قال الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، إن الأزهر حريص على تنظيم جلسات حوار للشباب، تنفيذا لتوصيات مؤتمر شرم الشيخ للشباب، وذلك من خلال تنظيم 11 جلسة حوارية فى عدد من المحافظات، مؤكدا حرصه على سماع أفكار الشباب ومقترحاتهم.
جاء ذلك خلال جلسة الحوار المجتمعى، التى يعقدها الأزهر الشريف بمكتبة الإسكندرية، بعنوان "نحو مستقبل أفضل للشباب"، بحضور "شومان" وعدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، والقيادات التنفيذية والشعبية ونواب البرلمان بمحافظة الإسكندرية.
من جانبه، قال القس بولس عوض، ممثل الكنيسة المصرية والنائب عن بيت العائلة المصرية، إن إهمال الشباب يؤدى إلى الانحراف واستغلاله فى أعمال التطرف، وطالب بالاستفادة من قدرات الشباب لخدمة مصر الحبيبة، وتوجيه العمل الإصلاحى إلى النواحى الإيجابية، للقضاء على الفساد بعيدًا عن الإدانة والاستنكار فقط.
كما أكد على ضرورة الاهتمام بالشباب الذى هو مستقبل مصر وعصب الأمة، وذلك فى المجالات الاجتماعية والثقافية ومشاركتهم العمل الوطنى، وأن تفتح المؤسسات الدينية أبوابها للشباب والتقرب إليهم، ومعرفة مشكلاتهم والاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم وتثقيفهم إيجابيًّا واكتشاف مواهبهم والاستفادة منهم فى الصالح العام وعدم تركه فريسة للبطالة.
وتقدم القس بولس، بالشكر إلى الرئيس السيسى، لاهتمامه بقضايا الحوار والشباب، وكذلك الشيخ أحمد الطيب، لاهتمامه بعقد مثل تلك الجلسات الحوارية لخدمة الوطن، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس يعتبر نفسه سفيرًا لمصر، لنقل الصورة الطيبة للمسيحيين إلى كل دول العالم، والعلاقة الطيبة بين أبناء الوطن الواحد.
من جانبه، قال جمعة ذكرى، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، إن المؤسسة التعليمية لها دور كبير فى التنشئة، فالمحافظة بها مليون و200 ألف طالب، فهى تمس كل منزل، وهم أساس المستقبل، مؤكّدًا أن المؤسسة التعليمية تعمل على بناء مستقبل مصر من خلال التنشئة السليمة للطالب، متابعًا: "الحوار المجتمعى تأخر، وهذا أعطى فرصة لانتشار أفكار التطرف، والتربية والتعليم حريصة على هذا الأمر من خلال التنسيق مع الجهات المعنية لتنظيم جلسات حوار مماثلة لغرس القيم والولاء الوطنى".
بدوره، استعرض الدكتور ممدوح تهامى، ممثل جامعة الإسكندرية، الظروف والعوامل الاجتماعية التى أدت إلى إنتشار الإرهاب فى مصر خلال نهاية سبعينيات القرن الماضى، بعد انفتاح المجتمع المصرى على المجتمع الخارجى بشكل عشوائى، وبدأت تتعمق مفاهيم جديدة على المجتمع المصرى، مثل مفهوم الفهلوة والابتعاد عن العناصر الأساسية لبناء المجتمع من العلم والعمل، ومن ثمّ اتجه الإنتاج إلى المنتجات الاستهلاكية والترفيهية، وبدأت موجه جديدة من العنف، وكان إرهاصًا بثورة 25 يناير التى كانت ضرورة وقتها، بسبب ما وصل إليه المجتمع، فى الوقت الذى استغلت فيه بعض العناصر الخلاف بين الفئات المختلفة وسرعة نشر الأفكار الهدامة الشائعات، مستنكرا انعدام لغة الحوار، ومشددًا على أهمية نبذ الخلاف وتنظيم حوار مجتمعى يلملم شتات المجتمع، لبناء الدولة على أسس سليمة.
وأكد سامح فوزى، مدير مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية، أن المكتبة منفتحة على كل الآراء، وتستضيف كل جلسات الحوار، لفتح قنوات اتصال، ولها برنامج خاص فى مجال مكافحة التطرف، كما أكد حرص المكتبة على استضافة هذا الحوار بين القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية فى إطار وضع رؤية شاملة لترسيخ قيم الولاء والمواطنة، مشيرًا إلى أن تلك الجلسة هى رقم 11 تنفيذًا لتوصيات مؤتمر شرم الشيخ للشباب، إذ ينظم الأزهر الشريف تلك الجلسات فى مختلف المحافظات.
يأتى انعقاد هذا الحوار، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تنفيذا لتوصيات المؤتمر الأول للشباب الذى عُقد بمدينة شرم الشيخ نهاية العام الماضى، بحضور الرئيس السيسى وتحت رعايته، وتأكيدًا لجهود الأزهر الشريف لوضع رؤية وطنية شاملة لترسيخ قيم الولاء والانتماء، وضبط منظومة الأخلاق، وتجديد الخطاب الدعوى فى إطار الحفاظ على الثوابت الدينية والهوية المصرية، ويشمل اللقاء الذى يحضره عدد كبير من شباب محافظة الإسكندرية، حوارا بين الشباب وعلماء الدينين، الإسلامى والمسيحى، وردًّا على تساؤلاتهم فى قضايا الدين والمجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة