إذا كنت ممن يقودهم القدر وتسلك الطريق الدائرى، خاصة أعلى منطقة الوراق، فإنك تستطيع تمييز المنطقة قبل الدخول عليها بعدة كيلو مترات من رائحة القمامة والصرف الصحى.
انتشار القمامة بجانب الطريق الدائرى
وبعد شكاوى متكررة للمواطنين القاطنين بشارع 10 فى منطقة الوراق، أجرت "اليوم السابع" جولة ميدانية لرصد معاناة الأهالى الذين يعيشون بالمنطقة بصفة مستمرة.
الأهالى يعرون النفق وسط القمامة
وعبر سلم ضيق على الطريق الدائرى بمنطقة الوراق، وتحديداً عند محطة شارع 10، تتخذ أولى خطوات الوصول للمكان الذى يتميز برائحة كريهة من تراكم القمامة ومياه الصرف.
مياه الصرف الصحى والقمامة بجوار الطريق الدائرى
وتجد نفقا صغيرا مظلما تملؤه القمامة، يتخذه الأهالى وسيلة للهروب من الواقع الأليم الذى ينتظرهم أسفل الطريق الدائرى، من برك الصرف الصحى، المشهد كالآتى "حمير وقمامة وحشرات ومحال تجارية مغلقة الأبواب"، والتوك توك الوسيلة الآدمية الوحيدة بالمكان الذى يغرق فى مياه الصرف الصحى الراكدة منذ فترات طويلة، على حد قول الأهالى.
مياه الصرف الصحى تغرق جسم النفق وتهدده بالإنهيار بحسب الخبراء
وعند منزل الطريق الدائرى تجد رجلا مسنا يفترش جزءا لا تغرقه مياه الصرف الصحى، يعرض بضاعته من الفاكهة، ويروى تلك المأساة، قائلًا، "المياه دى على طول مستمرة بشكل دائم، ومفيش حد بيجيى يشلها"، موضحًا أنه هجر المحل الخاص به أسفل الطريق الدائرى بسبب مياه الصرف.
ويضيف أحمد خالد، تواجه معاناة حقيقة إذا اضطررنا لسلك ذلك الطريق كل فترة أثناء زيارة أحد الأقارب، موضحًا أن أزمة الصرف الصحى مستمرة منذ فترة طويلة، بدليل أنه فى كل زيارة للمكان يجده على نفس الوضع دون تغيير، بل ويزداد الأمر سوءًا، مشيرًا إلى أن الطريق أصبح يشكل خطرًا على حياة الأهالى بعدما أصبح مأوى للكلاب الضالة والحشرات والديدان المستوطنة فى المياه منذ شهور، ما جعل المنطقة بالكامل مميزة برائحتها الكريهة.
انتشار القمامة والروائح الكريهة اسفل النفق
من جانبه، أكد سامى الخواجة، القائم بأعمال رئيس حى الوراق، أن المنطقة تعانى بالفعل من الطفوحات المستمرة للصرف الصحى، نتيجة زيادة الكثافة السكانية الكبيرة والضغط الشديد على الشبكات، ولكن يتم التعامل معها باستمرار من خلال شفط المياه الراكدة كل 4 أيام.
مياه الصرف الصحى تهدد أنفاق الدائرى
وأضاف "الخواجة"، لـ"اليوم السابع"، أن أعمال إنشاء الكبارى التى تتم بالمنطقة لم تؤثر على زيادة الطفوحات، وإنما هى مشكلة سابقة، وتم إدراجها ضمن خطة التطوير بالحى لتغيير الشبكة وزيادة قدرتها الاستيعابية لتتناسب مع التضخم السكانى.
وأكد المهندس حنفى محمد حنفى، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة الجيزة، أن المنطقة مدرجة بالفعل ضمن خطة تنفيذ محطة صرف صحى متكاملة بعزبة الخلايفة، والتى ستخدم المنطقتين، حيث تم اعتماد المشروع لإنشاء شبكة صرف ومحطة وخط طرد.
فيما حذر الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، من تأثير الرطوبة والمياه الراكدة على عمر الكبارى وتعرضها للانهيار، موضحاً أنه لا توجد رقابة دورية على الأنفاق التى تقع أسفل الكبارى، ولا يتم فحصها بطريقة دورية للتأكد من سلامة عمر المنشأة من قبل المختصين من هيئة الطريق والكبارى، إذ من المفترض أن يتم إجراء صيانة سريعة للكبارى كل 3 أشهر، وأخرى أكثر تعمقًا كل عام، وتسجل بملف خاص بكل كوبرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة