فى سنة 1914 دقت طبول الحرب العالمية الأولى وكانت بريطانيا فى جانب وتركيا فى جانب آخر، ومصر محتلة من قبل بريطانيا منذ عام 1882، وكان يحكم مصر الخديو عباس حلمى الثانى، الذى كان معروفا بمعاداته للإنجليز، لذا اتخذوا الخطوة الخطرة جدا وهى عزل الخديو ونفيه وإعلان الأحكام العرفية على مصر وتحويلهالا إلى سلطنة وتعيين حسين كامل سلطانا.
وهذه الخطوة أنهت السيادة الأسمية للعثمانيين على مصر، ويلاحظ أن لقب "سلطان" هو نفس اللقب لرأس الدولة العثمانية.
وفى عام 1917 تولى الحكم من بعده أخوه فؤاد الأول الذى لقب بسلطان مصر حتى عام 1922، حيث أعلنت بريطانيا من طرف واحد إنهاء حماية المملكة المتحدة على مصر بما عرف بـ"تصريح 28 فبراير 1922" ليصبح هذا التاريخ هو تاريخ تأسيس المملكة المصرية. فتغير لقبه إلى ملك المملكة المصرية.
ولقى تعيين الإنجليز السلطان حسين كامل رفضاً شعبياً، على شعبيته، وتسميته "صديق الفلاح"، وقد حفلت سنوات حكمه ( 1914 – 1917) بعدم الاستقرار، الذى أسفر عن رفض الشعب المصرى لأسلوب ولايته، على حساب الخديوى المعزول، الذى كان المصريون يستشعرون ولاءه لبلده، أو الناجم عن تطور المعارك الحربية، فى الحرب العالمية الأولى، والتى حاول فيها الجيش العثمانى طرد الإنجليز من مصر، ما حمل المصريين على الاستبشار، وترديدهم شعاراً، يقول "الله حى، عباس جاى".
لقد عمدت الحركة الوطنية فى مصر خلال حكم السلطان حسين كامل، إلى العمل السرى، واعتمدت العنف، فتعددت محاولات اغتيال الوزراء والمسؤولين، بل السلطان نفسه.
ويمكن القول إن السيطرة البريطانية على مصر، أصبحت كاملة، إبّان عهد السلطان حسين كامل، فقد أمست مصر هى القاعدة البريطانية الرئيسية، التى تنطلق منها العمليات الحربية، لمواجهة القوات العثمانية، فى مختلف الاتجاهات، واستطراداً فقد رُهنت السياسة الداخلية المصرية بالمصالح البريطانية، أمّا سياسة مصر الخارجية، فقد تحكمت فيها بريطانيا تحكماً كاملاً.
لم يدم حكم السلطان حسين كامل سوى سنتَين وتسعة أشهر وسبعة عشر يوما، قبل أن يودى المرض بحياته، فى 4 أكتوبر 1917، ودفن فى مسجد الرفاعى بالقاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة