بالصور..صنايعية فانوس رمضان يواجهون خطر الاندثار..الدولار يهدد الصناعة وورش الصاج.. الحرفيون يواجهون ارتفاع أسعار الخامات المستوردة بتقليل الكميات ..خبراء: حماية الصناعة يتطلب تدخل الحكومة لخفض مستلزمات الإنتاج

السبت، 11 مارس 2017 12:53 م
بالصور..صنايعية فانوس رمضان يواجهون خطر الاندثار..الدولار يهدد الصناعة وورش الصاج.. الحرفيون يواجهون ارتفاع أسعار الخامات المستوردة بتقليل الكميات ..خبراء: حماية الصناعة يتطلب تدخل الحكومة لخفض مستلزمات الإنتاج فوانيس رمضان
منى ضياء - تصوير محمود فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أمام ألسنة اللهب المشتعلة يجلس عشرات العمال فى منطقة ورش الفوانيس بعزبة خير الله بمنطقة مصر القديمة، يعملون بكد للانتهاء من صناعة فوانيس رمضان التراثية المصنوعة من الصاج، ولكن هذا العام ليس ككل السنوات السابقة، فلم يكن الفانوس التراثى الذى يحمل عبق ورائحة رمضان بمنأى عن الهزة التى طالت كل السلع بسبب "الدولار".

يعمل الصنايعية هذا الموسم فى صناعة الفوانيس لأن ليس لديهم وظيفة أخرى أو مصدر دخل آخر، وهو ما يؤكده عمار محمد صاحب ورشة لصناعة الفوانيس الصاج بمنطقة عزبة خير الله بقلب مصر القديمة، يقول عمار: أنا فى الشغلانة دى وأنا عندى 9 سنين معرفش أعمل غيرها.. الموسم ده صعب بس هنعمل إيه".

ولأن فرحة رمضان لا تكتمل سوى بالفانوس، يستمر العمل بالورش الصغيرة، مع وجود مخاوف كبيرة من مصاعب التسويق هذا العام نظرا لارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية للمستهلكين.

ويعتقد البعض أن فانوس رمضان المصرى التراثي يجب أن يكون رخيصا لأنه صناعة محلية، ولكن واقع الأمر يكشف أن كافة الخامات التى تدخل فى صناعته مستوردة من الخارج، وهى الزجاج والصاج واللحام، فكافة هذه الخامات تستورد من الخارج بالعملة الصعبة، ولا يستخدم العمال خامات مصرية إلا فيم ندر بسبب انخفاض جودتها.

ويوضح عمار أن موسم الصناعة بدأ منذ حوالى 20 يوما، وكان هناك صعوبات كبيرة فى توفير الخامات المستوردة بسبب أزمة الدولار، علاوة على الارتفاع الرهيب فى أسعارها، ضاربا المثل بسعر كيلو القصدير المستخدم فى اللحام والذى ارتفع من 200 جنيها العام الماضى إلى 570 جنيها حاليا، علاوة على ارتفاع أجرة العمال، وأسعار الغاز والكهرباء، مما يحمل أصحاب الورش أعباءا مالية كبيرة يصعب تحميلها بالكامل على سعر المنتج النهائى، حتى يمكن بيع الفوانيس فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للأسر المصرية.

ولجأت الورش إلى تقليل الكميات وتصغير حجم الفوانيس حتى يمكن بيعها بأسعار مناسبة، ونتيجة ارتفاع أسعار الخامات رفعت أيضا الورش أسعار الفوانيس التى يشتريها تجار الجملة بنسب تتراوح ما بين 5% للفوانيس الصغيرة وحتى 25% للفوانيس الكبيرة والتجارية، وتتوقف نسبة الزيادة حسب طبيعة الشغل لكل فانوس على حدة، بحسب عمار.

وأعرب  عمار عن غضبه من قيام التجار برفع الأسعار بصورة مبالغ فيها عند البيع للمستهلكين رغم تحمل الورش لجزء كبير من التكلفة دون تحميلها على السعر النهائى، وهو ما يضر الصناعة كثيرا لأنه يقلل الإقبال على الشراء.

ويعلق الأسطى سيد المتخصص بمرحلة تجميع أجزاء الفانوس وصولا لشكله النهائى على تأثيرات الدولار على الصناعة قائلا: "الدولار مبهدلنا.. بهدل الصنعة والصنايعية ورفع أسعار الخامات.. وصاحب الورشة بيعافر علشان يكمل".

ويجلس الأسطى مصطفى ذو الخمسين عاما أمام النار الملتهبة ساعات طويلة يوميا لا يبالى بشدة الحرارة التى اعتاد عليها منذ أكثر من 30 عاما هى عمر عمله بصناعة الفوانيس، ويلحق الزجاج بداخل البراويز الصاج بحرفة وخفة، ويقول بصوت خافت: "الفوانيس زى ما هى لكن زهوتها مبقتش زى زمان والناس مبقتش بتفرح زى الأول عشان شايلين هم الأسعار".

يرى مصطفى أنه كان بإمكان الصناعة المصرية استغلال العامين الماضيين فى تطوير نفسها استغلالا لقرار الحكومة الصادر عام 2015 بحظر استيراد الفوانيس من الخارج، ولكن طفرة الأسعار تشكل عائقا كبيرا.

أمير طلعت موزع فوانيس يشتريها من الورش ويوزعها على تجار التجزئة والمولات الكبرى بل ويصدرها للخارج، بعد أن يجرى بعض العمليات التجميلية عليها مثل إضافة أقمشة عربية وتحويلها لفوانيس مضيئة وهو ما حدث العام الماضى، أما الجديد هذا العام فهى المحاولات الجارية لأن يتحول الفانوس الصاج إلى لعبة للأطفال لا تسبب جرحا من الصاج الحاد ولها شكل جذاب وتضئ بل وتغنى أيضا مثل الفوانيس الصينى.

ويقول طلعت لليوم السابع: "بنحاول نطور الفانوس الصاج بما يناسب الطفل المصرى ونصدر للسعودية والأردن وليبيا والإمارات.. الفانوس المصرى مطلوب جدا بالخارج".

ويرى طلعت أن السوق هذا العام "صعب للغاية" لأن الأسعار مرتفعة جدا، وتحاول الورش عمل فوانيس ذات جودة وبأسعار تناسب الإمكانيات المحدودة للأسر المصرية".

وقال المهندس علاء عبد الكريم رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات الواردات بوزارة التجارة سابقا، أن المشكلة الأساسية لهذه الصناعة وغيرها من كافة الصناعات حاليا يتمثل فى ارتفاع سعر الدولار، خاصة وأن 20% من مدخلات إنتاج الصناعات المصرية مستورد من الخارج، وبالتالى لم تتح قرارات تقليص الواردات زيادة فى حجم الصادرات من الصناعة المحلية لأن الخامات فى النهاية مستوردة هى الأخرى.

وأكد عبد الكريم لليوم السابع، أنه سبق وأن طالب وزارة الصناعة بإعفاء الورش والصناعات الصغيرة من تقديم ما يسمى بـ"نموذج 4" الخاص بفتح الاعتمادات المستندية للاستيراد، وأن يتم توفير الدولار لهم بسعر ميسر لاستيراد الخامات بسعر مناسب، وهى المقترحات التى قوبلت برفض البنك المركزى لصعوبة التفريق بين المستفيدين من هذه التيسيرات.

وأشار عبد الكريم إلى أن حل هذه المشكلة يتمثل فى أن تتولى الجهة المختصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة - أيا كان مسماها – تدبير مستلزمات الإنتاج اللازمة للورش، حتى لا يُتركون فريسة للتجار الذين يحصلون على القدر الأكبر من الأرباح ويرفعون الأسعار، وأن توفر الدولة التمويل اللازم لذلك من خلال المبالغ المرصودة فى البنوك لإقراض المشروعات الصغيرة، وأن يتم دعمهم من خلال مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة الصناعة للحفاظ على هذه الصناعة التراثية التى تحمل الهوية المصرية، مقترحا أن يسمح لجمعيات مثل الأسر المنتجة بتصدير منتجات هذه الورش أيضا حتى يكون هناك توزيع عادل للأرباح، ويحصل أصحاب هذه الورش على حقهم من عائدات التصدير ولا تذهب بالكامل للمصدرين من رجال الأعمال.

من جانبه أوضح محمد بدراوى عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب أن الظروف الصعبة التى تعانى منها ورش صناعة الفوانيس تطال كافة الصناعات الصغيرة منها والكبيرة والتى تتعلق بصعوبة توفير المواد الخام وارتفاع أسعارها، وزيادة أسعار الطاقة، وهذا بسبب القرارات التى أصدرتها الحكومة فى الفترة السابقة المتعلقة بتحجيم عملية الاستيراد وزيادة أسعار الطاقة، بما أثر على القطاع الصناعى بالكامل.

وأكد النائب البرلمانى، أن إنقاذ هذه الصناعة من الاندثار يتطلب توفير الدولار بسعر مناسب، وتخفيض الدولار الجمركى وتثبيته عند سعر منخفض يتراوح ما بين 12 – 13 جنيها، وتوفير تمويلات بنكية لمن يرغب من الورش بسعر ميسر، بجانب توفير مدخلات الإنتاج عن طريق مورد كبير إذا لم ترغب الحكومة فى التدخل بنفسها بأسعار منخفضة لضمان إنتاج السلعة النهائية بأسعار مناسبة.

وأشار بدراوى أن إيجاد عنصر وسيط بين هذه الورش وبين عملية التسويق والتوزيع بشكل عام يضمن حصول العمال على حقهم العادل من الأرباح ووصول المنتجات للمستهلك بسعر مناسب، وهو ما يمكن أن يتم من خلال تنظيم معارض عن طريق جهاز تحديث الصناعة، تحصل خلالها كل ورشة على "باكية" أى منطقة عرض منتجاتها داخل المعرض مجانا وطوال العام وفى كافة المناطق الشعبية أى "من المصنع للمستهلك" لتلافى زيادة الأسعار التى يفرضها التجار على المستهلكين، رغم حصولهم على الفوانيس من الورش بأسعار متدنية.

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (1)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (2)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (3)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (4)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (5)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (6)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (7)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (8)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (9)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (10)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (11)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (12)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (13)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (14)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (15)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (16)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (17)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (18)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (19)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (20)
 
صنايعية فانوس رمضان فانوس (21)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (22)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (23)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (24)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (25)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (26)
 

 

صنايعية فانوس رمضان فانوس (27)
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة