إيمان رفعت المحجوب

إلا الجوع والمرض

الثلاثاء، 14 مارس 2017 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أمريكا والدول المتقدمة ممن لديهم العلاج إما خاص أو تأمين صحى لا يمكن أن تغلق المستشفيات أبوابها فى وجه مريض لأنه غير مؤمن عليه أو غير قادر، فأكبر المستشفيات وأعلاها كلفةً تستقبل أى مريض وتقوم بعلاجه حتى يتعافى ويذهب إلى منزله، ثم ترسل له فواتير المحاسبات  على مكان إقامته وتبدأ المخاطبات وتبادل الرسائل و يبدأ الجدال وتخضع الأرقام للمراجعة والتخفيض حتى يتمكن المريض من سداد فواتيره ، وإن لم يستطع  تسددها عنه الولاية التابع  لها المستشفى من أموال الضرائب!  لا ظلم فى ذلك لأصحاب المستشفيات ودون اى تقصيرٍ فى حق اى مريض محتاج  ولو كان أجنبي..

 

 فالتعامل مع الإنسان هو التعامل مع الإنسان قادرا كان أو غير قادر،  أما أن يطوف مريضٌ فقير بمستشفيات الدولة فتغلق أبوابها فى وجهه لأن لا مكان خالٍ لديها  ولا أَسِرَّة و كثيراً ما يحدث هذا وتحت أعيننا ونحن عليه من الشاهدين، فمستشفياتنا الحكومية لا يوجد فيها سم خياط شاغرا طوال الوقت ، فمسئولية الدولة فى ذلك إذاً ايجاد المكانٍ البديل لعلاجه فى مستشفى آخر من المستشفيات الاستثمارية الخاصة التى عادة ما يكون ثلاثة أرباعها شاغرا،ً  و لتتحمل هى عنه نفقات العلاج .

 

ولا يقتصر دور الدولة فى أمريكا والدول المتقدمة على العلاج فقط بل يبدأ بما هو قبل العلاج، إذ تكفل الدول لمواطنيها تعليماً مجانياً جيداً فى كل مراحل ما قبل  الجامعة، وتمنحهم للتعليم الجامعى  القروض الميسرة طويلة الأجل التى يتم سدادها على مدى ثلاثين أو أربعين سنة إذا ما أرادوا استكمال تعليمهم بالجامعة، هذا غير توافر فرص العمل عادةً و بأجرٍ مجزٍ غالباً يضمن لهم السداد، وتتكفل الدولة بصرف إعانة بطالة للعاطلين حتى يتيسر لهم العمل ، وتوفر المَساكن  لمن هم  دون مأوى .

 

ما قصدت من هذا السرد هو أن  حتى أعتى الدول الرأسمالية  لا تتنصل أبداً من مسئولياتها  تجاه مواطنيها المعوزين،  فتلقى بهم فى جحيم الحياة يتنقلون من حالهم السيئ للأسوأ ؛ فيهوى المواطنون و تهوى الدول؛ دون العمل على تحسين هذه الحال، فعليها إيجاد الحل  والتنظيم له من بداية الطريق  وكما ينبغى لها بما يؤهل المواطن فى نهاية طريقه ان يكون منتجاً، عضواً نافعاً لنفسه و للمجتمع  بوضع الخطة الشاملة المتكاملة للتنمية البشرية والرعاية المجتمعية والصحية ، أما ان تتركه فريسةً للجهل ثم الفقر ثم  للمرض و للموت فهذا قتلٌ عمد مع سبق الإصرار و الترصد ! إذا مات الناس جوعاً او مرضاً ما حاجتنا للدول إذاً والحكومات  ...

·        أستاذ بطب قصر العينى .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة