لم نشاهد أى كمسرى واحد طوال الرحلتين يحصل التذاكر داخل القطار
رئيس السكة الحديد يرد: الوضع فى تحسن تدريجى ولدينا خطة لتحديث جميع القطارات
الحديث عن حال القطارات لا ينتهى.. وشكاوى المواطنين من أوضاع القطارات متكررة، فى حين أن وعود المسئولين بتطويرها وتصريحاتهم عن تحسن الخدمة مستمرة.. وكان للوقوف على واقع حال القطارات وما وصل إليه مستوى الخدمة يستلزم القيام بأكثر من رحلة لمطالعة وضعها على طبيعته.. لذلك قرر "اليوم السابع" القيام بأكثر من رحلة ميدانية بدون تنسيق مسبق مع مسئولى السكة الحديد لرصد حال القطارات بدون أى تجميل.
وقرر "اليوم السابع" أن تكون الوجهة الأولى للرحلات الميدانية فى قطارات الصعيد.. وكانت أول رحلة فى القطار رقم 164 القادم من الإسكندرية إلى أسوان يوم الأربعاء الماضى (22 فبراير)، وهو قطار عادى، واسقلنا هذا القطار من محطة مصر برمسيس.. ذهبنا مثلنا مثل الركاب العاديين بدون أن نكشف عن هويتنا الصحفية.. وكانت الملاحظة الأولى أن القطار الذى كان من المفترض وفقا لجدول تشغيل القطارات يصل محطة مصر 3.15 عصرا ويتحرك منها بعد 15 دقيقة مواصلا رحلته إلى أسوان، وصل متأخرا عن ميعاده 15 دقيقة وتحرك منها الساعة 4.12 مساءً.
اللافت أن بعض الركاب قرروا استقبال هذا القطار على مدخل المحطة بجوار ورش أبو غاطس الخاصة بصيانة القطارات الكائنة فى مدخل محطة مصر قبل وصوله ووقوفه على رصيف 11 بالمحطة، وذلك لاستقلال القطار أثناء تهدئته فى مدخل المحطة أملا فى اقتناصهم مقعد خاليا خلال رحلتهم الممتدة فى القطار القادم من الإسكندرية إلى الصعيد.. اسقلنا هذا القطار وتحرك من محطة مصر متأخرا عن ميعاده 12 دقيقة، كانت مقاعده كاملة العدد، لكن طرقات العربات كانت فارغة نسبيا، لم يكن القطار مكتظا بالركاب، حيث لم يزدحم بالركاب سوى فى محطة الجيزة، إذ أصبحت طرقات عرباته مفترشة بالركاب.
فى هذا القطار المتوجه للصعيد نظافته كانت متردية.. فأرضيات العربات تتراكم عليها الأتربة والتى يبدو أنها لم تنظف جيدا منذ أيام أو ربما أسابيع.. والحمامات الموجودة فى العربات حالتها غير آدمية لدرجة أنك عندما تمر أمامها تشم رائحتها النتنة التى قد تدفعك إلى عدم القدرة على البقاء بالقرب منها أو المقاعد المجاورة لها.. هذه الحمامات ليس فيها مياه من الأساس.. أبوابها لا تغلق جيدا، والأغلب أن غياب الصيانة جعلها لا تغلق جيدا.
الباعة الجائلون يسيطرون على القطارات.. الألفاظ النابية على ألسنتهم شئ معتاد.. كل أنواع البضائع مع الباعة الجائلون فى القطار.. من لعب الأطفال حتى الملابس والأحذية، فضلا عن المكسرات والتسالى بأنواعها.. والمؤكلات من سناندوتشات الطعمية والجبنة والفول والمياه العدنية والغازية.. بائعو الشاى يتنقلون بين عربات القطار.. شاهدنا أن الركاب تحرص على عدم التعرض أو إثارة غضب الباعة الجائلين خشية الاصطدام بهم، لدرجة أن بعض الركاب عندما يتعامل معها بائع بأسلوب سئ ينصحون بعضهم بالابتعاد عن هذا البائع وعدم التعرض للبائعين.
طوال فترة وجودنا بالقطار لم نصادف فرد أمن سواء من الأمن الإدارى التابع لهيئة السكة الحديد والمفترض أنه موزع على كافة القطارات أو من الشرطة، أيضا لم نصادف وجود أى كمسرى داخل القطار تراجع التذاكر مع الركاب وتحصل قيمتها ممن ليس معه تذكرة رغم أننا كنا نتنقل باستمرار فى عربات القطار لرصد حالتها.. تقدر تقول أننا "ركبنا ببلاش" ليس لأننا كنا نتهرب من التذكرة بل لأننا لم نرى كمسرى نشترى منه تذكرة، وكما معروف أن الغالبية العظمى من ركاب القطارات العادية تشترى التذاكر داخل القطار خلال رحلاتها بعكس القطارات المكيفة.
وفى هذا القطار كانت الركاب تفترش طرقات العربات، وتنام أعلى الاستندات المخصصة للحقائب فى كل عربة، وبعض الركاب استطاعت وضع يدها على مقعدين متجاورين للنوم عليهما.. خلال وجودنا صادفنا مجموعة من الشباب تتجمع فى أحد العربات ترقص وتطبل وتغنى ويحملون بعضهم على الأكتاف رقصا مرددين الأغانى الشعبية.. ظلوا هكذا فى رقصهم وغنائهم حتى غادرنا هذا القطار.
ما لاحظناه خلال رحلتنا فى قطار الصعيد أنه يقف بشكل متكرر فى محطات غير مقرر وفقا لجدول التشغيل الوقوف بها، والذى قصر الوقوف لهذا القطار فى محطات المراكز بالمحافظات فقط، وكان أول وقوف مدرج بجدول التشغيل بعد محطة الجيزة هو محطة بنى سويف، لكن سائقه لم يتلزم بذلك، لدرجة أنه عندما توقف فى محطة العياط وهى ضمن المحطات غير مقرر له الوقوف بها قررنا مغادرته مع الركاب التى نزلت فى العياط، وذلك لاستقلال قطار آخر لعل يكون الوضع مختلفا.
استقلنا قطار آخر قادم من أسوان إلى القاهرة وهو القطار رقم 91، وذلك من محطة العياط، وهذا القطار أيضا لم يكن مدرج له بجدول التشغيل الوقوف فى محطة العياط لكن السائق وقف.. كانت الساعة تعدت الخامسة مساءً.. حال هذا القطار كان أكثر سوءً، فبالإضافة إلى الملاحظات التى رصدناها فى القطار الأول كان التأخير فى هذا القطار وصل مداه.. فوفقا لجدول التشغيل كان محددا لهذا القطار الوصول إلى القاهرة الساعة 1.55 ظهرا لكننا استقلناه من العياط وكانت الساعة قاربت على 5.30 مساءً.. وعندما سألنا عن سبب التأخير بهذا الشكل قال بعضهم أن جراره تعطل فى محطة المنيا وتوقف حتى تم استبداله، وآخرون قالوا: "مش عارفين هو وقف بس مفيش حد قال لنا حاجة".
وعندما بدأ الظلام يحل لم يضئ أى مصباح أو لمبة فى أى عربة من عربات هذا القطار، لدرجة أن القطار عندما وصل محطة مصر وكانت الساعة تعدت السادسة مساءً لجأ الركاب إلى استخدام كشافات تليفوناتهم المحمولة لرؤية حقائبهم وحملها ورؤية طرقات العربات خلال مغادرتهم القطار.. وطوال وجودنا فى القطار الثانى لم تصادف أيضا وجود أى كمسرى كما كان الحال بالقطار الأول.
بعدما أنهينا الرحلتين فى قطارى رقمى 164 و91 توجهنا إلى مكتب رئيس هيئة السكة الحديد اللواء مدحت شوشة للحصول على رده.. وكان شوشة متواجدا فى مكتبه ومعه المهندس محمد عامر رئيس قطاع الصيانة، وكان ردهما مختصرا، وقال شوشة إن حال القطارات كان أسوء مما رأيناه لكنه تحسن، وهو فى تحسن تدريجى، وأن تواجد الباعة الجائلين يقل يوما بعد يوما، وأنه تم التنسيق مع شرطة النقل والمواصلات لمنع وجودهم تماما كما الحال بالقطارات المكيفة لكن بشكل تدريجى.
وردا على عدم وجود مياه نهائيا فى الحمامات وما يبدو من عدم وجود مياه بها على الإطلاق منذ أيام، أكد شوشة أن خزانات المياه بها تنفذ فى بداية الرحلة بسبب كثرة الاستخدام، وعن التوقف فى المحطات غير المدرج الوقوف بها قال إنها مجرد تهدئة للقطار وليس وقوفا، وأنه يوجد خطة لتطوير هذه القطارات بالكامل وإعادة تحديثها فى الورش.
.jpg)
أغانى ورقص داخل القطار
.jpg)
رقص تجمع شبابى داخل القطار
.jpg)
الشباب خلال حفلهم بالقطار
.jpg)
القطار ممتلئ بالركاب
.jpg)
قطار الصعيد
.jpg)
صعود الركاب أثناء تهدئته فى أحد المحطات الغير مقرر له الوقوف بها
.jpg)
نزول أحد الركاب أثناء تهدئة القطار.
.jpg)
حمامات القطار غير آدمية
.jpg)
الحمامات كانت بدون مياه
.jpg)
الركاب فى انتظار القطار بعد تأخره عن ميعاده
.jpg)
قطع الخردة ملقاة على شريط السكة الحديد فى محطة مصر
.jpg)
قطع الخردة معرضة للسرقة
.jpg)
فى انتظار القطار
.jpg)
راكب يسيطر بالبلطجة على مقعد مجاور ويمنع الركاب من الركوب عليه
.jpg)
الباعة الجائلون بالقطار
.jpg)
بائع الشاى بالقطار
.jpg)
الركاب تفترش طرقات القطار
.jpg)
راكب نائم فى القطار
.jpg)
التدخين فى القطار
.jpg)
راكب القطار
.jpg)
راكب على الاستندات الخاصة بالحقائب
.jpg)
بائع متجول بالقطار
.jpg)
القطار يتوقف فى محطة غير مدرج له الوقوف بها لإنزال الركاب