رويترز: مستشار الأمن الأمريكى الجديد لديه وجهات نظر مختلفة حول روسيا

الأربعاء، 22 فبراير 2017 11:17 ص
رويترز: مستشار الأمن الأمريكى الجديد لديه وجهات نظر مختلفة حول روسيا ترامب - أرشيفية
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يبد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أى قدر يذكر من الصبر على معارضته فى الرأى لكن من المرجح أن يكون مستشاره الجديد للأمن القومى اللفتنانت جنرال اتش.آر. مكماستر اختبارا لضيق خلقه.

وسينضم مكماستر إلى العاملين فى البيت الأبيض بوجهات نظر خاصة بروسيا ومكافحة الإرهاب وتدعيم الجيش وغيرها من القضايا الأمنية الكبرى تختلف لا عن وجهات نظر الموالين لترامب فحسب بل عن الآراء التى أعرب عنها الرئيس نفسه.

ومكماستر من المفكرين العسكريين الذين كان للخبرة والممارسة العملية والتفكير دور فى تشكيل أفكارهم أكثر مما للمشاعر والانفعالات والسياسة. وربما يجد نفسه فى ساحة سياسية غريبة عليه وربما معادية له مثلما كانت رمال أفغانستان والعراق ومدنهما معادية له.

غير أن مكماستر لن يكون وحيدا فى مهمته. فمن حلفائه البارزين فى الإدارة الأمريكية وزير الدفاع جيم ماتيس والجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة والسناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بالإضافة إلى الكثيرين من رجال الجيش الذين خدموا معه.

أمس الثلاثاء قال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض إن ترامب أبلغ مكماستر أن "لديه الصلاحيات الكاملة فى تكوين فريق الأمن القومى كما يشاء."

إلا أن ترامب سبق أن خطا خطوة غير معتادة بضم ستيف بانون مستشاره للشؤون الاستراتيجية المعروف بأفكاره اليمينية إلى مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض.

وقال أندرو إكزام الضابط السابق بالجيش مسؤول سياسات الشرق الأوسط بوزارة الدفاع وصديق مكماستر منذ أكثر من عشر سنوات "الاحتمال الحقيقى لوجود نقاط اشتعال يكمن فى الناس الذين جلبهم ستيف بانون إلى الإدارة.. من ينظرون للأمور نظرة عقائدية جدا."

وأضاف إكزام أن الزلات التى وقع فيها ترامب فى أيامه الأولى فيما يتعلق بالهجرة وقضايا أخرى "عززت السلطة المتاحة لا لمكماستر وحده بل لوزير الدفاع ماتيس وربما (لوزير الخارجية ريكس) تيلرسون."

وسيكون من أوائل الاختبارات لنفوذ مكماستر مراجعة الإدارة للسياسة الأمريكية فى سوريا والسياسة العامة ضد التشدد الإسلامي. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع يوم الثلاثاء إن نتائج المراجعة تصدر أوائل الأسبوع المقبل.

وفى يونيو حزيران الماضى قال بانون إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يخوضون "حربا وجودية عالمية" على الإسلام.

أما نهج مكماستر فى هزيمة المتشددين من المسلمين السنة فقد كان أكثر دقة إذ اعتمد إلى حد كبير على فصل المتطرفين عن الغالبية العظمى من السكان المحليين.

ففى عام 2005 عندما كان مكماستر ضابطا برتبة كولونيل وقائدا للفوج الثالث المدرع بالجيش الأمريكى قام بإعداد رجاله لاستعادة مدينة تلعفر على الحدود العراقية السورية فجعل بعضهم يرتدى الدشداشة واستعان بأمريكيين من أصول عربية لأداء دور السكان المحليين وعلم رجاله كيفية التفرقة بين البيوت السنية والبيوت الشيعية وذلك من خلال الصور المعلقة على الجدران.

وحذر مكماستر فى مقال نشر فى مجلة ميليتارى ريفيو من أن التركيز على القوة مثلما فعل ترامب فى تهديداته بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية قد تؤتى نتائج عكسية.

وكتب يقول "فى العراق أدى عدم الفهم الكافى للعوامل المحركة للصراع من عشائرية وعرقية ودينية ... إلى تنفيذ عمليات عسكرية (مثل عمليات مداهمة شبكات يشتبه أنها معادية) كان من شأنها أن تسببت فى تفاقم المخاوف أو أساءت لإحساس السكان بالشرف بأشكال دعمت التمرد."

وليس معنى ذلك أن مكماستر يدفعه التفكير للتردد فى استخدام القوة. فقد سقط 21 من رجاله قتلى فى العمليات فى تلعفر وبلغت نسبة الخسائر البشرية فى إحدى الوحدات 40 فى المئة.

  الاختبار الروسى

وسيتمثل الاختبار الثانى لمكماستر فى السياسة الخاصة بروسيا.

على النقيض من سلفه مايكل فلين ومن ترامب نفسه يعتبر مكماستر موسكو خصما لا شريكا محتملا.

ففى مايو الماضى استشهد مكماستر فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعمها للمتمردين فى شرق أوكرانيا باعتبار ذلك دليلا على مسعى أشمل "لهدم النظام الأمنى والاقتصادى والسياسى فى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وبالتأكيد بعد الحرب الباردة وإحلال نظام أكثر تفهما للمصالح الروسية محله."

وثمة مجال ثالث تختلف فيه آراء مكماستر عن الرئيس هو حجم الجيش الأمريكى وشكله.

ويبين موقع الحملة الانتخابية للرئيس ترامب أنه وعد بزيادة أعداد الجنود بعشرات الآلاف وزيادة عدد سفن البحرية إلى 350 سفينة من 282 سفينة وتزويد سلاح الجو بالطائرات التى يحتاجها وعددها 1200 مقاتلة.

أما فى المقال المتعمق الذى نشر عام 2015 فى ميليتارى ريفيو وذيل بحاشية من 39 نقطة وتضمن الاستشهاد بما رواه المؤرخ اليونانى ثوسيديديس عن حرب بيلوبونيز فقد قال مكماستر إن "الوعد بتحقيق النصر السريع من مسافة بعيدة بناء على استطلاع واستخبارات ومعلومات أفضل وقدرات أكبر فى دقة ضرب الأهداف" سفسطة "تربك استهداف مؤسسات العدو بالاستراتيجية."

والسؤال الآن هو ما إذا كان لآراء مكماستر قوة كافية لتغيير مسار السياسة الأمريكية الذى اختطه الرئيس ومساعدوه المقربون.

وقال جون ناجل الضابط المتقاعد بعد أن بلغ رتبة كولونيل فى الجيش وساعد فى إعادة صياغة العقيدة الأمريكية فى مكافحة التمرد فى حربى العراق وأفغانستان "أعتقد أن التحديات الحقيقية التى سيواجهها ليست تحديات الاستراتيجية والمسؤوليات العالمية للقوى العظمى الوحيدة فى العالم.

"فهو يدرك كيفية التعامل معها. التحديات التى سيواجهها أخلاقية فى التعامل مع إدارة لم تكن دائما واضحة فى دعمها للقيم الأمريكية."

وأيا كانت فرص مكماستر فإنه لم يتول هذا المنصب لمجرد أن قائده العام أمره بذلك.

فقد قال ذات مرة "من يتجاهلون التاريخ مكتوب عليهم أن يكرروه. من يتجاهله كتبت عليه المشاهدة."

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة