قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية، إن مهمة إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هى صياغة سياسة المنفعة المتبادلة التى تعمل على دفع العلاقة مع مصر والشرق الأوسط فى اتجاه مثمر. مشددة على ضرورة دعم مصر بكل السبل لتحقيق التقدم فى المنطقة.
وفى تقرير لها، قالت المجلة على موقعها الإلكترونى اليوم السبت، إنه خلال سلسلة من المناقشات بين خبراء الدفاع الأمريكيين والحكومة المصرية مؤخرا، برزت عناصر رئيسية بشأن تفكير القاهرة. فأولا ترى مصر نفسها عامل استقرار وأمن الشرق الأوسط، كما تضع الحكومة المصرية مبدأ "الأمن قبل الكمال"، وهو ما يعنى أنها ستسعى لتحسين وضع حقوق الإنسان ولكن الأولوية هى ضمان سلامة الشارع وتنقية البلاد من الإرهاب.
وأثنت المجلة فى تقريرها على مساعى الحكومة المصرية لدفع عجلة النمو الاقتصادى، والتى كانت قوية إلى حد ما فى السنة المالية الماضية، حيث حققت نمو حوالى 4.2 %، على الرغم من الانخفاض الحاد فى السياحة. وتقوم بذلك من خلال العمل على جذب الاستثمار الأجنبى المباشر والشراكة مع دول الجوار فى مشاريع مشتركة والتكنولوجيا، وإنعاش السياحة.
وتابعت "فورين بوليسى" إن مصر تريد ضمان حماية قناة السويس كمصدر هام للدخل بالنسبة للأمة ورمز لخدمات الشحن والخدمات اللوجستية للمجتمع العالمى. وأخيرا فإن القاهرة ملتزمة للغاية بعلاقتها مع إسرائيل والولايات المتحدة، ولكن ستسعى لشركاء إضافيين من المحتمل أن يكونوا غير تقليديين.
وعلى الرغم من أن مصر تواجه الإرهاب من الداخل، بما فى ذلك الجماعات الإرهابية فى سيناء التى تحاول اختراق البلاد من الداخل، فإن أجهزة الأمن والمخابرات ـ بحسب المجلة ـ يقومون بعمل معقول للسيطرة على التهديد، فيراقبون ليبيا من الغرب وغزة فى الشرق بعين الحذر، فضلا عن التعاون مع الولايات المتحدة ودول الجوار.
واقتصاديا، يمكن للنمو أن يتصاعد إذا تحسنت السياحة، كما تراجعت البطالة بالفعل نقطة مئوية. وانخفض عجز الميزانية السنوية 10%. وتقوم الحكومة بجهد كبير فى مواجهة الفساد والبيروقراطية.
وتحدث التقرير عن أهمية دعم واشنطن لمصر كشريك هام لها فى المنطقة حيث هناك بالفعل شراكة إيجابية على صعيد الأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية، فضلا عن المنافع التجارية لكلا الجانبين. لذا ترى فورين بوليسى إمكانية تحسين هذه العلاقات من خلال تشجيع مستويات أعلى من الإتصال العسكرى. ودعت إلى قيام وزير الدفاع الأمريكى، جيمس ماتيس، بزيارة لكلا من القاهرة وتل ابيب للتأكيد على أهمية العلاقات ودعمها بمستويات معقولة من التمويل والتكنولوجيا العسكرية. وأضافت أنه يجب أن يكون هناك حذر بشأن بعض المقترحات المثيرة للجدل مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو الأمر الذى لن يوافق عليه المصريين.
وتحدثت المجلة عن العلاقة المتوترة بين مصر والسعودية، مشيرة إلى أن المصريين يرون أنفسهم، على حق كقادة غير مستعدين لاتباع املاءات السعودية فى اليمن وغيرها من القضايا الإقليمية الصعبة. غير أنها تشير إلى ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة بجد لمساعدة هذين الحليفين على رؤية الأخطار التى تشكلها إيران الشيعية، بحسب وصف المجلة الأمريكية. ومن ثم يحتاج وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، لزيارة مبكرة لكل من الرياض والقاهرة.
وأشارت "فورين بوليسى" إلى أنه يمكن دعم مصر من خلال تشجيع النمو الإقتصادى، فالشراكة بين الحكومتين المصرية والأمريكية يساعد مصر فى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وفى هذا الصدد وصفت المجلة حديث ترامب المبكر مع الرئيس السيسى فى الأيام الأولى من رئاسته بالخطوة الذكية. مضيفة أن واشنطن يمكنها تقديم الدعم الدبلوماسى لمصر فى الهيئات الاقتصادية الدولية بما فى ذلك البنك الدولى وصندوق النقد الدولى والمحافل التابعة للأمم المتحدة.
وحثت المجلة أيضا الإدارة الأمريكية على العمل مع الشركاء المصريين لضمان أمن قناة السويس وهو ما يتطلب مستويات أفضل من التبادل الإستخباراتى وتطوير التكنولوجيا الجديدة للمراقبة وتمارين مكافحة الإرهاب والتبادلات المكررة للمعلومات البحرية والصناعية. بالإضافة إلى تشجيع الشراكات الإقليمية لمصر بعيدا عن تلك التقليدية، مثل الشراكة مع اليونان وقبرض، مشيرة إلى أن الناتو لديه برنامج قوى للتعاون الإقليمى فى منطقة البحر المتوسط للدول غير الأعضاء فى الحلف، وهو "الحوار المتوسطى".
وخلصت فورين بوليسى بالقول أن مصالح مصر تتشابك مع المصالح الأمريكية بشكل قوى، لذا ينبغى على واشنطن أن تفعل كل ما فى وسعها لمساعدة شركائها المصريين لأن استقرارهم ونجاحهم سيكون ضروريا لتقدم المنطقة بأسرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة