دخلن تجربة مليئة بالخطورة وهن فى غاية السعادة معتقدات أن الزواج السرى بعيدا عن النور ومباركة الأهل هو الحل الوحيد والأمثل لحالتهن، وعشن فترات تراوحت بين الـ6 شهور كحد أدنى والـ3 سنوات كحد أقصى ليخرجن من تلك السعادة الواهية وهن متهمات بسوء الخلق ولا يستحققن حمل أسماء أزواجهن ممن بعن لهم أجسادهن بعقود عرفية لتضيع حقوقهن وحياتهن وتسلط عليهن ألسنة معارفهن وأقاربهن، ويتعرضن لأقصى أنواع العنف الجسدى والنفسى ويصبح جسدهن مباحا للاستغلال الجنسى مقابل منحهن حياة آدمية، وهذا ما سطرته دفاتر محكمتى أسرة زنانيرى وإمبابة فى بداية 2017 بعد أن سجلت المحكمتين 1050 حالة لقاصرات وجامعيات ومطلقات لجأن للزواج السرى بعقود عرفية.
وفى السطور القادمة يرصد "اليوم السابع" الوضع الإنسانى السيئ لـ4 سيدات من ضحايا الزواج العرفى والظروف التى دفعتهن لخوض هذه التجربة الأليمة.
نبدأ بالزوجة "شادية عبدالله"، صاحبة الـ19 عاما، والتى تزوجت منذ ما يقارب العامين بعقد عرفى وهى فى المرحلة الثانوية بعد أن هربت من عنف أبيها لحضن مدرسها بالدرس الخصوصى، وارتكبت معه العلاقة غير الشرعية، ولم تجد حلا غير الزواج منه عرفيا حتى لا تتعرض للقتل من أسرتها إذا علموا، وبعد 3 شهور عندما ظهرت معالم الحمل على جسدها هرب الشاب ومزق عقد الزواج وتركها تقاسى ويلات عنف أهلها ضدها، بعد أن فضحتهم ودمرت سمعتها على حد أقوالها أمام محكمة الأسرة بزنانيرى فى دعوى إثبات زواج ونسب لطفلتها حملت رقم 156 لسنة 2017.
وقصت شادية حكايتها مع مدرسها "إ.ن": "أهلى بسبب مستوى تحصيلى الدراسى السيئ نصحونى بالذهاب لمجموعة تقوية يعطيها الشاب الجامعى فى المرحلة النهائية من كلية التربية والذى يتخذ من وظيفة التدريس مهنة له حتى يتخرج ويجد وظيفة، وتعرضت خلال قضائى الحصص برفقته للتحرش كثيرا والنظرات الخادشة والحديث هاتفيا معه لساعات دون علم أهلى، وأصبح أقرب لى من والداى ووالدتى المنفصلين منذ سنوات، ومع الوقت وقعت معه فى العلاقة غير الشرعية ولم أجد حلا لموقفى غير الزواج بورقة غير مسجلة حتى تجعلنى أطمئن وأنا أقضى معه وقتى".
واستطردت شادية: "بعد 3 شهور أصبحت حاملا وعندها استيقظت على خبر هروب زوجى وأصبحت أحاول أن أخفى معالم الحمل وأنا أبحث عنه ولكن أهلى سابقونى واكتشفوا مصيبتى، وكدت أن أتعرض للقتل ومن وقتها منذ عامين حتى الآن وأنا أبحث عن وضع شرعى وقانونى لحالتى وابنتى التى شاء القدر أن تأتى إلى الحياة ولا تموت رغم محاولات أهلى لإجهاضى.
أما "إيمان حسن" لم تكن أحسن حالا، فهى تعرضت للاغتصاب وهتك العرض وهى تحاول أن تجد العقد العرفى الذى يثبت حقها وابنها "على"، وهذا ما أقرته بدعوى إثبات النسب والزواج التى حملت رقم 246 لسنة 2017 أمام محكمة أسرة الجيزة.
وقالت الزوجة إيمان وهى تطلب القصاص وتمكينها من حقها: "أنا سيدة لا حول لى ولا قوة تعرض للعنف من زوجى الأول الذى تزوجته وأنا بعمر الـ18 عاما عندما طلقنى وألقانى فى الشارع بسبب تأخير إنجابى، وسلبنى كل حقوقى، ومن ساعتها وأنا أصبحت بلاء على أسرتى ينتظروا الفرصة المناسبة للتخلص منى ولكن دون جدوى فالمطلقة لا أحد ينظر إليها إلا لغرض فى نفسه وجسدها يصبح متاحا للطمع فيه".
وتابعت إيمان: "مللت من تحكمات زوجات إخوانى الذكور واتخاذى خادمة لهم وقررت الهرب والزواج عرفيا من زوج صديقتى فهو أحسن فرصة بالنسبة لمطلقة مثلى، وليتنى ما فعلت فبعد أن انتهك ونهش جسدى لشهور تركنى عندما علم بحملى وألقانى فى الشارع.. ولجأت لأخيه ينقذنى من الموقف الذى أصبحت به فحدد مكانا فى شقته وأوهمنى بلقاء زوجى وحل المشكلة، وهناك هتك عرضى واغتصبنى وخرجت من شقته وأنا أحمل العار، وهرعت لزوجى فضربنى ولم يصدق كلامى وأصبحت لا أجد من يفتح لى ذراعه حتى أهلى تخلوا عنى".
وخرجت "نورا حسام" من تجربة زواج "الضلمة" بحسب وصفها له بعاهة مستديمة بعد أن بتر لها زوجها "ط.د" أصابعها حتى لا تفكر فى التصريح بزواجها منه وتدمر حياته الأسرية، وهذا ما تم إثباته فى دعوى إثبات زواج حملت رقم 211 لسنة 2017 أمان محكمة الأسرة بروض الفرج.
وقالت نورا: "أنا ابنة مدللة لأسرة غنية لا يتحدثوا معى عن الصحيح أو الخطأ مما دفعنى للدخول فى علاقات كثيرة مع أصدقائى بالجامعة والنادى، وأصبحت معروفة لدى الجميع بـ"البنت السهلة" وهو ما دفع صلاح زوجى بمعاملتى بنفس الطريقة والتخلى عنى عندما طالبته بإعلان زواجى منه بسبب إجبارى من أهلى على الزواج بآخر".
وأكملت الزوجة البالغة من العمر25 عاما: "نصحنى زوجى المحترم بالزواج من العريس الجاهز وقضاء وقت ممتع معه بنفس الوقت وهذا ما دفعنى بتهديده بإخبار أهله وزوجته، وعندها قام بالتعدى على وضربى وقطع لى أصابع يدى اليمنى، ليعاقبنى حتى لا أتجرأ على إخبار أحد بزواجى منه ودخلت المستشفى وخرجت منها بعاهة وأنا لا أدرى ما سأقوله لأهلى".
أما عن "سهيلة عز" فهى فتاة تأخر سن زواجها وأصبح كل من يأتى لها بعمر الـ60 عاما فقررت القضاء على حياة شقيقتها والتفريق بينها وزوجها وخطفه لنفسها، وهذا ما رصدته أبشع دعوى فى العام الحالى لإثبات نسب طفلتها "منة الله" لطليق شقيقتها.
وقصت "سهيلة" الكارثة الأخلاقية التى ارتكبتها فى حق شقيقتها قائلة: فرقت بين شقيقتى "مها" وزوجها بعد أن بلغت الـ39 عاما ولم يأت أحد للزواج منى، وطلقتها منه بعد أن أوهمتها بخيانته لها وحرمت طفليها من حضن أبيهما وتزوجته بعيدا عن أعين الجميع.
وأكملت فى دعوى إثبات النسب 335 لسنة 2017: "عشت معه شهور بشكل سرى بعد أن سيطرت عليه وتزوجته عرفيا وعندما علم أهلى طردونى وقاطعونى ولعننى الجميع وأصبحت منبوذة وأحمل طفلة يكرها أبيها نفسه ويتبرأ منها". وقالت: "طالبته بالاعتراف بى وحماية ابنته من الاتهام بأنها ابنة زنا محارم والتصريح بزواجى منه بعد طلاقه من أختى وصحة موقفنا بشكل شرعى وقانونى وإظهار وثيقة الزواج فرفض وتعدى على وكاد يقتل ابنته فأقمت الدعوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة