•• أستاذ مخ وأعصاب: القومى للجهاز العصبى مختص بحالته
أسرة بسيطة عائلها "بائع متجول"، حلمت بمستقبل أفضل لأبنائها إلا أن حادث سير أودى بمستقبل أصغر الأشقاء "هارون محمد" عندما كان فى السابعة من عمره، لتتحول الأحلام لكابوس استمر بتفاصيله الكثيرة 7 سنوات أخرى لدرجة أصابت الأب والأم بأمراض مزمنة.
حاليًا يبلغ هارون من العمر "14 عامًا"، وحالته وفقًا لذويه أنه ينمو كأن نصفه الأيمن عمره 14 عامًا والأيسر 7 سنوات، مما يجعله غير قادر على الحركة تمامًا حتى أنه لا يُمكنه الجلوس على كرسى متحرك، ويعيش على شرب العصير لوجود مشكلة فى فكه وبسببه يسيل لعابه دائمًا، وأيضًا لا يستطيع دخول دورة المياه لذا يشترون له حفاضات يصل سعر العبوة منها لـ 120 جنيهًا، ويحلمون بعرض حالته على طبيب كبير، وإجراء أى جراحة له حتى يستطيع دخول الحمام، والأكل بمفرده.
وحول أسباب وصول حالة هارون إلى هذه الحالة تكشف شقيقته: "كان طفل سليم لكن صدمته سيارة فى صغره مما أسفر عن دخوله فى غيبوبة لمدة سبعة أشهر وقتها أخبرنا الأطباء فى مستشفى قصر العينى أنه مات إكلينيكيا، لكنه فجأة حرك عينيه مما دفعهم لإبقائه على الأجهزة لفترة أخرى بعدها قرروا إخراجه من العناية، وقالوا لنا تأثيرات الحادث ستؤدى لعدم القدرة على الرؤية أو الكلام أو السمع مجددًا لكن ما حدث خالف توقعاتهم".
وأضافت: "فوجئنا بعد خروجه من المستشفى بتحسن حالته تدريجيًا، وأنه بدأ يسمع بشكل طبيعى ويرى ورغم أن عمره 14 عامًا لكنه يتكلم مثل الأطفال الصغار، وهو ما دفعنا للذهاب إلى أطباء مخ وأعصاب حتى أنفقنا ما لدينا وتلقينا المساعدات من الأقارب وفاعلى الخير، خاصة أن والدى رجل على باب الله، يمتلك "عربة كارو" يبيع عليها خضروات".
واستكملت حديثها: "سيرنا فى طريق العلاج الطبيعى لمدة خمس سنوات لكن توقفنا منذ سنتين لعدة أسباب أولها الطبيب كان مستاء من هارون الذى يعبث بالأجهزة غالية الثمن لذا أخبرنا بأنه لن يتحسن مرة أخرى!، ثانيها يتمثل فى ضعف القدرة المالية للآسرة أما ثالثها فيكمن فى ثقل وزن شقيقى وعدم القدرة على حمله والتنقل به بين الأطباء فى ظل سكن الأسرة بالدور السابع وهذه مشكلة آخرى تضاعف من الآم والدى مريض فيروس C".
أمّا عن الوضع العام للأسرة تقول الأم: "أعجز عن توفير العلاج لىّ ولزوجى فالمستشفيات الحكومية الكل يعرف حالها، والأسعار فى الصيدليات مرتفعة ولا نستطيع شرائه نظرًا لأننا مصابين بأمراض مزمنة، كما أن أسرتنا ليس لها دخل ثابت، ورغم هذه الظروف أحلم بأى علاج لحالة ابنى وليس مهمًا علاجى أنا أو والده لقد بعنا كل شيء من أجله وتلقينا المساعدات من الأقارب على أمل فعل أى شيء لكن قلة الحيلة صعبة".
بالنسبة للشق الطبى توضح الدكتور ناجية فهمى، أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب عين شمس، أن ضمور خلايا المخ عند الطفل هارون بعد الحادث أمر طبيعى لاسيما أنها وقعت فى سن صغيرة، مضيفة: "بمعنى أبسط هناك جزء يتغذى، والآخر لا يتمكن بسبب ضمور الخلايا فيها لذا ينمو الجانب الأيمن والأيسر متوقف".
وتضيف أستاذ المخ والأعصاب: "علاج ضمور خلايا المخ صعب لكن يمكن علاج أثارها مثل إعطاء جلسات علاج طبيعى أو علاج حالات الصرع إن وجدت"، وتتابع: "الحالة السابق الإشارة إليها يمكن علاجها فى المعهد القومى للجهاز العصبى والحركى (شلل الأطفال سابقُا) فهو المسئول عن تلك الحالات، وذلك وفقًا لحوارات الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة معنا كأطباء متخصصين فى هذا المجال".
وأشارت فهمى إلى أنه علاج هذا الطفل على نفقة الدولة حق له عبر تقديم طلب إلى المجالس الطبية المتخصصة، مؤكدًا أنه يجب على وزارة التضامن الاجتماعى توفير كرسى متحرك له أو "كرسى حمام" يساعده على قضاء حاجته، وصرف معاش إعاقته لأن مثل هذه الحالات تستحق الرعاية من الدولة".

الشهادة الطبية للطفل هارون محمد