"بكين والعرب".. توقيع 52 اتفاقية مع السعودية ومصر خلال عام.. والحكومة الصينية تعقد حوارا استراتيجيا للعرب للتنسيق فى القضايا الدولية.."خبراء": القاهرة تسعى لتحفيز النمو والتصنيع بتنفيذ مشروعات ضخمة

الجمعة، 10 مارس 2017 10:00 م
"بكين والعرب".. توقيع 52 اتفاقية مع السعودية ومصر خلال عام.. والحكومة الصينية تعقد حوارا استراتيجيا للعرب للتنسيق فى القضايا الدولية.."خبراء": القاهرة تسعى لتحفيز النمو والتصنيع بتنفيذ مشروعات ضخمة الرئيس المصرى ونظيره الصينى
كتب هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الذكرى الــ60 لتأسيس العلاقات بين الصين والدول العربية، ثمة فرص ذهبية أمام التعاون الصينى العربى، حيث تولى جمهورية الصين الشعبية اهتماما كبيرا بالجانب العربى، خاصة مصر التى وصفها وزير الخارجية الصينى بمفتاح قارة أفريقيا، فلذلك يجب على الدول العربية وخاصة مصر الاستفادة بقدر الإمكان من إمكانيات التنين الصينى.

 

أساس الثقة المتبادلة..

قام الرئيس الصينى شى جين بينج بجولة خارجية شملت السعودية ومصر فى بداية العام الماضى، ألقى خلالها خطابا هاما أمام العالم العربى من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث شرح مفهوم تطوير التعاون الصينى العربى بشكل منظم وأعلن سلسلة من المبادرات التعاونية الهامة، وهو ما وضع خطة كبيرة لتنمية العلاقات الصينية العربية.

وأكد تيان ون لين الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، أن أساس الثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية أصبح أكثر متانة، قائلا إن الصين تدعم دائما اختيار الدول العربية لطريق التنمية الذى يتماشى مع ظروفها الوطنية المحلية، وتدعم عملية السلام فى الشرق الأوسط وكذا إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فيما تقدم الدول العربية دعما ثمينا للصين فى القضايا المتعلقة بمصالحها واهتماماتها الرئيسية.

وأضاف تيان أن الصين أسست علاقات إستراتيجية مع 8 دول عربية وهناك 7 دول عربية أصبحت من الأعضاء المؤسسين للبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، وكانت أولهم مصر، ويزداد تصميم القيادة العليا فى الصين على تعزيز التواصل وتوطيد الثقة المتبادلة بين الجانبين الصينى والعربى، الأمر الذى يشكل منصة سياسية متينة للتعاون فى شتى المجالات، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية أصدرت وثيقة حول سياسة الصين تجاه الدول العربية، أصبحت بمثابة خارطة طريق هامة للعلاقات الصينية العربية ودليل عمل لها.

ومن جانبه، قال لى تشنج ون سفير شؤون منتدى التعاون الصينى العربى بوزارة الخارجية الصينية، إنه على ثقة بأن خطة التعاون بين الصين والدول العربية ستصبح أكثر إشراقا فى إطار مواصلة دفع مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أنه فى ظل اهتمامها بتطوير علاقاتها مع الوطن العربى، ستعقد الصين حوارا إستراتيجيا سياسيا بين الجانبين فى عام 2017 لتعزيز التنسيق فى القضايا الإقليمية والدولية.

 

روابط التعاون الاقتصادى...

وقال وو سى كه المبعوث الصينى الخاص السابق للشرق الأوسط، إن روابط التعاون الاقتصادى متبادل المنفعة بين الصين والدول العربية صارت أكثر قوة ومتانة.

فخلال جولة الرئيس شى بالشرق الأوسط فى العام الماضى، وقعت الصين مع السعودية ومصر 52 اتفاقية، تنفيذا للفكرة التى طرحها الرئيس شى فى الدورة السادسة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى عام 2014 والمتعلقة بالتشارك الصينى العربى فى بناء الحزام والطريق والمتمثلة فى معادلة "1+2+3" التى تتخذ من مجال الطاقة محورا رئيسيا، ومن مجالى البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار جناحين، ومن المجالات الثلاثة ذات التقنية المتقدمة والحديثة وهى الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة نقاط اختراق.

 

الصين أكبر شريك تجارى لـ10 دول عربية

وأكد وو أن الدول العربية باتت الآن من أهم شركاء التعاون فى مجال الطاقة وأهم الأسواق للمقاولات الهندسية والاستثمارات الأجنبية بالنسبة للصين. وقد أصبحت الصين ثانى أكبر شريك تجارى للعالم العربى وأكبر شريك تجارى لـ10 دول عربية.

وأضاف أنه خلال العامين الماضيين، بلغت قيمة عقود المقاولات الهندسية التى وقعت عليها الصين مع دول عربية قرابة 50 مليار دولار أمريكي. وأسس الجانبان الصينى والعربى صندوقين استثماريين مشتركين، أطلقا مشروعات ضخمة فى مجالات مثل بناء القدرة الإنتاجية، وتكرير البترول، والبنية التحتية للموانئ.

وتابع وو بقوله إن المفاوضات المتعلقة بإقامة منطقة تجارة حرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجى حققت تطورات إيجابية، حيث أنهى الجانبان المفاوضات الجوهرية لتجارة البضائع مبدئيا واتفقا على بذل جهود للتوصل إلى اتفاقية منطقة التجارة الحرة.

وأشار تيان ون لين إلى أن الصين والعالم العربى لديهما ميزات تكاملية، موضحا أن بعض الدول العربية تشهد حاليا تغيرات، فعلى الصعيد الداخلى أصبح الحفاظ على الاستقرار هو التوافق الأساسى لشعوب الدول العربية، حيث تسعى بعض الدول مثل مصر إلى دفع تحفيز النمو وإطلاق التصنيع وإعادة التصنيع من خلال تنفيذ مشروعات ضخمة. وعلى الصعيد الخارجى، بدأت الدول العربية تتجه شرقا وتدفع تنمية العلاقات مع الاقتصادات الناشئة. وفى هذا الإطار، تتيح المبادرة فرصا تاريخية للتعاون الصينى العربى وتساعد على تحقيق التحول الاقتصادى الصناعى فى الأقطار العربية.

كما صار بإمكان الصين والبلدان العربية العمل تدريجيا على توسيع التعاون الثنائى أو متعدد الأطراف فى تبادل العملات بعدما تم إدراج العملة الصينية فى سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولى فى أكتوبر الماضى، فى تكملة لنقص فى أصول احتياطى النقد الأجنبى المفضلة، وهما الذهب والدولار الأمريكى.

 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة