أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

صدق الأكاذيب

الإثنين، 20 فبراير 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمتلئ حياتنا بالأكاذيب، ومع هذا نعيش فى ظلها دون أن يكدر عيشتنا شىء، تنمو الأكاذيب أكذوبة بعد أكذوبة، لا يمتلك أحد دليلا على صحتها، لكنها تنمو، تتفرع، تتكاثر، تصبح حقيقة بفعل التقادم، تصبح هرما عصيا على التجاهل، ٍلا يمتلك أحد دليلا، لكن وجودها يصبح دليل صحتها، تصبح أسطورة لا تفارقنا ظلالها أبدا، وإن كان من غير المستهجن أن نقرأ عن الأساطير فى العصور الغابرة، وقت أن كان التدوين اختراعا والكتابة فعلا من أفعال السحر، فلماذا لا تثير انزعاجنا الآن كل هذه الأكاذيب المنتشر حولنا، ونحن فى عصر القمنة والأرشفة الإلكترونية؟
 
حتى الآن نجد من يقول أو من يصدق أن اللواء الراحل «عمر سليمان» مازال حيا، أو أن الملائكة نزلت فى ميدان رابعة العدوية، أثناء التجمع الإرهابى للإخوان المسلمين، أو أن الملائكة حملت نعش فلان أو زارت قبر علان، وفى كل واقعة يطلق أحد التافهين تفسيرا خياليا، فيصبح هذا التفسير هو الأكثر انتشارا، بل والأدهى الأكثر مصداقية، أمامنا عشرات الروايات المنطقية، الرسمية منها والتحليلة، لكننا نجنح نحو التفسيرات الخيالية، نغرق فى ذهنية المؤامرة، نبحث عن أرقام سرية لفتح خزانة، أو تعويذة سرية لفتح باب ما، برغم أن المفتاح أمامنا ولا يحتاج منا سوى أن نمسك به وندربه دورة واحدة.
 
مع ذهنية كهذه، لا تقوم دولة ولا تنهض بلد ذهنية تؤمن بالخرافة، وتجعل منها دينا جديدا يدين به الجميع، ولا بد إذا ما كانت مصر تفكر فعلا فى أن تغير من أوضاعها البائسة، فعليها أن تحارب ذهنية الخرافة الكامنة فى العقول والقلوب، فالحرب على الخرافة بالنسبة لى أهم من الحرب على الإرهاب، لأن الإرهاب لا يجد له مكانا فى قلب مؤمن بالعلم والمعرفة والبصيرة، وتجفيف منابع الخرافة أهم بكثير من تجفيف منابع سيد قطب وحسن البنا وعمر عبدالرحمن، لأن الخرافة هى الركيزة الأساسية التى يعتمد هؤلاء عليها فى إكساب أنفسهم هالة قدسية تجذب إليهم الأتباع، والخرافة هى الأساس الذى يعتمد عليه كل مغرض فى تطويع البسطاء، وفى الحقيقة فإنى أرى أن أهم الكوارث التى تسبب فيها التيار الدينى هو أنه عبث فى عقول المتعلمين ووضعهم فى حالة غريبة من الفصام، فترى طبيبا أو مهندسا أو مدرسا فى الجامعة يباشر القوانين العلمية ويدرسها، وبرغم هذا يؤمن تمام الإيمان بالخرافات ويصدق الأكاذيب، ولهذا يجب على مصر أن تتبى مشروعا قوميا لمحاربة الخرافة، وتنقية العقول المصرية بالمعرفة الشاملة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

حول مقال الاستاذ وائل. السمري. الكاتب في اليوم السابع الغراء

دائماً. ترتبط. الإشاعات. بالأكاذيب. وتمهد. لها. الطريق. ولا. تستغن. الأكذوبة لكي. تنتشر بين. البسطاء. ومااكثرهم في. بلادنا. .. والإشاعات. تمس. في. المقام. الاول المشاهير. وقد يكون الدافع. من. ورائها هو الغيرة. او. محاولة المساس. بشخص. من. تعرض. للاكذوبة. . وتحت. كل الظروف. فانا. شخصيا. لي. خطة. عبارة. عن. انني. استقبل. الأكذوبة بان أصدقها ولا. أصدقها. في. نفس. الوقت. واترك. للأيام. فرصة. لتبيان. صدق ما. تطرق. الي. مسامعي واعتقد. ان. هذا. الفعل. من. جانبي. هو الحل. الأمثل. عند. سماع. الأكذوبة. التي. ترتدي. ثياب الحملان وهي. اشاعة. مغرضة. تنتشر. بسرعة. البرق. في الأوساط. والنفوس. المريضة . .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة