أكد اللواء سلامة الجوهرى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى ونائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار بمجلس النواب، أن الأمن القومى للوطن العربى لا يتجزأ، ولابد أن يقر الجميع أن أمن أى دولة فيه هو أمن الدول العربية بالكامل، معربا عن أمله وتفاؤله بأن يشهد المستقبل القريب اتفاقيات قوية للدفاع المشترك فيما بينها، لمواجهة التحديات والعدائيات ومحاولات تفتيت بلادنا، مؤكدا أن القادة العرب مدركون ومهتمون بهذا الشأن.
وقال الجوهرى- فى حوار خلال مشاركته كخبير فى ملتقى الخرطوم لمكافحة التزوير والتزييف والجريمة الإلكترونية، أن علاقة الشعبين المصرى والسودانى أزلية ومستديمة وقوية واستراتيجية، وتربطنا روابط اللغة والدين والتاريخ والحدود المشتركة ونهر النيل وغيرها، مؤكدا أن الأمن القومى المصرى والسودانى لا يمكن فك الارتباط بينهما، لأنهما امتداد لبعضهما من قديم الأزل، وأن مصلحة الأمة العربية تقتضى قوة العلاقات بين البلدين.
وفى سياق أخر، أشار الجوهرى إلى أن مصر والسعودية بينهما علاقات راسخة وروابط قوية من الدين والجوار والمصاهرة والتعاون والمصالح والتجارة المشتركة وغيرها، مؤكدا أنه لن يستطيع أى شئ أن يعكر صفو هذه العلاقات، ولن يقدر أى طرف أن يحدث وقيعة بينهما.
وقال الجوهرى "لابد أن يتيقن الجميع أننا فى مصر لا يمكن أن نفرط فى ذرة تراب واحدة من أرضنا، وأن ما تم حول جزيرتى تيران وصنافير ليس تنازلا عن سيادة أو ملكية لكنها اتفاقية لترسيم الحدود والتى وقع عليها رئيس الوزراء"، مؤكدا أن مناقشة المجلس لهذه الاتفاقية لا تتعارض مطلقا مع حكم المحكمة الإدارية.
ونوه الجوهرى بأن مضيق باب المندب هو أمن قومى للوطن العربى بكامله، وأى مساس به هو مساس بالأمن العربى، ولن يسمح بذلك، لأنه يتحكم فى الملاحة الدولية، مرجحا أن يكون التواجد الأمريكى والدولى به، بسبب الأحداث التى تدور فى اليمن، وإنه مجرد مناورات واستعراض قوى، ولن يصل لدرجة المواجهة، معتبرا أن الغرب لن يسمح بتنامى النفوذ الإيرانى إقليميا، إلا لدرجة معينة تحقق المصالح الغربية.
وقال الجوهرى أن مصر قضت على أكثر من 90% من الإرهاب، الذى تقلص كثيرا، ولم يعد هناك سوى بعض العمليات الفردية البسيطة، بجانب بقايا مازالت موجودة داخل سيناء، سيتم الانتهاء منها والقضاء عليها قريبا، مبرزا التعاون الوثيق والقوى لمشايخ سيناء مع سلطات الأمن المصرية فى هذا الشأن.
وطالب الجوهرى مختلف دول العالم أن تتكاتف لمكافحة الإرهاب لأن خطره سيطال الجميع، لأنه قذر وخسيس لا يفرق بين رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ، منوها بأن مواجهته تعتبر من أصعب أنواع الحروب، لأنك لا تعرف من أين يأتيك العدو أو ماذا سيفعل، عكس الحروب العسكرية المعروفة قواعدها وتكتيكاتها، داعيا العالم للتكاتف وتوحيد تعريف مفهوم الإرهاب.
وأكد على ضرورة تشكيل قوات دولية مشتركة لتفعيل اتفاقية مكافحة الإرهاب، وأن يكون هناك تعاون دولى تام وتبادل للمعلومات ونقل التقنيات الخاصة بمكافحته من الدول المتقدمة للنامية، بجانب تجفيف منابع وموارد تمويل الإرهاب، لأن هذا هو العنصر الأساسى لاستمرار العمليات الإرهابية، على أن يصاحب هذه المنظومة الأمنية تنمية اقتصادية شاملة.
وقال الجوهرى أن الدول الآوية للإرهاب سوف تكتوى بناره وتعانى من أخطاره، لأنها تتبنى أجندات لصالح دول معادية للبلاد العربية، وتسعى لتنفيذ خطة تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات، وهى سبل ما تعانيه سوريا وليبيا واليمن حتى الآن من حروب وانقسامات داخلية تعصف بمقدراتها.
وأكد أن الدول العربية التى تعتريها نزاعات مسلحة داخلية سوف تخرج من هذا النفق المظلم عندما ترفع الدول الأجنبية أياديها عنها، داعيا الأطراف المتصارعة فى كل دولة إلى أن تجلس على مائدة الحوار السياسى، مشددا على أن المشكلات الداخلية لن تحل إلا من خلال التفاوض، لأن كل شعب يعرف مصالحه جيدا ويستطيع العمل على تحقيقها، وكل دولة قادرة على القيام بمقدراتها، وتحديد سياستها.
واعتبر الجوهرى أن مجلس النواب الحالى من أقوى المجالس النيابية التى شهدتها مصر، مؤكدا أن صوته مسموع ويتمتع بديمقراطية تامة وليس هناك حجر أو توجيه لرأى أى نائب داخله، مؤكدا أن كل عضو هو ممثل للوطن بكامله ويعمل بصوت حر، وحريص على إثبات وجوده ليكتسب قناعة من يمثلهم من الشعب، مؤكدا أن نائب الخدمات ظاهرة انتهت.
وأوضح أن المجلس أنجز عددا كبيرا من القوانين، بجانب القرارات بقوانين التى صدرت فى فترة غياب المجلس قبل تشكيله، مؤكدا أن رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال قائم بدوره على أكمل وجه، وأن المجلس ينحاز دائما للمواطن المصرى.
وقال الجوهرى أن حكومة الدكتور شريف إسماعيل أدت ما عليها، لكن هناك قصورا فى أداء بعض الوزارات، وهو ما استوجب التعديل الوزارى، مؤكدا أن تعويم الجنيه هو السبب الأساسى فى ارتفاع الأسعار، معتبرا أنه قرار كان لابد من اتخاذه، معربا عن تفاؤله بمستقبل اقتصادى واعد وأن بداية عام 2018 ستشهد استقرارا وتحسنا فى مستوى الدخل، نتيجة للمشروعات التنموية والاكتشافات المعدنية المبشرة.
وأوضح الجوهرى أنه تناول فى ملتقى الخرطوم لمكافحة التزوير والتزييف ورقة عمل حول الجريمة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية، حيث استعرض كيفية تأمين المعلومات والأجهزة الإلكترونية، والإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، وكيف تتجاوب الحكومة الإلكترونية مع الشارع والمواطنين، وكيف نبنى الثقة بين المواطن وبين الحكومة حتى يكون هناك استعداد شعبى لتطوير العمل والابتعاد عن المعاملات الورقية والاتجاه للحكومة الإلكترونية، ونشر هذه الثقافة، وتحديد واجبات كل طرف.
وقال إننا اتخذنا فى مصر خطوات مقدرة نحو تنفيذ الحكومة الإلكترونية، ونحتاج للمزيد من الإمكانيات لتعميمها والوصول للمحافظات والمراكز، معتبرا أن الحكومة الإلكترونية شئ أساسى لتشجيع الاستثمار من خلال ما يسمى الشباك الواحد، بما يدعم مبدأ الشفافية التامة ومحاربة الفساد والتلاعب، مؤكدا أنها مرتبطة بخطة الدولة والإمكانيات المتاحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة