استعرض الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، تاريخ نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وذلك قبل المباراة المرتقبة للمنتخب الوطنى اليوم أمام الكاميرون بنهائى البطولة، فى النسخة الـ31 المقامة حاليا بالجابون.
وسيكون هذا النهائى الثالث الذى يجمعهما معا، وقد كسبت مصر تلك المواجهتين فى نسختى مصر 1986 وغانا 2008 وبخلاف هذين النهائيين الخالدين خصوصا بالنسبة لمصر صاحب الألقاب السبعة، إلا أن تاريخ هذه البطولة حافلاً بالكثير من النهائيات التى لا تنسى والذكريات الذى ستبقى محفورة بذاكرة التاريخ.
واستعرض موقع FIFA.com
تلك اللقاءات التاريخية على النحو التالى..
1957: مصر 4-0 أثيوبيا
كان هذا هو النهائى الأول فى تاريخ كأس الأمم الأفريقية والذى دارت رحاه فى السودان فى 16 فبراير 1957 وواجهت فيه مصر المنتخب الأثيوبى. الأمر المثير أنه وبالمقارنة مع حجم البطولة حالياً لم يُشارك فى نسختها الأولى سوى ثلاثة منتخبات وتأهلت إثيوبيا إلى لقاء النهائى آلياً. أما الفراعنة الذين تغلبوا على أصحاب الأرض السودانيين فى الدور نصف النهائى، فيعود الفضل فى اقتناص باكورة ألقابهم السبعة فى البطولة إلى لاعب واحد هو محمد الديبة. حيث سجل هذا القناص الماهر الأهداف الأربعة جميعها ليكون ذلك رقماً قياسياً فى تاريخ المباريات النهائية للبطولة لا يزال قائماً حتى يومنا هذا. وبعد 11 عاماً عاد محمد إلى البطولة بقوة ليُشارك فى نهائى نسخة 1968، ولكن كحكم هذه المرة.
1962: إثيوبيا 4-2 مصر
دخلت مصر التاريخ مجدداً بعد ذلك بخمس سنوات، لكن ليس بالشكل الذى كانت ترغبه. ففى تلك المناسبة، أصبح الفراعنة أول وآخر فريق فى نهائى كأس الأمم الأفريقية CAF يتقدمم بنتيجة المباراة النهائية مرتين ويخسر رغم ذلك بعد أن ردّت إثيوبيا الصاع صاعين وانتقمت للهزيمة قبل خمسة أعوام. كانت النتيجة 2-1 قبل ست دقائق من انطلاق صافرة النهاية، لكن الأسود السمر تمكنوا من معادلة النتيجة والذهاب إلى تمديد الوقت الأصلى الذى شهد تألقهم وتسجيلهم هدفين إضافيين بتوقيع إتالو فاسالو ومينجيستو ووركو.
1965: غانا 3-2 تونس
كان أحد طرفى النهائى هم النجوم السمر الغانيون الذين سبق وحصدوا لقبهم الأول فى البطولة الأفريقية الأهم قبل عامين، وتمكنوا بنجاح من الدفاع عن لقبهم فى تونس ـ لكن بعد جهود مضنية. حيث تقاسم الغانيون وأصحاب الأرض التوانسة الأهداف الأربعة التى تم تسجيلها فى دقائق المباراة التسعين، ثم تطلب الأمر ست دقائق فى الوقت الإضافى من فرانك أودوى ليحسم النتيجة لصالح حاملى اللقب.
1972: الكونغو 3-2 مالى
انتهت النسخة الأولى من كأس الأمم الأفريقية CAF التى تستضيفها الكاميرون بمباراة نارية شهدت تسجيل خمسة أهداف حيث حُسمت نتيجة المباراة فى غضون سبع دقائق فقط فى الشوط الثانى. وهذا ما تطلبه الأمر من الكونغو لتحويل التأخر بنتيجة 1-0 إلى تقدم بثلاثة أهداف لواحد وقد سجل لنجوم الكونغو الملقبين بالشياطين الحمر كلٌّ من فرانسوا بيليه وميشيل بومو (هدفان) ليكون ذلك لقبهم الأول والوحيد حتى الآن على مستوى القارة.
1974 زائير 2-0 زامبيا
تطلب الأمر 210 دقائق لتحديد هوية الفائز فى النهائى الذى جمع بين زائير وزامبيا عام 1974، حيث تم اللجوء لإعادة لقاء النهائى للمرة الأولى فى تاريخ المسابقة. حيث انتهت النسخة الأولى من مباراة الحسم بالتعادل بهدفين لمثلهما بعد تمديد الوقت الأصلى. وبالنظر إلى أن اللجوء لركلات الترجيح لم يكن ضمن قوانين البطولة، تعيّن على اللاعبين خوض مباراة أخرى بعد يومين. وزائير التى حُرمت فى اللحظات الأخيرة من الفوز فى اللقاء الأول عندما تلقت شباكها هدف التعادل فى الدقيقة 120، لم تخطئ فى مباراة الإعادة، حيث تألق مولامبا نداى ـ الذى سجل هدفى اللقاء الأول ـ فى الإعادة واقتنص هدفين آخرين لتنتهى البطولة بفوز زائير بنتيجة 2-0.
1984: الكاميرون 3-1 نيجيريا
بعد عامين على خروجها دون أية هزيمة من النسخة الأولى التى تخوضها فى كأس العالم FIFA، اقتنصت الكاميرون أول لقب أفريقى لها بفوزها بشكل مشرف بنتيجة 3-1 على نيجيريا فى كوت ديفوار. وكانت الأسود غير المروضة قد خسرت على يد مصر فى مرحلة المجموعات واحتاجت لركلات الترجيح كى تتخطى الجزائر فى الدور نصف النهائى، إلا أنها كانت على الوعد فى لقاء النهائى وانتفضت بقوة بعد التأخر بهدف وتمكنت من التغلب على نسور نيجيريا الخضراء بنتيجة 3-1 بثلاثية سجلها رينيه ندييا وثيوفيل أبيجا وإرنيست أبونجوى.
1992: كوت ديفوار 0-0 غانا (ركلات ترجيح: 11-10)
صحيحٌ أن طرفى المباراة فشلا فى تسجيل أى هدف فى الوقت الأصلى والتمديد، إلا أن كوت ديفوار وغانا أشعلا لهيب المنافسة فى دراما ركلات الترجيح الأكثر إثارة على الإطلاق فى تاريخ البطولة. حيث تطلب الأمر تسديد 24 ركلة بالتمام والكمال لمعرفة هوية الفائز الذى كان فى النهاية الأفيال الإيفوارية ليكون هذا اللقب الوحيد لهم حتى الآن فى هذه البطولة الأفريقية العريقة بعد أن نجح حارسهم ألان جوامينى فى صد ركلة تونى بافو.
1994: نيجيريا 2-1 زامبيا
كانت هذا نهائى حافلاً بالعواطف الجياشة، حيث تم خوضه بعد أقل من سنة على الكارثة التى ألمت بالمنتخب الزامبى عندما قُتل 18 من أفراد منتخبه الوطنى فى حادث تحطم طائرة مأساوى. وبعد أن تحدى المنتخب الزامبى الملقب بالرصاصات النحاسية والمكون حديثاً كل المصاعب ووصل بأعجوبة إلى لقاء النهائى، نجح فى افتتاح سجل التهديف فى الدقيقة الرابعة من عمر اللقاء الذى استضافته العاصمة التونسية، لكنه لم يتمكن من المحافظة على التقدم فى وجه النجم النيجيرى إيمانويل أمونيكى الذى هزّ الشباك مرتين.
1996: جنوب أفريقيا 2-0 تونس
نهائى مميز آخر استضافته جنوب أفريقيا بعد ذلك بعامين عندما اتحدت جماهير البلاد خلف منتخبها بافانا بافانا. وكان هدفا مارك ويليامز كافيان لتشتعل المدرجات التى احتشد فيها 80 ألف مشجع يتقدمهم أسطورة النضال ضد نظام الفصل العنصرى نيلسون مانديلا.
2000: الكاميرون 2-2 نيجيريا (ركلات ترجيح: 4-3)
النهائى الأكثر إثارة من هذه البطولة العريقة فى السنوات الأخيرة دارت رحاه فى مدينة لاجوس النيجيرية. لكن جماهير أصحاب الأرض لم تكن على موعد مع فرحة كبيرة منتظرة. نجح الفريق صاحب الضيافة من معادلة النتيجة بعد أن كان متأخراً بهدفين، إلا أن الكاميرون ـ التى كان يتقدم فريقها اللاعب الشاب الواعد صامويل إيتو ـ تمكنت من إثبات علوّ كعبها فى ركلات الترجيح عندما سدد الكاميرونى ريجوبرت سونج آخر ركلة ترجيح وهزّ بها شباك نسور نيجيريا.
2010: مصر 1-0 غانا
أتت مصر للبطولة وهى تحمل اللقب فى آخر نسختين 2006 و2008، كان من الصعب توقع تكرار رفع التاج الأفريقى خصوصا فى ظل تطور أداء المنافس الغانى القادم مسلحا بنجوم منتخب الشباب بطل كأس العالم تحت 20 سنة. كما كان منتظرا عرف النهائى صعوبات كبيرة ولم ينجح المهاجمون فى هز الشباك، حتى اللحظات الحاسمة التى شهدت تسجيل البديل السوبر لمنتخب مصر محمد ناجى "جدو" لهدف الفوز قبل خمس دقائق فقط على النهاية، لتكسب مصر اللقب الثالث تواليا والسابع فى تاريخها الكبير.
2012: زامبيا 0-0 كوت ديفوار (ركلات ترجيح: 8-7)
كانت نتيجة سبع نهائيات من آخر ثمانية قد شهدت إما نتيجة الفوز 1-0 أو التعادل 0-0 وبالتالى لم تتغير هذه القاعدة فى هذه النسخة عندما تواجهت كوت ديفوار الطامحة بلقب طال انتظاره مع زامبيا التى تظهر فى النهائى بعد طول غياب غثر خسارتها فرصة التتويج فى تونس 1994. كانت كتيبة "الفيلة" هى المفضلة للفوز بحكم تواجد ترسانة النجوم، لكن زامبيا قدمت الغالى والنفيس خصوصا فى ظل وجودها فى ذات المكان الذى شهد حادثة تحطم الطائرة المؤلمة التى راح ضحيتها الكثير من لاعبى المنتخب الوطنى سنة 1993، حيث سقطت الطائرة قبالة سواحل مدينة ليبرفيل الجابونية. امتد التعادل السلبى طيلة وقت اللعب، وكان الحسم إجباريا عبر ركلات الترجيح الدرامية، حيث تعالت الإثارة حتى أهدر نجمى كوت ديفوار يايا توريه ثم جيرفينهو آخر ركلتين لتنتصر زامبيا.