شجار بسيط بين مدرس وصاحب محل ينتهى بتهشيم رأس المدرس بشومة حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وخلاف على الحساب فى أحد الكافيهات الشهيرة بمصر الجديدة ينهى حياة الشاب محمود بيومى بطعنة سكين، وخلافات بسيطة بين الأصدقاء أو الجيران والزملاء كثيرا ما تنتهى بجرائم قتل.
حوادث كثيرة تزايدت خلال الفترة الأخيرة لتؤكد أن البلطجة أصبحت أسلوب حياة لدى الكثيرين، وأنها لم تعد مقصورة على المسجلين خطرًا والخارجين عن القانون، أو على مناطق عشوائية بعينها، بل انتقلت حتى إلى الأماكن والأحياء الراقية، وتحولت إلى سلوك يتبعه بعض الشباب، يتحول معه أى خلاف إلى مشاجرات واشتباكات مسلحة، وعادة ما تنتهى بجرائم قتل لأسباب تافهة.
لقى الشاب محمود بيومى مصرعه أمام خطيبته داخل الكافيه الشهير، على يد عامل طعنه بسكين بسبب الخلاف على «حساب المنيمم شارج» عقب نهاية مباراة مصر والكاميرون فى نهائى البطولة الأفريقية.
ضحية بلطجية مطعم مدينة نصر
وفى منطقة عين شمس أنهى صاحب محل حياة «مدرس» وهشم رأسه بشومة حتى الموت بسبب انزعاجه من «دوشة» الأطفال، الذين يقوم المدرس بالتدريس لهم داخل مركز تعليميى، بجوار محله.
كما شهدت منطقة الزيتون جريمة قتل راح ضحيتها «نادر منير» الشاب الذى كان يحتفل بخطوبته قبل مصرعه بأيام، حيث طعنه جاره بسكين والسبب «ماسورة المياه»، حيث غضب المتهم من استمرار انقطاع المياه عن العقار الذى يسكن به، لقيام المجنى عليه بتصليح ماسورة شقته، فتشاجر المتهم مع جاره الشاب وسدد له 10 طعنات أودت بحياته.
وفى مدينة نصر أصيب طالب بكسر فى الجمجمة بعدما تعدى عليه عمال مطعم شهير وطعنوه بسيخ فى رأسه، بسبب قيامه بركن سيارته أمام المحل، لمشاهدة مباراة كرة قدم، وفور عودته تشاجر معه العمال وطعنوه بسيخ فى رأسه.
وعن أسباب انتشار ظاهرة البلطجة يقول الدكتور إبراهيم عز الدين، أستاذ علم الاجتماع إن التنشئة الأسرية الخاطئة وعدم الاهتمام بزرع القيم والأخلاق فى شخصية الأبناء، أحد أهم الأسباب، حيث ينشأ الشباب على سلوكيات خاطئة لا تفرق بين القوة والبلطجة، والصحيح والخطأ.
ضحية بلطجة جاره بالزيتون
وأضاف عز الدين أن بطء إجراءات التقاضى بالمحاكم، وتداول القضية الواحدة لعدة سنوات حتى صدور الحكم، أدى إلى ضعف الردع لدى كل من تسول نفسه ارتكاب جريمة، بالإضافة إلى لجوء الضحايا للحصول على ما يرونه حقا بأيديهم وعدم اللجوء للقانون.
وأكد أستاذ علم الاجتماع لـ«اليوم السابع» أن ظاهرة العنف انتشرت أيضًا نتيجة محاكاة وتقليد أفلام العشوائيات، التى يظهر بها نماذج مثل «عبده موته» و«إبراهيم الأبيض»، ويحاول العمل السينمائى إبراز البلطجى باعتباره قدوة، مما يدفع بعض الشباب خاصة صغار السن لتقليده بترديد كلماته أو التشبه بمظهره الخارجى.
وقال عز الدين: إن الفترة الأخيرة حدثت خلالها العديد من الجرائم البشعة، التى كانت دوافع ارتكابها أسباب تافهة، مؤكدا أن انتشار تعاطى المخدرات بين الشباب، له دور كبير فى زيادة هذه الجرائم، مشيرا إلى أن ثورة 25 يناير وما أعقبها من انفلات أمنى أدى إلى تزايد العنف، نتيجة انتشار الأسلحة النارية بين المواطنين.
وشدد أستاذ علم الاجتماع على ضرورة مواجهة انتشار ظاهرة العنف بتعليم التلاميذ فى المدارس والطلبة فى الجامعات ثقافة الاحترام والاختلاف وزرع القدوة فى الشباب.
وعن العقوبات القانونية المقررة على هذه الجرائم يقول المحامى طارق جميل سعيد أن وقائع المشاجرات، التى تنتهى بالقتل يواجه فيها المتهم تهمة «ضرب أفضى إلى موت» وليس القتل العمد، لأن القتل العمد يشترط فيه أن يكون المتهم مبيت النية وعاقد العزم على إزهاق روح، بينما «الضرب الذى أفضى إلى موت» يكون المتهم وجه ضربات إلى المجنى عليه لكنه لم يقصد قتله.
ضحية كافيه مصر الجديدة
وأضاف جميل لـ«اليوم السابع» أن المادة 236 من قانون العقوبات تتضمن أنه كل من جرح أو ضرب أحدًا أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلا، ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع سنوات.
وقال الدكتور أحمد الجنزورى، أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة عين شمس، إن عقوبة البلطجة فى القانون المصرى كافية لتحقيق الردع المطلوب.
وأضاف أن المادة 375 مكرر تتضمن كل العقوبات الخاصة بأعمال البلطجة، وتنص على أنه «مع عدم الإخلال بأى عقوبة أشد واردة فى نص آخر، يعاقب بالحبس مدة ﻻ تقل عن سنة كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير، باستعراض القوة، أو التلويح بالعنف، أو التهديد بأيهما، أو استخدامه ضد المجنى عليه، أو مع زوجه أو أحد أصوله أو فروعه، بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أى أذى مادى أو معنوى به، أو الإضرار بممتلكاته أو سلب ماله، أو الحصول على منفعة منه، أو التأثير فى إرادته لفرض السطوة عليه، أو إرغامه على القيام بعمل أو حمله على اﻻمتناع، أو لتعطيل تنفيذ القوانين أو التشريعات، أو مقاومة السلطات، أو منع تنفيذ الأحكام أو الأوامر، أو الإجراءات القضائية واجبة التنفيذ، أو تكدير الأمن أو السكينة العامة، متى كان من شأن ذلك الفعل أو التهديد إلقاء الرعب فى نفس المجنى عليه، أو تكدير أمنه أو سكينته أو طمأنينته، أو تعريض حياته أو سلامته للخطر، أو إلحاق الضرر بشىء من ممتلكاته أو مصالحه، أو المساس بحريته الشخصية أو شرفه أو اعتباره.
وتابع: «تكون العقوبة الحبس مدة ﻻ تقل سنتين وﻻ تجاوز 5 سنوات، إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر، أو باصطحاب حيوان يثير الذعر، أو بحمل أى أسلحة أو عصيًا أو آﻻت، أو أدوات أو مواد حارقة أو كاوية أو غازية، أو مخدرات أو منومة أو أى مواد أخرى ضارة، وإذا وقع الفعل على أنثى أو على من يبلغ 19 عاما.
المتهم بقتل سائق بسبب تحميل الركاب
ضحية بلطجية مطعم مدينة نصر
عدد الردود 0
بواسطة:
Tam
العداله الناجزه هى الحل
تغليظ العقوبات و سرعة الحكم والتنفيذ علانيه
عدد الردود 0
بواسطة:
no name
مجرد راى
مين بيواجه البلطجة 1 مين يقدر يردع البلطجى 2 مين يقدر يحول البلطجى لمواطن نافع لنفسه و أهلة و بلده 3 أيه السبب فى ظهور البلطجة 4 أيه السبب فى أنتشار ظاهرة البلطجة 5 .... بعد ده كلة و معرفته ... سوف أكتفى فقط بقول... الشرطة ليها دور كبير فى مواجهة الظاهرة و التصدى لها و كذا بطء العدالة ( عدم وجود العدالة الناجزة ) يساعد على أنتشارها و يعرقل أى محاولة للتصدى لها بالرغم من أنه قيل أن العدل البطئ هو الظلم يقول تعالى "الْيَوْمَ تُجْزَى? كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ? لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ? إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " ......