردة التى تنظر الى الصورة وتعتقد انها صورة ثلاثية الأبعاد.
تختلف أنواع الهواتف الذكية بمميزاتها وخصائصها، فهناك هواتف ذكية ذات كاميرا خلفية مزدوجة تتضمن أكثر من ميزة من المميزات ال6 المذكورين، فليس من الضرورة ان يحتوى الهاتف على المزايا ال6 كلها، حيث يختلف تصميم الكاميرا المزدوجة فى كل هاتف عن الهواتف الاخرى لتتماشى مع الخصائص والامكانيات المتعددة فى كل هاتف.