رويترز: رئيس جامبيا السابق استغل مؤسسته الخيرية لتعظيم ثروته الشخصية

الجمعة، 24 فبراير 2017 04:28 م
رويترز: رئيس جامبيا السابق استغل مؤسسته الخيرية لتعظيم ثروته الشخصية رئيس جامبيا السابق يحيى جامع
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أظهرت سجلات مصرفية ومقابلات مع مسئول سابق، فى مؤسسة جامع للسلام الخيرية -التى أسسها رئيس جامبيا السابق، يحيى جامع- أن أموالًا من حساب دولارى باسم المؤسسة، تدفقت على "جامع" نفسه، وليس على مشروعات المؤسسة.

وفى العامين 2012 و2013، تم إيداع أكثر من ثمانية ملايين دولار فى الحساب المفتوح فى بنك الائتمان فى جامبيا، وتوصلت "رويترز"، إلى أن أكثر من نصف الأموال سُحبت نقدًا.

ولم تتمكن "رويترز"، من التحقق، مما إذا كان هدف المانحين هو دعم المؤسسة الخيرية أو ما إذا كان المانحون ومسئولو المؤسسة والبنك على دراية بأن "جامع"، يستخدم الحساب المصرفى لتعظيم ثروته الشخصية، ولم تتمكن "رويترز"، أيضًا من تحديد كيفية إنفاق الأموال المسحوبة.

واتهمت حكومة جامبيا الجديدة، الرئيس السابق، بنهب ملايين الدولارات خلال حكمه الذى استمر 22 عاما، وقال وزير المالية، أمادو سانه، يوم الاثنين، إن "جامع"، ارتكب عمليات احتيال على نطاق واسع منها تحويل عشرات الملايين من الدولارات من الأموال العامة إلى حسابات مصرفية مختلفة ليست باسمه، لكنه سحب منها نقودًا منها البنك المركزى.

وقال النائب السابق للرئيس التنفيذى لمؤسسة جامع للسلام، مادو لامين مانجا، لـ"رويترز"، إن المؤسسة لم تتلق تبرعات من خلال حسابها الدولارى- وهو أحد حسابين اثنين باسم المؤسسة فى بنك الائتمان- خلال فترة توليه منصبه من 2010 حتى 2015، وتم تسريح "مانجا" من المؤسسة ضمن عملية تسريح موظفين فى 2015.

ولم ترد مؤسسة "جامع"، على طلبات عديدة للتعليق، وأكد مسئول فى بنك الائتمان - طلب عدم الكشف عن اسمه - وجود حساب للمؤسسة فى البنك، لكنه رفض ذكر مزيد من التفاصيل.

وأخفقت محاولات للاتصال بجامع فى غينيا الاستوائية، حيث فر إلى المنفى الشهر الماضى بعد هزيمته فى الانتخابات.

وقال إدوارد جوميز، محامى جامع -حتى الشهر الماضى- إنه لا علم له بأى تبديد لأموال من جانب "جامع"، مضيفًا "أعلم أن كثيرًا من الناس انتفعوا من المؤسسة، لكن لا يمكننى أن أحدد من أين جاءت الأموال أو من كان يمكنه سحبها."

وأظهرت كشوف حسابات مصرفية راجعتها "رويترز"، أن أكثر من ثمانية ملايين دولار أودعت على 11 دفعة فى الحساب الدولارى باسم المؤسسة فى بنك الائتمان فى 2012 و2013، وتم سحب كل الأموال.

وبعض عمليات السحب تشير بشكل مباشر إلى "جامع"، الذى كان فى ذلك الحين الراعى الرئيس للمؤسسة، وقال مانجا، إن دور "جامع" لم يكن منتظمًا فى أنشطة المؤسسة التى تشمل بحسب موقعها الإلكترونى مشروعات تعليمية وصحية وزراعية.

وقال موظف فى بنك الائتمان، فى مقابلة مع "رويترز"، إن رموزًا وردت فى إحدى عمليات السحب تقول إنها تمت بأمر "جامع"، فيما لم تتمكن "رويترز"، من تحديد مصدر معظم الأموال فى الحساب، لكن خمس عمليات إيداع فى الحساب فى 2013 بإجمالى 2.55 مليون دولار، تشير إلى مجموعة يورو أفريكان، وفقًا لتفاصيل المعاملات على كشوف الحسابات، وكانت المجموعة تمتلك حقوقا حصرية لاستيراد الفحم إلى جامبيا بين 2008 و2013 واتفاقا لتوريد الوقود لمرفق حكومى.

وأبلغ محمد بازى، رئيس مجموعة يورو أفريكان، "رويترز"، أن الشركة قدمت ثلاث مدفوعات للمؤسسة بإجمالى 1.3 مليون دولار فى 2013، لكنه لم يحدد أى الحسابين المصرفيين تلقى المبالغ، ولم تتمكن "رويترز"، من معرفة مصير الفرق بين هذا المبلغ، وما ورد فى الكشوف المصرفية، ولم يفسر "بازى"، الفرق بين المبلغين.

و"بازى"، رجل أعمال لبنانى بارز، يقوم بأعمال فى جامبيا منذ أكثر من عشر سنوات، وقال لـ"رويترز"، إن الأموال أنفقت على مسجد ومستشفى واستقدام أطباء إلى جامبيا.

وقال "مانجا"، إنه علم بأمر الحساب والودائع عندما أرسل بنك الائتمان إليه بالمصادفة كشوف حساب خاصة بالحساب الدولارى فى 2013، وكان يعتقد أن الأموال يمكن استغلالها لتمويل منح دراسية ومستشفى.

وعندما خاطب "مانجا"، مسئولى البنك بشأن الحساب فى 2013 طلبوا منه ألا يمسه، وقال "مانجا"، إن مدير الحسابات أبلغه بأنه حساب "يحيى جامع".

وقال موظف سابق بمكتب "جامع" -طلب عدم الكشف عن اسمه- إنه سحب مرارا أموالا من الحساب الدولارى للمؤسسة بطلب من الرئيس، وكان يعود إلى قصر الرئاسة بأكياس مملوءة برزم من النقود حجم الواحدة عشرة آلاف دولار فى أظرف ورقية تحمل خاتم بنك الائتمان.

وأضاف "كلما احتاج "جامع" أموالًا، لجأ إلى الحساب (الخاص بالمؤسسة) وسحب أموالًا، إذا سافرت زوجته، سحبوا أموالًا."

وقال مصدر آخر عمل مساعدًا شخصيا لـ"جامع" من 2009 إلى 2012، وتم فصله وسجنه بتهم التجسس- التى نفاها- إنه سحب مئات الآلاف من الدولارات نقدًا بناء على طلب "جامع"، من حساب آخر باسم حساب الأمن الوطنى فى بنك الائتمان فى 2011 و2012 .

وأضاف أنه فى مرات أخرى حول أمواًلا من ذلك الحساب إلى حساب زوجة جامع فى الولايات المتحدة.

ورفض بنك الائتمان التعليق بشأن حساب الأمن الوطنى ومن يحق له استغلاله.

ويسلط إنفاق "جامع" الضوء على ثروته، فهو يمتلك أسطولًا من السيارات الفارهة "رولز رويس"، كتب على مساند الرأس فيها اسمه، كما يمتلك منزلًا فى ماريلاند، وفقًا لشاهد من "رويترز"، ومسئول أمريكى.

وقال محاميه السابق جوميز، "أعلم أنه كان يمتلك ثروة طائلة، ما من شك لدى فى ذلك."

وقال زعماء جامبيا الجدد، إن "جامع"، اصطحب معه أسطولًا من السيارات الفارهة إلى المنفى.

والآن وبعد انتهاء حكمه، يطالب كثير من أهالى البلاد باستعادة تلك الثروة على الفور، خاصة وأن اقتصاد البلاد فى حالة يرثى لها، إذ لم تعد تملك من التمويل سوى ما يغطى الواردات لثلاثة أسابيع فقط.

وقال وزير المالية سانه، للصحفيين، يوم الاثنين، "سوف يتخذ الرئيس وحكومته كل الخطوات والإجراءات اللازمة لضمان عودة كل الأصول المفقودة والمسروقة والمختلسة إلى الشعب."







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة