فى التعبير عن الفرح الهستيرى بتسجيل لاعبنا الدولى محمد الننى هدفنا الوحيد فى مرمى الكاميرون خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية، قال الرجل الذى يشجع بحماس لافت ككل المصريين، أثناء مباريات النهائيات: «ينصر دينك يا ننى، حريف والله يا ابنى».
وكلما كان فريقنا يتحرك بأداء جيد، يقول نفس الرجل: «يا سلام عليك يا كوبر، أنت مدرب عالمى»، وحين سجل فريق الكاميرون أول أهدافه انتقل نفس الرجل إلى النقيض قائلا: «مدرب زى الزفت ومبيفهمش فى الكرة»، ومع استمرار تراجع مستوى فريقنا بشكل ملحوظ طوال الشوط الثانى، وتسجيل الكاميرون هدفها الثانى فى الدقائق الأخيرة لتفوز بالمباراة والكأس، لم ينقطع الرجل عن شتم «كوبر»، ومع صافرة الحكم لإنهاء المباراة، قال الرجل: «كوبر ده فاشل، ولازم يمشى ونشوف حد تانى للمنتخب».
هكذا كان حال قطاع واسع بل أغلبية المصريين الذين تابعوا المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية، بين مصر والكاميرون التى انتهت بفوز الكاميرون بهدفين لهدف، واللافت فيه هو النظرة لـ«كوبر».
فى مشوار التصفيات التمهيدية، كان الطموح أن يصعد الفريق بعد غياب ثلاث دورات متتالية، ولما صعد أصبح الطموح يشرفنا فى دور الـ16، ولما اجتازه ارتفع سقف الطموح إلى أن يجتاز دور الثمانية، وبعده ارتفع السقف إلى اجتياز دور الأربعة، وأخيرا أصبحنا نتكلم فى الفوز بالكأس، وفيما كان الفريق يقدم اجتهاداته التى تتوج بالانتصارات، راج شعبيا أن السبب هو «البركة من عند ربنا» و«الحظ» و«مستوى الحضرى»، وغيرها من الأشياء التى تقلل من قيمة العلم والتخطيط والإرادة كأساسيات للتفوق.
نعم هناك حظ، وهناك نحس، وهناك توفيق من عند الله، لكن فى نفس الوقت هناك علم، وهناك تخطيط، وهناك إرادة، ومن يهمل العلم والتخطيط، ومن يفتقد إلى الإرادة فلن يحصد أى نجاح من أى نوع، وتأسيسا على ذلك يجب أن تكون نظرتنا إلى «كوبر» كمدير فنى، فحاصل نتائجه مع فريقنا القومى تؤكد أنه يعمل بتخطيط ورؤية وقيادة واعية فى مجاله، ويفصل رؤيته على القماشة الموجودة بين يديه، ولو فعل كل مسؤول فى الدولة ما يفعله «كوبر» لحققنا تقدما أكيدا.
شجعوا «كوبر» على بناء فريق جديد، فالطريق الذى يسير عليه سيقودنا، بإذن الله، إلى كأس العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة