بالصور والفيديو.. سيدات ورجال قهروا "فيروس سى".. حكاية الآلام والآمال والمعاناة النفسية خلال رحلة العلاج.. الناجون من المرض يروون تفاصيل علاجهم منذ اكتشافه حتى الشفاء.. وقصة حالة تعافت بعد 3 جرعات فقط

السبت، 18 فبراير 2017 11:00 ص
بالصور والفيديو.. سيدات ورجال قهروا "فيروس سى".. حكاية الآلام والآمال والمعاناة النفسية خلال رحلة العلاج.. الناجون من المرض يروون تفاصيل علاجهم منذ اكتشافه حتى الشفاء.. وقصة حالة تعافت بعد 3 جرعات فقط حلاوة احمد بعد الشفاء
المحافظات - ضحا صالح – رباب الجالى تصوير - أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قد تتخيل للوهلة الأولى أن مرض فيروس سى مثله كمثل أى مرض آخر أو أنه على الأرجح أقل خطورة من مرض السرطان القاتل، والمسمى بمرض العصر. ولكن مرضى هذا الفيروس يعيشون حياة قاسية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، آملين أن تنتهى رحلة علاجهم بالشفاء، فالخوف من شبح المرض نفسه والقلق من عدم سيطرتهم على مكافحة العدوى باعتبار أنه مرض معدى وخشيتهم من عدوى أقرب الناس إليهم وخوفهم من انتكاسة المرض وتطوره إلى أمراض أخرى لا يمكن الشفاء منها كتليف الكبد، والسرطان، فضلا عن تعثر حصولهم على العلاج، كلها كوابيس يعيشها هؤلاء وتسيطر على أدق تفاصيل حياتهم اليومية، كل ذلك بالإضافة إلى تعثر أحلامهم وتعطل مشاريعهم.

ملكة-محمود-عبد-الرسول-احدى-سيدات-قاهرة-مرض-فيروس-سى

وكان هناك من تحدوا المرض وتصدوا له وقرروا المواجهة، واستكمال رحلة العلاج التى بدأت بالمرض وانتهت بالشفاء منه لكى تكون بداية حياة جديدة لهم ولذويهم. أم محمود تعافت من المرض تماما بعد تناول 3 جرعات..وتؤكد: "محدش يخاف من المرض والمهم تعالجوه بسرعة".

فاطمة-احمد_1

والتقى "اليوم السابع" عددا من السيدات والرجال الذين تحدوا وقهروا المرض حتى الشفاء، ومنهم من تجدها تقف بقوة وصلابة رغم كبر سنها ومرورها بتجربة مرضية تقدم النصائح للسيدات المصابات بفيروس سى أمام وحدة الفيروسات الكبدية بمستشفى الفيوم العام، وتروى لهم قصتها حول المرض وكيف تعافت منه وتغلبت عليه وتهدأ من روعهم وتطمئنهم بأنه مثل مرض الأنفلونزا العادية ولا يوجد منه أى مخاطر. إنها ملكة محمود عبد الرسول أو كما يلقبها العاملون بمستشفى الفيوم العام وجيرانها "أم محمود" واللقب المضاف لها "اللى خفت من الفيروس".

 

وتقول "أم محمود" لـ"اليوم السابع" إنها منذ عامين لاحظ عليها زملاؤها من العاملات بمستشفى الفيوم العام الإعياء ونصحوها بالكشف ومعرفة اذا كانت تعانى من أى مرض، فأخبرها الطبيب بإصابتها بفيروس سى، وقام أقاربها بتسجيل بياناتها على شبكة الإنترنت للحصول على العلاج اللازم إلا أنها لم تحصل عليه، وفى اليوم التالى قامت بتقديم أوراقها بوحدة الفيروسات الكبدية بمستشفى الفيوم العام وتم تحويلها إلى مستشفى التأمين الصحى وقامت بعمل التحاليل اللازمة، واتضح أنها بالفعل مصابة بفيروس سى وتم تسليم أوراقها اللازمة لصرف جرعات العلاج.

 

وأشارت "أم محمود" إلى أنها بعد 6 شهور من تقديم أوراقها اتصلوا بها وأخبروها بالحضور لاستلام العلاج وحصلت على 3 جرعات وبعد انتهاء الجرعات المقررة لحالتها وفقا لنسبة إصابتها بالمرض قامت بعمل التحاليل وتبين شفاؤها من المرض. وتؤكد "أم محمود": لم أصدق نفسى كنت أتخيل أنه مرض لا شفاء منه وكنت أشعر بحالة من اليأس والإحباط، وعندما أخبرونى أننى شفيت سجدت شكرا لله وانتظرت 6 أشهر أخرى وقمت بعمل التحاليل مرة ثانية واتضح شفائى التام من المرض.

 

ووجهت أم محمود رسالة لجميع المصابين بفيروس سى من السيدات والرجال والشباب أنهم لا يقلقون من المرض وأنه أصبح مثل الأنفلونزا العادية ويتم التعافى منه خاصة بعدما وفرت الدولة العلاج اللازم. 

على-المصيلحى-وزير-التموين-(2)

 

أما عبد الكريم مسعود ٣٢ سنة أحد أهالى محافظة أسيوط كانت بداية صدمته بمفاجأة المرض حينما كان يستكمل أوراقه للعمل بالخارج، كبداية لتحقيق أحلام جديدة فى العمل والحياة الأسرية. ويروى عبد الكريم قصته قائلا: "لم أجد أمامى إلا فرصة العمل بالخارج وبدأت فى تجهيز أوراقى للسفر بعد فترة من البحث عن العمل، وأثناء إجرائى للتحاليل المطلوبة للسفر فوجئت بأنى أعانى من فيروس سى، وهو ما كان حائلا أمام إنهاء أوراق السفر فقمت بتقديم طلب على الإنترنت وبدأت فى تلقى العلاج فى مركز الفيروسات الكبدية بالوليدية بأسيوط، وبعد مرور عدة اشهر قمت بإجراء تحليل الـ pcr وكانت النتيجة أنه سلبى، وهذا يعد بالنسبة لى إعجاز ولله الحمد أن رحلة العلاج انتهت بالشفاء، والآن بدأت فى تقديم أوراقى للسفر مرة ثانية، بعد عدة أشهر من المتابعة بعد الشفاء والتأكد من أنه لا وجود للفيروس نهائيا. وعن تلقى العلاج، قال عبد الكريم إن المركز كان مهيأ بشكل جيد لاستقبال المرضى ولم تتأخر جرعات العلاج وهو ما ساعد فى شفاؤه بشكل سريع.

حلاوة-احمد

أما السيدة الأخرى فهى "حلاوة أحمد" إحدى سيدات محافظة أسيوط التى تحدت المرض وقهرته، قالت إنها كانت تعانى من أعراض تعب شديد وبعد اجراء تحاليل وفحوصات علمت بإصابتها بفيروس سى، وقالت حلاوة لم أكن أعلم وقتها أى شىء عن ذلك المرض فقام أولادى بإصطحابى إلى مركز الفيروسات الكبدية، وقمت بعمل اشاعات وتحليل للتأكد من المرض وبعدها بدأت رحلة العلاج بتلقى جرعات السوفالدى المحددة، وكنت اتردد على المركز بشكل دورى لتلقى جرعة العلاج المحددة حتى انهيت الجرعة تماما وبعدها قمت بإجراء تحليل وكانت النتيجة الحمد لله سلبية، وبعدها بدأت فى عمل المتابعة الوقائية، ولم تحدث أى انتكاسات كما أن تلقى الجرعات فى الميعاد كان وتوفيره كان السبب فى نجاتى من هذا المرض.

 

ومن جانب آخر تروى "منى على" إحدى سيدات محافظة أسيوط كيف تم شفاؤها من الفيروس بعد معاناة ١٠ سنوات مع المرض، قائلة: "اكتشفت الفيروس منذ ١٠ سنوات وبعدها توجهت إلى عدد من الأطباء فى أسيوط والقاهرة، ولكن كانت المفاجأة أن الفيروس انتقل لى من زوجى لأنه كان يعالج منه منذ ١٥ سنة وأخفيت حقيقة إصابتى عن أقرب الناس لى خوفا من اللوم على زوجى وخوفا من نظرة المجتمع لى باعتبار أنه مرض معدى وبعد مرور عدة سنوات بين صرف العلاج وبين حقن الإنترفيرون، وعانيت كثيرا بسبب مشكلات الحقن والآثار الجانبية وبدأت بعد ذلك فى تلقى العلاج بالأقراص بعد إلغاء حقن الإنترفيرون، وكانت جرعة أسبوعية ولكن لم حصل معها على أى نتيجة للشفاء، وبعد ذلك بدأت العلاج بجرعة السوفالدى واستمررت فى تلقى العلاج لمدة ٦ شهور بعقار السوفالدى نظرا لتأخر الحالة وكانت المفاجأة ليست فى شفائى فقط بل فى شفائنا أنا وزوجى من الفيروس الذى كاد أن يدمر حياتنا، والآن نتابع بشكل منتظم كإجراء وقائى خاصة أن العلاج كان على نفقة الدولة.

المحررة-مع-المريضة-ام-محمود-قاهرة-مرض-فيروس-سى

فيما تكمل "فاطمة أحمد" إحدى سيدات محافظة أسيوط قصة علاجها من فيروس سى والتى أرجعت السبب فى إصابتها بالفيروس إلى الولادة القيصرية، حيث قالت إنها قبل ولادتها القيصرية لم تكن تعانى من أى أعراض للمرض، ولم تظهر التحاليل التى أجريت قبل الولادة أية إصابة.

 

وقالت فاطمة: "بعد ولادتى ولادة قيصرية بعدة أشهر بدأت اشعر بعدة أعراض مختلفة، فقمت بإجراء تحاليل وفحوصات، وأثبتت التحاليل إصابتى بالفيروس منذ عدة أشهر، وبعدها بدأت فى تلقى جرعة السوفالدى على ٣ شهور وأنهيتها بالشفاء التام من الفيروس، وبعدها طلب المركز منى المتابعة بعد مرور ٣ أشهر أخرى، وكانت النتيجة بعد التحاليل سلبية أيضا ومن وقت الشفاء انتهت المعاناة مع أعراض المرض والحمد لله على نعمة الشفاء التى أتمها الله على".

 

ومن السيدات اللاتى قهرن المرض "شيماء طاهر" إحدى سيدات محافظة أسيوط، بدأت حديثها عن رحلة العلاج بعدة نصائح وجهتها خاصة للفتيات والسيدات والإناث، حيث قالت شيماء إن إصابتها بالفيروس جاءت نتيجة دق وشم فى أحد المدن الساحلية، وأنها لم تكن تعانى من أى أعراض للمرض أو أى مرض آخر قبل ذلك وبعد سفرها فى إجازة لإحدى القرى السياحية.

 

وأكملت شيماء قصتها: "قامت إحدى الفتيات بإغرائى بدق الوشم على جسدى وبالفعل وافقت"، وبعد عودتى بشهور قليلة بدأت تظهر عليها أعراض المرض والتى تمثلت فى هرش وحكة بالجلد، واصفرار شديد بالعين، وقمت عقب ذلك بإجراء عدد من الفحوصات والتحاليل انتهت بتأكيد إصابتى بفيروس سى وبالرجوع إلى تاريخ المرض تيقنت أن الإبر المستخدمة فى الوشم تستخدم للجميع بدون تعقيم أو إشراف.

 

وأضافت شيماء أنها تلقت جرعات السوفالدى على ٦ شهور نظرا لتأخر حالتها وإصابتها الشديدة، ذاقت خلالهما الأمرين إلى أن نجح السوفالدى فى إنهاء معاناتها وشفائها، وأتمت العلاج حتى الشفاء على الرغم من أنها أخفت حقيقة إصابتها نظرا لأنها لازالت آنسة وتخشى أن يتسبب ذلك فى حدوث مشكلات اجتماعية لها، والآن بعد أن أتمت رحلة العلاج تنصح المقربات منها بالبعد عن ما يسمى بالوشم، والذهاب إلى صالونات التجميل واستخدام أدوات التجميل أكثر من مرة لأكثر من شخص.

على-المصيلحى-وزير-التموين-(5)

ومن جهته قال الدكتور محمود هريدى مدير العيادات بمركز علاج الفيروسات الكبدية بأسيوط، إن المركز بدأ نشاطه من ٢٠٠٧، مضيفا أن الأنشطة العلاجية على مدى الـ ١٠ سنوات الماضية تغيرت، فكان العلاج فى البداية بالإنترفيرون الممتد المفعول، واستمر العلاج بهذا النوع حتى أكتوبر ٢٠١٤، ثم بدأنا بالعمل فى العقاقير التى تؤخذ عن طريق الفم وبدأ استخدامه منذ أكتوبر ٢٠١٤ وحتى الآن، مشيرا إلى أن اللجنة القومية للفيروسات بذلت مجهودا ضخما فى علاج المرضى على مستوى الجمهورية، فالمريض حاليا يتقدم من خلال الإنترنت للحصول على العلاج، وينهى أوراقه وتحاليله، ويتم توفير العلاج فى حد أدنى ١٠ أيام وحد أقصى ١٥ يوما، والعلاج فى الوقت الحالى متوفر، ففى ٢٠١٤ كنا نستخدم السوفالدى المستورد، وكان هذا يحدث العديد من المشكلات خاصة بالنسبة لتكلفته، ولكن منذ أواخر ٢٠١٥، بدأ المنتج المصرى يتوفر بالسوق، بكفاءة عالية جدا، لأن العلاج مؤثر وقوى فنسب العلاج فيه تتعدى الـ ٩٠ ٪‏ والآثار الجانبية له قليله جدا وغير خطيرة، والمركز بأسيوط يعالج فيروس سى وفيروس بى، ففى عام ٢٠١٦ تم علاج أكثر من ١٠٠٠٠ مريض، بنسبة شفاء ٩٠٪‏.

 

وكشف الدكتور مصطفى حمدى بكر مدير وحدة الفيروسات الكبدية بمستشفى الفيوم العام فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه تم علاج 14 ألف مريض بالوحدة خلال عام 2016، مؤكدا استمرار نفس المعدل لعدد الحالات خلال العام الحالى.

 

وأشار بكر أن فيروس "سي" نسبته عالية فى محافظة الفيوم مقارنة بالمحافظات الأخرى وهو ما يجعل الوحدة تتعامل مع عدد كبير جدا من المرضى وتم افتتاح الوحدة فى عام 2013، وهى وفرت مشقة كبيرة كان يتكبدها مرضى الفيروس الكبدى بالفيوم الذين كانوا مقسمين بين محافظة بنى سويف والقاهرة وكانوا يسافرون أسبوعيا أو شهريا لتلقى العلاج.

وقال بكر أن العلاج الآن اصبح يتم بخطوات ميسرة جدا حيث يتقدم المريض للعيادة التحضيرية بوحدة الفيروسات ويتم عمل اجراءات العلاج ويتم عمل التحليلات للمرضى الغير القادرين ويتم فتح ملف للمريض ويراجع من قبل لجنة من أخصائى واستشارى الكبد بوحدة العلاج ويتم التصديق عليها من مشرف الوحدة وتسجل البيانات اليكترونيا بالوحدة المركزية بالقاهرة وبعدها يصرف المريض علاجه فى فترة زمنية تتراوح بين 15 يوما إلى شهر ولم يعد هناك قائمة انتظار كما كان سابقا.

 

ولفت مدير وحدة الفيروسات بمستشفى الفيوم العام إلى أنه يتم عمل مسح طبى شامل للاكتشاف المبكر للمرض، وذلك من خلال خطة أطلقتها وزارة الصحة ومن يكتشف أن لديه المريض يتم تقديم ملفه الطبى للوحدة وصرف العلاج له؛ وقال بكر إن الهدف هو انتهاء المرض وإعلان محافظة الفيوم خالية من فيروس سى خلال السنوات القليلة القادة.

 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة