يسمع العديد من الأشخاص أن الدول العظمى مثل روسيا وأمريكا والصين وغيرها، تمتلك صواريخ نووية يمكن إطلاقها فى أى وقت من الأوقات، ولكن يتخيل البعض ماذا سيحدث إذا سرقت هذه الصواريخ، فهل يمكن إطلاقها بكل سهولة من قبل السارقين.
وفى هذا السياق، قال العقيد السابق فى الجيش الروسى فيتشيسلاف جايلون، أن الصواريخ التكتيكية المزودة برؤوس نووية تتكون من 3 أجزاء، الجزء الأول هو الصاروخ الحامل الذى يقوم بحمل الرؤوس النووية، أما الجزء الثانى هو وسائل نقل الصاروخ، مثل السيارات والسكك الحديدة المتخصصة، والجزء الثالث المستخدم فى المعركة، وهو الرأس الذى قد يكون نوويا أو تقليديا.
وأوضح العقيد الروسى أن الرأس النووى لا يتم تخزينه وحفظه مع الصاروخ الحامل، حيث يتواجد الصاروخ فى مكان والرأس الحربى فى مكان آخر، وذلك ليس فقط لأسباب تتعلق بالسلامة، وذلك لأن الرأس النووية تتطلب دورة صيانة خاصة ومهنيين متخصصين ليسوا متواجدين فى الوحدات القتالية، أو بعبارة أخرى يعملون على الحفاظ على الرؤوس النووية لتكون فى حالة دائمة من الاستعداد.
وأشار فيتشيسلاف جايلون أن الرؤوس الحربية توضع مباشرة على الصواريخ أثناء عمليات المهمات القتالية أو التدريبات القتالية الفعلية، موضحا أن تركيب الرأس الحربى النووى يتم فى مخزن الترسانة النووية، لأنه المكان الوحيد الذى يعمل فيه الخبراء المتخصصين فى تجميع الرؤوس الحربية، وبعد التجميع، يتم نقل الصاروخ مع الرأس الحربى الذى سيستخدم مباشرة فى القتال.
ونوه العقيد الروسى أن هذا الأسلوب يعمل فى جميع دول العالم، المسلحة بالأسلحة النووية، لذلك لنقول أن شخصا ما سرق الصواريخ النووية، فإن عملية إطلاقها باستخدام النظام الخطى مستحيلة.
وكانت قد كشفت وسائل إعلام محلية روسية فى مدينة يكاترينبورج الروسية، عن سرقة صواريخ نووية من الوحدة العسكرية فى المنطقة العسكرية الوسطى بالمدينة.
وأوضحت وسائل الإعلام وفقا لوكالة الأنباء الروسية "تاس" أنه تمت سرقة مدرعة عسكرية من طراز "كاماز" محملة برؤوس نووية، وطبقا للصحفيين، عثر الجيش على السارق ولكن الرؤوس النووية اختفت.
وتساءلت وسائل الإعلام الروسية هل يعمل فى المقاطعة مجموعة من الجواسيس التابعين للجيش الأوكرانى، حيث قاموا بخطف الشاحنة المتواجدة فى مكان سرى للغاية، حيث ألقوا بالشاحنة على بعد كيلو ونصف من الوحدة.
ونفى ياروسلاف روشوبكين المتحدث باسم الوحدة العسكرية فى يكاترينبورج، هذه المعلومات مؤكدا على أن سرقة الصورايخ النووية شىء أبعد من الخيال، والحس السليم.
وأكد الخبير المصرى فى جامعة نيجنى نوفجورود الروسية عمرو الديب أن الحديث عن هذه الواقعة المتمثّلة فى سرقة عربة محملة بصواريخ نووية هو أمر صادر من خيال مريض ليس إلا، فلنتخيل مثلا أن شخص ما أو دولة ما قامت بسرقة صاروخ نووى، ماذا سيحدث للعالم؟ سينتهى العالم على ما أظن.
وأشار الخبير المصرى أن تناقل أخبار عن سرقة صواريخ نووية روسية هو أمر مضحك وعندما يكون الخبر عن سرقة هذه الصواريخ من الجيش الروسى فهو مضحك جدا، أما عندما يكون الخبر عن سرقة صواريخ نووية من المنطقة المركزية العسكرية الروسية فهو أمر مضحك حتى الموت.
وأوضح الديب أن هذا الخبر فى الأساس قام بنشره صحفى محلى فى مدينة ايكاترينبورج الروسية، ونظن أنه سيحاسب لأن تداول أخبارا مثل هذه أمر خطير ولن تسكت عنه أجهزة الأمن الروسية، مشيراً إلى أن سرقة طلقة واحدة من أى جيش نظامى فى العالم هى مصيبة وتتحرك كل الدولة لإيجاد هذه الطلقة، فما بالكم بالحديث عن سرقة سلاح نووى من الجيش الروسى الأول عالميا فى امتلاكه للروؤس النووية، فيبدو أن هذا الخبر غير صحيح بل هو خبر صادر عن شخص يريد زعزعة أمن الجيش الروسى.