فى السنوات الأخيرة ارتبط اسم المركز النموذجى للمكفوفين بالأزمات المتلاحقة وعمليات الحل التى طالت مجالس إدارته المتعاقبة، نظرًا لسوء إدارته وتطبيقا لقانون الجمعيات الأهلية، ورغم أنه يخدم مليونى كفيف تقريبًا سواء على المستوى التعليمى والمهنى إلا أنه ما زال يحتاج لدعم كبير، وهذا ما بدأته الدكتور غادة والى وزيرة التضامن، باتخاذها قرارا يعد الأول من نوعه فى تاريخ المركز المنشأ منذ خمسينيات القرن الماضى، حيث قامت بتعيين الكفيف كريم عاطف، مدير إدارة التربية البصرية بوزارة التربية والتعليم مفوض لإدارة المؤسسة لمدة ثلاثة أشهر من فبراير الماضى حتى مايو المقبل، على أمل تعديل الأوضاع لحين انتخاب مجلس إدارة جديد.
مزيج ما بين الفرحة والقلق انتاب البعض بعدما تولى واحد منهم إدارة المركز الذى يعد المؤسسة الأكبر فى استيعاب المكفوفين سواء فى مراحل التعليم المختلفة أو التدريب والتأهيل المهنى فى الأعمال المختلفة، أو حتى طباعة الكتب بطريقة برايل لكل أنحاء الجمهورية، على الرغم من الأزمات التى مرت على المركز والمشاكل التى يعانى منها.
فور تولى مدير إدارة التربية البصرية شئون المركز وجد نفسه أمام العديد من العقبات، أولها الجانب المادى المتمثل على سبيل المثال لا الحصر فى 80 ألف جنيه ضرائب متأخرة على هذا الصرح، إضافة إلى غياب المتبرعين بسبب السمعة السيئة للمركز، على حد قوله، وما يقال حول سرقة الدعم الموجه للمكفوفين مما أدى إلى الإضرار بالجهات المشرف عليها المركز مثل الأقسام المهنية الأربعة ومشتقاتها والمطابع الخاصة بكتب برايل، والبعثة التابعة لوزارة التربية والتعليم والخاصة بتأهيل بمعلمين الطلاب المكفوفين.
المفوض الحالى لمركز المكفوفين كشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل الوضع، قائلا: "هذا المكان يعيش ظروفا صعبة للغاية بسبب أعضاء الجمعية العمومية، لاسيما أن المؤسسة تدار وفقًا لقانون الجمعيات الأهلية"، موضحًا: "توليت المسئولية كمفوض مؤقت لإدارة المكان فى فبراير الماضى لمدة ثلاثة أشهر، وبالفعل دعيت لعقد جمعية عمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد لكن لم يحضر أحد منهم بهدف إبقاء الوضع فى المركز كما هو".
ويضيف مدير إدارة التربية البصرية: "وزيرة التضامن محكومة بالقانون فى التعامل مع أعضاء الجمعية العمومية، وأشكرها ليس على تعيينى لكن على وثوقها فى كفيف لتولى زمام الأمور رغم صعوبتها، وأيضًا أشكر زملائى من الموظفين هنا الذين طالبوا بمد فترة عملى لتكون عامًا حتى يخرجون من تحت رحمة أعضاء العمومية".
وأضاف: "ولدينا العديد من الأزمات أيضا أبرزها اختفاء المتبرعين الذين كانوا يدعمون هذا المكان دائمًا نظرًا لتداول الإعلام صورة سلبية عن المكان وإظهاره على أنه تتم سرقته من قبل القائمين عليه، وللأسف لم يتحدث أحد عن الأوضاع التى تغيرت وجود قيادة جديدة للمكان وتسعى للعمل بكل قوة".
وأوضح: "مشكلة المكفوفين وذوى الإعاقة من قديم الأزل أن الذين يتولون إدارة مؤسساتهم ليس منهم، لا يدرون شيئا عن مشاكلهم ولا يؤمنون بقدراتهم، وإن فعلوا فلا يتعدى تصرفهم حدود جلب التبرعات وتوزيعها عليهم لكن ماذا يُفيد هذا على المدى البعيد؟.. لا شىء".
وتابع حديثه: "ما أحلم به بالنسبة للمكفوفين هو تطبيق المثل الصينى لا تعطينى سمكة ولكن علمنى كيف أصطاد بمعنى أننى أريد تطوير الأقسام المهنية المتواجدة، وهى أربعة فقط ومشتقاتهم النجارة والخيرزان وأدوات النظافة والأحذية، وأيضًا توجد أربع مطابع لكن هناك واحدة منهم لا تعمل، وكذلك ملعب لكرة الجرس وهو الأكبر على مستوى الجمهورية"، مضيفًا: "أريد فتح أقسام جديدة كالنسيج وان ادعم القديم مثلا يوجد لدى مطبعة معطلة ولا أستطيع تصليحها إلا بعد سداد 160 ألف جنيه لكنى لا أجد بند لصيانتها، وأيضًا أحتاج لعمل تطوير فى الملعب".
وناشد مدير إدارة التربية البصرية المتبرعين بالقدوم إلى المركز أولا لرؤية الوضع على أرض الواقع ثم تحديد نوع مساعدتهم، وبعدها يتوجهون للمكان الذين يرغبون فى التعاقد معه ومتابعة سير العملية بأنفسهم حتى لا يكون هناك شُبهة فى وصول الدعم للمكفوفين أنفسهم وسيصب فى مصلحتهم.
فى نفس السياق، أكد حسام شعبان المشرف العام على الأقسام المهنية، أن الميزة الكبرى فى طلاب المركز امتلاكهم طاقة قادرة على فعل كل شىء لكن الإمكانيات لا تساعدهم، والدليل ما ينجزوه فى أقسام تصنيع أدوات النظافة ومراحله كلها حتى التشطيب، وأيضًا الخيرزان بكل أنواعه، وكذلك المساعدة فى قسم النجارة، صحة والتجويد قدر الإمكان فى قسم الأحذية.
وأضاف المشرف على الأقسام المهنية: "يتم عرض منتجاتنا فى معرض متواجد بشارع جسر السويس كما نشارك فى معرض ديارنا الذى تقيمه وزارة التضامن مرة أو اثنين سنويًا"، مضيفًا: "فى السنوات الماضية كانت هناك شركات تستفيد من قدرات أبنائنا فى التجميع مثلا إحدى شركات النجف كان تصنع مراحل ثم تقوم بإرسالها للمركز ليكمل المكفوفين المراحل الأخيرة ويتم عرضها باسمهم فى النهاية، وأيضًا كان هناك قسم لتجميع المشابك، إلا أن الظروف الاقتصادية تسببت فى توقف تلك الأقسام، ونتمنى عودتها مرة أخرى لأنها ستكون فائدة كبرى للجميع".
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندسة ماجده زخارى
الف مبروك يا استاذ كريم
واثقة انك ها تنجز بكفاءة جدا