سعيد الشحات

مصر وكينيا من «ناصر» إلى «السيسى» - 1

الإثنين، 20 فبراير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زيارة الرئيس السيسى إلى كينيا هى تواصل مع تاريخ ناصع لمصر معها، تاريخ يحاول البعض الدهس عليه وعدم التذكير به، وتلك جريمة لا تغتفر فى حق مصر التى تكبر بتأثيرها فى دوائرها الثلاث، العربية والأفريقية والإسلامية.
 
حكايتنا مع كينيا هى واحدة من عشرات الحكايات لمصر فى أفريقيا، التى تأتى فى كتاب «عبدالناصر والثورة الأفريقية» لمحمد فائق الرئيس الحالى للمجلس القومى لحقوق الإنسان، ومسؤول الدائرة الأفريقية فى رئاسة الجمهورية أيام حكم الرئيس جمال عبدالناصر، يذكر «فائق» أن كينيا كانت فى مقدمة الأقطار التى استطاعت ثورة 23 يوليو 1952 أن تتصل بالحركة الوطنية فيها، وتؤيدها وتدعمها وتقيم أوثق الصلات مع زعمائها وعلى رأسهم «جومو كينياتا»، حيث بدأت ثورة «الماوماو» بعد ثلاثة أشهر فقط من قيام ثورة 23 يوليو 1952، وكانت ضد الاستعمار الإنجليزى لكينيا الذى وصل فى توحشه درجة دعوة الحاكم العام الإنجليزى لكينيا «سير شارلوت اليوت» العائلات الإنجليزية الغنية الارستقراطية وأغراهم بالإقامة فى كينيا وتملك أراضيها الخصبة، ثم أصدر أمرا بطرد القبائل الأفريقية من هذه المناطق وأعلن أن كينيا أصبحت بلد الرجل الأبيض.
 
قامت ثورة «الماو ماو» ضد هذا الظلم، واعتقل الاستعمار الإنجليزى قائدها «كيناتا» وتم تقديمه وعشرون آخرين للمحاكمة، وحصل «كيناتا» على حكم بالسجن سبع سنوات، وتبنت مصر قضية الثورة وقامت بحملة إعلامية ودبلوماسية مركزة، وخصصت إذاعة موجهة باللغة السواحلية باسم «صوت أفريقيا» إلى شعب كينيا وشعوب المنطقة الناطقة بهذه اللغة، ويؤكد «فائق» أن هذه الإذاعة بدأت كإذاعة سرية، وكان مقرها فى إحدى الثكنات بمنشية البكرى، وتتبع رئيس الجمهورية مباشرة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الإذاعات الموجهة بالإذاعة المصرية، ولكن تحت إشراف الشؤون الأفريقية برئاسة الجمهورية.
 
يؤكد فائق، أن المخابرات المصرية كانت تحصل على الأخبار عن القمع والتفرقة التى يقوم بها الإنجليز فى كينيا، مما جعل من إذاعة صوت أفريقيا شيئا حيا بالغ التأثير، فهذه الإذاعة كانت هى الأولى باللغة السواحلية تصدر من أفريقيا، وتتبنى قضايا الأفارقة وتتكلم باسمهم وتهاجم الاستعمار والتفرقة العنصرية وتدعو إلى الثورة الشاملة باسم افريقا وشعوبها، واستطاعت هذه الإذاعة أن تقدم العديد من الأناشيد الحماسية باللغة السواحلية، بعد وضعها فى ألحان جيدة يؤديها ويؤلفها بعض الطلبة الكينيين الموجودين فى القاهرة، تم اكتشاف فيهم هذه الموهبة.. وغدا نتابع..






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة