"آي بى تايمز": الانتخابات والاستفتاء يؤجلان حسم خلافات تركيا وهولندا

الخميس، 16 مارس 2017 03:11 ص
"آي بى تايمز": الانتخابات والاستفتاء يؤجلان حسم خلافات تركيا وهولندا اشتباكات الشرطة الهولندية مع أنصار أردوغان
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "آى بى تايمز" البريطانية إن الخلاف الدبلوماسى الذى اندلع مؤخرا بين هولندا وتركيا بعد رفض الأولى هبوط طائرة وزير الخارجية التركى لأراضيها، لن ينتهى إلا بعد مرور الانتخابات الهولندية التى بدأت اليوم، والاستفتاء على التعديلات الدستورية فى أنقرة أبريل المقبل، معتبرة أن التصعيد بين البلدين أججه سعى الطرفين لاستغلال الأزمة لتحقيق مكاسب انتخابية فى الداخل. 
 
 
وبالفعل، كشف عدد من استطلاعات الرأى التى نشرت نتائجها قبل يوم من بدء السباق الانتخابى فى العاصمة الأوروبية أن الخلاف بين امستردام وأنقرة ألقى بظلاله على الانتخابات الهولندية، تلك الانتخابات التى ينظر لها بأنها اختبار لقوة ومرونة "اليمين" فى أوروبا قبل انتخابات تشهدها باريس وبرلين فى وقت لاحق من العام الحالى. 
 
وتوقعت الصحيفة البريطانية فى تقرير خاص أعده صحفى تركى رفض كتابة اسمه، بسبب القيود والتهديدات التى يواجهها الصحفيون الأتراك، أن التصعيد بين البلدين بعد رفض هولندا لمسيرات لسياسيين أتراك لحشد الدعم لاستفتاء إبريل، والذى من شأنه أن يمنح الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان صلاحيات أوسع، سيزداد سوءا حتى تنتهى الاستحقاقات فى كل من البلدين. 
 
وتقول الصحيفة إنه برغم تنوع أفكار وخلفيات الأتراك، إلا أن غالبيتهم نظروا للأزمة الأخيرة من منظور "القومية التركية"، والمشاعر المعادية للغرب، واعتبروا أن اللوم يقع على الحكومة الهولندية. 
 
وأضافت أن المجتمع التركى، والذى يتسم بالاستقطاب العميق، نادرا ما تتفق جميع أطيافه حول أمر ما مثلما التفوا ضد هولندا، وخير دليل على ذلك انقسامهم بشأن محاولة الانقلاب الصيف الماضى، إذ اعتبروا أن موقف هولندا من بلادهم ما هو إلا مثال جديد على العنصرية الأوروبية والعداء ضد الأتراك والمسلمين.
 
 
ودعم کمال قلیتشدار أوغلو، زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب "الشعب الجمهورى"، على غير المتوقع، موقف الحكومة الصارم ضد لاهاى، بل انتقدها لعدم اتخاذها تدابير أكثر شدة، مثل سحب السفير التركى من هولندا. وقال خلال اجتماع حزبه "تركيا لم تهان بهذه الطريقة من قبل، أفعلوا ما يجب القيام به، وسنعطيكم دعمنا بالكامل"، ليعكس بذلك مشاعر الفخر القومى التى انتشرت فى البلاد بعد اندلاع الأزمة. 
 
ومضت الصحيفة تقول إن هؤلاء الأتراك، الذين أعربوا عن مشاعر الفخر تلك، تخلوا عن آمالهم فى أن تكون بلادهم والاتحاد الأوروبى حلفاء، وباتوا يشكون من النفاق الغربى والمعايير المزدوجة. 
 
وختم الكاتب تقريره بالقول إن الأزمة بين هولندا وتركيا حدثت نظرا للظروف الانتخابية التى تمر بها كلتاهما، متوقعا أن تنتهى بتغير هذه الظروف، لاسيما وإن الشركات الهولندية من بين أكبر المستثمرين الأجانب فى تركيا فى مجالى النفط والقطاع المصرفى.
 
وكان الرئيس التركى اتهم الأربعاء هولندا بأنها "قتلت أكثر من ثمانية آلاف بوسنى مسلم" فى سربرينيتسا عام 1955 وذلك فى تصعيد جديد للأزمة السياسية بين أنقرة ولاهاى.
 
وقال أردوغان فى خطاب "لا علاقة لهم بالتحضر ولا بالعالم الحديث. أنهم من قتل أكثر من ثمانية آلاف بوسنى مسلم فى البوسنة والهرسك خلال مجزرة سربرينيتسا" الجيب الذى كان خاضعا لحماية جنود حفظ السلام الهولنديين العاملين ضمن قوة الأمم المتحدة.
 
وأعلنت تركيا فرض عقوبات دبلوماسية منها رفض عودة السفير الهولندى وقطع العلاقات على أعلى مستوى إضافة إلى إلغاء كل اللقاءات المقررة على المستويات الوزارية، وذلك ردا على طرد هولندا لوزيرة تركية واعتبرتها "أجنبية غير مرغوب فيها"، وفرقت مسيرات للأتراك بالقوة باستخدام خراطيم المياه والكلاب. 
 
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة