أم طفل أسير بسجون الاحتلال تسأل:هل يمكن أن تعيدوا لى ابنى ببراءته التى سلبت؟

السبت، 18 مارس 2017 04:05 م
أم طفل أسير بسجون الاحتلال تسأل:هل يمكن أن تعيدوا لى ابنى ببراءته التى سلبت؟ قوات الاحتلال ـ صورة أرشيفية
رام الله (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أنا أم لأصغر أسير فسطينى يدعى شادى فراح (12 عاما) .. اعتقل ولم يكن مضى على عيد ميلاده سوى أيام .. اعتقل بلا ذنب اقترفه وهو عائد من مدرسته وتعرض لأبشع أنواع التعذيب النفسى والجسدى .. نزعوا ملابسه عنه ووضعوه فى غرفة مبردة قرابة الأسبوع .. 6 أيام وشادى فى ثلاجة كجثامين الشهداء المحتجزة الآن .. تخيلوا أنتم كآباء وأمهات"، هكذا قصت أم شادى معاناة نجلها الأسير فى سجون الاحتلال.

وأضافت "حكموا عليه بالسجن ثلاثة أعوام ولم يتم احتساب العام الذى قضاه فى الأسر..أنا اليوم وكل يوم ورغم مضى عام على اعتقال شادى أعيش فى حالة من الرعب والخوف على مستقبله فهو محتجز فى مؤسسة تبعد عنا مئات الكيلومترات فى أقصى شمال فلسطين ولا يوجد بها شباب أقل من 15 سنة وجميعهم محتجزون فى قضايا قتل ومخدرات واغتصاب..أنا كأم كيف أنام كل ليلة وأنا أفكر ماذا يحدث مع ابنى الآن.. وكيف ينام؟ .. كما أنه يعانى من ضعف فى جهاز مناعته وكنا عندما يمرض تضعه المستشفى فى قالب من الثلج لتخفيض حرارته فكيف الآن عندما يسخن؟ .

وتابعت "أريد أن أسأل سؤالا واحدا لكل من جاء واهتم بقضية شادى ومؤسسات حقوق الإنسان وحقوق الطفل..هل من الممكن أن تعيدوا لى شادى الطفل بعدما فقد طفولته؟.. فشادى- وإن خرج اليوم- ليس هو شادى منذ عام بسبب ما رآه وعاناه .. أنه فى أمس الحاجة للرعاية وأن يكون بين إخوته بأمس الحاجة للتعليم واللعب .. شادى كان عندما يريد النوم يأتى ويحضننى ويمص فى إصبعه إلى أن ينام وهو الآن أسير الجدران .. وعندى طفل آخر عمره 3 سنوات اسمه ريان ورغم أنه لم يعتقل وينام فى حضنى يوميا إلا أنه يعتبر أسيرا للممارسات لأنه فى كل موعد لمحاكمة لشادى يكون معنا ويسألنى ماذا سيحدث مع شادى فى هذه المحكمة ... ريان كان يفكر فى الزيارة القادمة لشادي!!".

واستطردت "أطفالى أصبحوا أسرى أن لم يكن جسديا ففكريا .. أسرى الممارسات الإسرائيلية تجاه شعبنا وأطفالنا.. منذ 3 شهور لم أر شادى لأننى أحمل هوية الضفة (الممنوعة من الدخول إلى إسرائيل إلا بتصريح) وزوجى يحمل الهوية الإسرائيلية (التى يحملها الفلسطينيون فى الداخل المحتل أى داخل إسرائيل) أنا تحت رحمة التصريح الذى يتم استخراجه لى من الممكن شهر وشهرين وثلاثة أغيب عن شادى. .تخيلوا أنا التى لم أكن أنام إلا وشادى فى حضنى الآن أنا أراه كل 3 شهور أو 4 لأحضنه فقط وأمشي".

وتقول الدكتورة النفسية فردوس عبدربه العيسة من جامعة بيت لحم : "إنها محاولة لكسر الأطفال وهزهم نفسيا وإعادة صقلهم إسرائيليا وهذا شيء مقلق ومخيف وعلينا مسؤولية تجاه الطفل فى الإصلاحيات خصوصا الأثر على الصحية النفسية والصفات الشخصية للأطفال".

وأضافت "بالطبع الطفل الأسير تكون مستوى الصحة النفسية متدنية مقارنة بالأطفال غير المعتقلين وينعكس هذا على جميع جوانب حياتهم بسبب التعذيب النفسى والجسدى الذى يتعرض له"..مشيرة إلى أن الإسرائيليين يقصدون التعذيب الممنهج للتأثير على الأطفال بهدف كسر روح المقاومة لديهم وضمان عدم عودتهم لأى نوع من الرشق حتى لو كان بالحجارة وتحاول خلق جيل من المضطربين نفسيا.

وتابعت "إلا أن الدراسات تؤكد أن الإسرائيليين لم يتمكنوا من تدمير شخصية هؤلاء الأطفال بل بالعكس كان من الواضح التأثير على جوانب الانفتاح والثقة ولم تتصف شخصياتهم بالسلبية أو الانسحاب من المحيط الاجتماعى ولم يتصفوا بالعدوان بعد قضاء مدة اعتقالهم خصوصا فى وجود الدعم الاجتماعى والثقافة النضالية لتحرير فلسطين ودور الأسرة والمؤسسات المجتمعية التى لعبت دورا أساسيا فى تخفيض أثر الاعتقال".

أما رئيس نادى الأسير قدورة فارس فقال : "إن جهدنا لا يقتصر على الأطفال ولا عقد المؤتمرات والوقفات الاحتجاجية فنحن مؤسسات تعمل على مدار الساعة من أجل الأسرى ونقدم خدمات كثيرة"..معربا عن اعتقاده بأن الاحتلال بدون المؤسسات الفلسطينية التى تدافع عن الأسرى وتكشف ممارساتهم ربما كان وضع الأسرى سيكون أصعب بكثير.

وأضاف فارس : "ليست لدينا أى خيارات سوى أن نستمر فى العمل ضمن ظروفنا المؤقتة وإمكانياتنا المحدودة، وذلك على قاعدة أن توقد شمعة خير من تمشى فى الظلام ..ونحن نحاول أن نفعل شيئا لأنه لا يجب أن نسلم أو نستسلم".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة