تبدأ الدورة يوم الخميس المقبل بجلسة "الضغط"، والتي تتناول مناقشة فصل من كتاب "الخطاب الأخلاقي للصحة في القاهرة الحديثة" للكاتب محمد طبيشات. ويفترض الكاتب محمد طبيشات أن ممارسات الرعاية الصحية في مصر تشكل مؤشر لقراءة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وأن الرعاية الصحية تحمل رمز المصفوفة الاجتماعية والثقافية التي هي جزء لا يتجزأ منها.
وتحاول الجهود الاجتماعية طلب المساعدة من الأفراد لتخفيف الألم والحفاظ على حياة الاخرين، وتقوم بذلك بشكل "عقلاني"، وبذلك تمثل هذه الممارسة المبادئ الاخلاقية للمجتمع. تلك الممارسات المتعلقة بالصحة في هذا السياق تشكل منصة مهمة للتعايش ومعرفة وفهم بشكل مادي ومعنوي الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر.
وتقام الجلسة الثانية يوم الخميس 16 فبراير 2017 وتتناول مناقشة فصل من كتاب "الحداثة السائلة" للراحل زيجمونت باومان، ترجمة حجاج ابو جبر. في هذا الكتاب، يسعى بومانالذي نشر ما يزيد عن خمسين كتاب لعل أبرزها كتاب "الحداثة والهولوكست" لفهم زمن متغير انتقلت فيه المجتمعات المعاصرة من حالة الحداثة "الثقيلة" أو "الصلبة"، التي تركز على الأجهزة الثقيلة (Hardware) إلى الحداثة القائمة على البرمجيات (software) "الخفيفة" و"السائلة".
كتاب الحداثة السائلة هو قصة وضع انساني متغير ومختلف، يهدف إلى محاولة فهم "الجديد" عبر استيعاب تباعده الوليد مع "القديم". هذا الانتقال الملحوظ، كما يقول بومان، جلب تغييرًا عميقًا لجميع جوانب الحالة الإنسانية، ولذلك يختار بومان خمسة من المفاهيم الأساسية لفهم الحياة المشتركة للإنسان في عصر الحداثة "السائلة": التحرر، الفردية، الزمان/ المكان، العمل، والمجتمع.
أما الخميس 23 فبراير 2017 تأتي الجلسة الثالثة والأخيرة ومناقشة فصل من كتاب "تكوينات العلمانية" للكاتب طلال أسد. يستكشف الكتاب المفاهيم والممارسات والتشكيلات السياسية العلمانية، مع التركيز على التحولات التاريخية الكبرى التي شكلت المواقف العلمانية في الغرب الحديث والشرق الأوسط. يحاول طلال أسد تفكيك الافتراضات الشائعة حول العلمانية.
ويقول أنه في حين أن علماء الأنثروبولوجيا استمروا في دراسة "غرابة العالم الغير الأوروبي" وإلى ما ينظر إليها على أنها الأبعاد غير عقلانية للحياة الاجتماعية والبحث في مفاهيم (الأسطورة، المحرمات /تابوه، والدين)، إلا ان الحداثة والعلمانية لم يتم دراستهما والبحث عنهما بشكل كاف. يستنتج الكاتب أن العلمانية لا يمكن أن ينظر إليه باعتبارها خليفة للدين، أو أن ينظر إليه على انها الجانب العقلاني الرشيد. ويعتبر هذا الكتاب موجه إلى علماء الانثروبولوجيا والمؤرخين وعلماء الدين والباحثين في مفهوم الحداثة.
طلال أسد متخصص في علم الإنسان وأنثروبولوجيا الدين والثقافة وله إسهامات مهمة عديدة في الدراسات المتعلقة بما بعد الاستعمار والمسيحية والإسلام والدراسات الدينية الأخرى وله جهود في دراسة العلمانية من خلال علم الإنسان.