ورش كتابة السيناريو بين "الإبداع" و"السطو".. وحيد حامد: نتاجها غير طبيعى زى أولاد "السفاح".. بشير الديك: الفن ثورة واللى يمشى وراء القواعد الثابتة يبقى "نمطى".. هشام فتحى: أعمال نجيب محفوظ خضعت للورش

الإثنين، 20 مارس 2017 03:00 م
ورش كتابة السيناريو بين "الإبداع" و"السطو".. وحيد حامد: نتاجها غير طبيعى زى أولاد "السفاح".. بشير الديك: الفن ثورة واللى يمشى وراء القواعد الثابتة يبقى "نمطى".. هشام فتحى: أعمال نجيب محفوظ خضعت للورش وحيد ويسرا والأستاذ نجيب محفوظ
العباس السكرى – أسماء مأمون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل للإبداع أن يتمزق ويتفرق ويصير أجزاءً؟.. القاعدة تقول لا!.. فلم نسمع عن مقطوعة موسيقية بديعة اشترك فى صُنعها 4 موسيقيين، أو لوحة فنية مدهشة رسمها أكثر من فنان، لكن فيما يبدو أن هذه القاعدة يشذ عنها بعض كتاب السيناريو، إذ شهدت الفترة الأخيرة عزوف المؤلفين عن كتابة أعمالهم وإسنادها إلى ورش تأليف لمجموعة من الشباب يعملون تحت أيديهم، ووفى أحيان يسطو صاحب الورشة على النص وينسب له وحده العمل، هذه الظاهرة ربما تكون اختلقتها ظروف ما، لتفرز أشياء صناعية وليست طبيعية، قد تكون بعيدة تمامًا عن الابداع والخيال وحتى الإحساس، هذه الإفرازات الصناعية يبررها البعض ممن يستندون الى ورش الكتابة، بأنها تؤدى إلى اكتشاف مواهب جديدة قادرة على الإبداع والابتكار وصياغة لغة جديدة يتداولها الشباب، وآخرون يرونها نتاج "سفاح" ليس له أبًا.

يسرا
يسرا

 

فى رمضان المقبل تشهد الفضائيات المختلفة عرض عددا كبيرا من الأعمال الفنية، منها جزء كبير يعتمد على "ورش كتابة السيناريو"، على رأسها مسلسلات "تحت أمر السيادة" بطولة النجمة يسرا، إخراج هانى خليفة وتأليف إياد عبد المجيد ومحمد رجاء، و"خلصانة بشياكة" للنجم أحمد مكى وهشام ماجد وشيكو، ويكتبه ورشة مكونة من 4 مؤلفين شباب يشرف عليها مخرج العمل هشام فتحى، و"30 يوم" بطولة باسل خياط ونجلاء بدر، إخراج حسام على، وتكتبه ورشة السيناريست محمد أمين راضى، و"الضايعين" للنجمة دنيا سمير غانم وإخراج أحمد الجندى، حيث يعكف على كتابة السيناريو والحوار الخاص به مصطفى صقر ومحمد عز الذين.

وحيد حامد
وحيد حامد

 

وفى هذا الصدد يفصح الكاتب الكبير وحيد حامد عن رأيه فى ما يسمى بـ "ورش كتابة السيناريو"، قائلا: "ما ينتج عن هذه الورش ليس إبداعا ولا أستطيع تسميته بالإبداع"، ويضيف الكاتب الكبير: "هذه وجهة نظرى التى أؤمن بها، فأنا غير مرحب تماما بما يسمونها ورش الكتابة، لأن هناك أشياءً لا يمكن أن يفعلها شخصين أو ثلاثة، أو أربعة، لابد أن ينفذها شخص واحد"، ويتساءل: "هل رأيت تمثالًا بديعًا فى مظهره ورسمته اشترك فيه اثنين من النحاتين، بالطبع لا، هذه الاشياء التى تعد ابداعا حقيقيا تحتاج إلى عقل ورؤيا وإحساس واحد لا يتجزأ، يشعر بكل تفاصيله، وليس احساسا ممزقا يشترك فيه ثلاثة أشخاص أو أربعة، وكل منهم له رؤيته وأسلوبه ولغة حواره"، ويستكمل الكاتب :"بالعقل كده، ازاى نقدر نلملم الأفكار والمشاعر لكل شخص من هؤلاء ونطلع منهم برأى واحد، وللأسف الشديد أن هذه الورش لم تقتصر على التأليف فقط، بل زحفت على الإخراج وأصبح أكثر من مخرج يعمل فى مسلسل واحد".

 

ويؤكد وحيد حامد لـ"اليوم السابع"، أن الأعمال الفنية التى أنتجت بالسنوات الأخيرة، فى غاية الضعف والهوان، ولا يتذكرها أحد، أو حتى يحرص على متابعتها عند عرضها الثانى على القنوات، ولا يبقى منها إلا الشيء الأصيل الثابت،  وأضاف: "العام الماضى رأينا عددا كبيرا من المسلسلات الدرامية، لكن إذا فرزناها لن نجد منها سوى  3 أو 4 أعمال فقط تنطبق عليهم كلمة "عمل جيد"، وأذكر منهم مسلسلين السيناريست عبد الرحيم كمال، الأول "ونوس" بطولة يحيى الفخرانى، والثانى "يونس ولد فضة" لعمرو سعد، العملين تجد فيهما رؤية وفلسفة ومنطق وحكاية، لأن المؤلف قال ما بداخله وسواء عجبنا أم لم نرض به، يكفى أن العمل به فكر ورؤيا، لكن نتاج هذه الورش كالولد الذى ليس له أبا كأولاد السفاح لا تعرف من هو أبوه الشرعى".

بشير الديك
بشير الديك

 

الكاتب الكبير بشير الديك، يرى أنه من الأصوب الحكم على العمل عقب مشاهدته، فإذا كان جيدا نثنى عليه، حتى وإن كان عدد كتابه يتجاوزون 15 فردا، وإلا فلا، وقال الكاتب :"أتذكر فى الزمن الماضى كان هناك كاتبا أمريكيا تناول كتابة رواية مع مجموعة من المساعدين عن إحدى الأوبئة، ونجحت نجاحا ساحقًا، ومن هذا المنطق نحكم على انتاج الورش".

ويضيف بشير الديك :"فى الفن القواعد صنعت لكى تكسر، ومن يسير نحو القواعد ويتبعها يصبح رجلا نمطيا، فالفن ثورة وأول الثورات تكون على القواعد المتعارف عليها، والمنتج الجيد تصنعه قدرات جيدة، ورغم المناخ المضطرب الذى رأيناه فى الفترة الأخيرة، كانت هناك اعمالا جيدة على مستوى الكتابة، ومنها مسلسلات السيناريست مريم نعوم والتى تعمل وفق ورشة كتابة أيضا، وهذا يؤكد أنه يجب أن يكسر الفن التابوهات ليتولد الإبداع".

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

 

ويقول المخرج هشام فتحى، والمشرف على ورشة تأليف مسلسله "خلصانة بشياكة" للنجم أحمد مكى، إن كل عمل فنى يستدعى متطلبات مختلفة، فهناك عمل يحتاج إلى ورشة السيناريو وآخر لا يحتاج سوى كاتب واحد، ويبقى الأهم هو البناء الدرامى الجيد، والكاتب بمفرده يستطيع أن يُخرج عملا جيدا إذا كان مأخوذ عن رواية مثلا، أو إذا كانت لديه الإمكانيات التى تؤهله أن يكتب بمفرده ويخرج عملا جيدا، أما ورش السيناريو تستطيع أن تُخرج عملا جيدا ومكتمل العناصر ولكن الأهم هو مشرف الورشة الذى يعمل على تناغم أعضائها وتناسق الأفكار المختلفة فيما يخدم وحدة البناء الدرامى.

احمد مكى
احمد مكى

 

ولفت إلى أن ورش السيناريو ليست أمرا جديدا أو مستحدثا لأن أعمال أديب نوبل نجيب محفوظ  اعتمدت على الورش لأن الجهة المنتجة لأفلامه كانت تستعين بالسيناريست على الزرقانى مثلا لكتابة السيناريو، ثم تكلف الفنان السيد بدير بكتابة الحوار، مؤكدا أن بناء الورشة إداريا هو أكثر شىء مرهق وليس إنتاج أحداث تخدم الخطوط الدرامية المختلفة بالعمل.

دنيا سمير غانم
دنيا سمير غانم

المؤلف محمد نبوى، يقول إن ورش الكتابة الفنية تساعد وتساهم فى اكتشاف جيل جديد من نجوم الكتابة وتدفع بهم نحو الشهرة، وتخلق لهم فرصة جيدة فى الظهور، مؤكدا أنه دائما ما يقوم بوضع الافكار وكتابتها مع السيناريست الشاب علاء حسن، ومنها فيلمه الأخير "القرموطى فى أرض النار" وأيضا مسلسله "عائلة زيزو" بطولة النجم أشرف عبد الباقى ونسرين أمين، موضحا أن هناك تجاوب كبير وفهم يجمع بينهما عند كتابة أى عمل فنى، لذلك يرى أن ورش الكتابة تمنح الموهوبين قبلة حياة وقبلة أمل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة