رائحة القهوة المنبعثة من كل اتجاه تسيطر على المكان بقوة، تقف "رودينا" المرأة الأربعينية فى محل البن بعد أن شغفها حبه فقررت الاستغناء عن وظيفتها الأساسية فى أكبر البنوك ببلدها بيروت، وافتتاح محل بن بحى شبرا بعد زواجها من مصرى واستقرارها معه بمصر، فقررا معًا مزج الروح المصرية باللبنانية من خلال الديكور الموجود بالمحل الذى يجمع بين التراث المصرى والشامى.
سفرها إلى كثير من بلاد العالم وتذوقها القهوة الخاصة بكل بلد، شجعها على جمع البن بجنسيات مختلفة فى محلها، ذلك مع الحفاظ على خلطتها السرية التى جمعتها من المكونات اللبنانية الخالصة لتقدم "توليفة لبنانى" يسأل عنها الجميع، ولكنتها المميزة التى عشقها سكان شبرا وضحكتها الواسعة تستقبل زبائنها من عشاق القهوة لتتحدث عن كل نوع من أنواع البن بلغة الخبير العاشق.
الكنكة النحاس
أنواع البن من مختلف دول العالم
"بحب القهوة من 25 سنة"هكذا بدأت مدام رودينا حديثها لـ اليوم السابع عن سر اهتمامها بالبن وأضافت "كنت أعمل موظفة بأحد البنوك الكبرى وكنت أشرب فى اليومن من 10 لـ12 فنجان قهوة، وبحكم عملى سافرت إلى بلاد كثيرة وعرفت كل نكهات القهوة، وبعدما تزوجت من حسن كان صاحب فتح محل للقهوة ولكن بشكل مختلف، وكان دافعه أن شبرا لايوجد بها محل شيك للقهوة بالرغم من عشق المصريين لها، وعلى الفور رحبت بالفكرة واستغرقنا 5 شهور لتجهيز ديكور المحل الذى حرصنا على اختيار كل قطعة به بأنفسنا"، وأضافت "سعينا على أن يعكس الديكور الروح المصرية واللبنانية معًا فقمت بشراء مجموعة من القطع التراثية واللوحات اللبنانية كما حرص زوجى على شراء قطع الديكور المصرية حتى أصبح للمحل روح خاصة يتعلق بها كل من جاء إليه".
النوجة اللبنانى
مدام رودينا
وعن أنواع البن التى تبيعها فى المحل قالت "لدينا بن من معظم دول العالم مثل كولومبى، و برازيلى، هندى، حبشى، فرنساوى، إندونيسى، خلطات لبنانية أقوم بصنعها بنفسى وأعتبرها أحد الأسرار التى لا أفصح عنها لأحد أبدًا"، وأضافت "واخترعت خلطة البن بالمستكة فقط لأن لهما مذاق خاص معه، ولا يوجد أى أحد يقدمهما معًا، مشيرة إلى أن أسعار البن ارتفعت بشكل كبير جدًا فبعدما كان كيلو "البن المحوج" بـ 56 وصل الآن إلى 96 ورغم ذلك إلا الناس تشترى بشكل طبيعى لأن القهوة مزاج يصعب التخلى عنه، كما أحضر حلويات لبنانية من بيروت، وأتمنى أن أقدم مناقيش لبنانية بالمحل أصنعها بيدى وأقدمها باكثر من طريقة لأن الزعتر اللبنانى لا يوجد فى مصر".
جانب من ديكور المحل
ديكور لبنانى بروح مصرية
مدام رودينا مع الحلوى اللبنانية
وتابعت "انا و زوجى نفضل خلط البن البرازيلى مع الكولومبى، وما نبيع منه للزبائن نأخذ منه إلى بيتنا أولًا، وأكدت مدام رودينا أنها أحبت المصريين وتعلقت بهم كما تعلقوا بها، مشيرة إلى إنها أصرت على عدم تخليها عن لهجتها اللبنانية على الرغم من إتقانها للمصرية، لكنها فضلت ذلك حتى تتحدث مع الناس بعفوية الأمر الذى جعل المصريين يتعلقون بها وبلغتها المميزة وضحكتها التى لا تغيب عن وجهها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة