قطاع الطرق يسلبون مصدر رزق الغلابة تحت شعار "الاستسلام أو الذبح".. "اليوم السابع" يرصد 5 حكايات لسائقى توك توك قتلى وناجين دفعوا حياتهم ثمنا لأكل العيش.. وخبراء أمن: 80% من سائقيه أطفال ويجب تقنين أوضاعه

الجمعة، 17 فبراير 2017 04:29 ص
قطاع الطرق يسلبون مصدر رزق الغلابة تحت شعار "الاستسلام أو الذبح".. "اليوم السابع" يرصد 5 حكايات لسائقى توك توك قتلى وناجين دفعوا حياتهم ثمنا لأكل العيش.. وخبراء أمن: 80% من سائقيه أطفال ويجب تقنين أوضاعه الضحية محمد كرم
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتشرت فى الآونة الأخيرة جرائم قتل سائقى التوك توك، خاصة من الأطفال لسرقتهم، وهو ما يمثل ظاهرة خطيرة يجب التصدى لها خاصة فى المناطق العشوائية، وأرجع خبراء انتشار تلك الجرائم لعدة أسباب، منها سهولة بيع التوك توك المسروق لكونه غير مرخص، إضافة إلى استغلال كون قائديها من صغار السن.

 

"اليوم السابع" يرصد 5 حكايات لسائقى التوك توك راحوا ضحية قطاع الطرق وعصابات السرقة بالإكراه، أولها شهدتها منطقة البدرشين بالجيزة لشاب يدعى "محمد كرم" انتهى من دراسته بمعهد نظم ومعلومات حاسب الى، وأتم نصف دينه بالزواج، لم يجلس على مقهى منتظرا فرصة عمل مناسبة لمؤهله الدراسى، بل سعى للحصول على لقمة عيشه بالعمل على توك توك، إلا أن قدره أوقعه فى حظ عصابة استدرجوه لتوصيلهم ثم شرعوا فى ذبحه بإصابته برقبته وتسديد عدة طعنات له، واستولوا على التوك توك وفروا هاربين، ليعثر عليه الأهالى فى حالة حرجة وينقلوه إلى المستشفى، ليتدخل القدر مرة أخرى ويكتب له عمرا جديدا بعد إجراء عملية جراحية تتسبب فى إنقاذ حياته.

 

محمد فتحى ابن عم المجنى عليه روى لـ"اليوم السابع" تفاصيل الجريمة، فقال "محمد حصل على معهد نظم ومعلومات من سنة واحدة، ولسة عريس جديد، مفتش على جوازه غير 7 شهور، وكان يستعد لتحضير الأوراق الخاصة بالتقديم للجيش، وفى الفترة دى كان بيشتغل على توك توك عشان يصرف على نفسه وزوجته".

 

وأضاف ابن عم المجنى عليه، "يوم الحادثة خرج الساعة 6 صباحًا بالتوك توك، قابله 2 فى الحوامدية وطلبوا منه توصيلهما للبدرشين، وبالقرب من مستشفى البدرشين هدوه بالمطاوى، وحطوها على رقبته، وطلبا منه ينزل ويسيب التوك توك، لكن "محمد" حاول مقاومتهما فذبحاه برقبته وسددا له أكثر من طعنة بجسمه ورماه على الطريق واستولا على التوك توك وهربا".

 

وتابع ابن عم الضحية حديثه قائلاً "فى الوقت ده بعد هروب المتهمين، تصادف مرور بعض الأهالى، نقلوا "محمد" لمستشفى البدرشين، واتصلوا بوالده، والمستشفى حولته لمستشفى قصر العينى بسبب سوء حالته الصحية، وأجرى الأطباء عملية جراحية أنقذته من الموت، وحرر والده محضرًا بقسم شرطة البدرشين".

 

الحكاية الثانية لــ"محمد عمر" شاب عشرينى خرج للعمل بالتوك توك الخاص به بحثًا عن لقمة عيشه، إلا أنه وقع فى طريق اثنين من لصوص الأرواح والتوك توك، قررا اختياره كفريسة سهلة لهما، واستوقفاه بحجة توصيلهما، ثم هدداه بالأسلحة البيضاء".

 

حاول "محمد" الدفاع عن نفسه، وعن مصدر رزقه، قاومهما وحاول الاستغاثة لعل أحد يسمعه وينجح فى إنقاذه، وجد قاطعى الطريق نفسهما فى وضع غير مألوف لهما، حيث أنهما اعتادا تنفيذ السرقة بسهولة والهرب دون ملاحقة، قررا إنهاء الاشتباك فسددا لفريستهما عدة طعنات بجسده، إلا أن سوء حظهما أدى إلى مرور أحد الأهالى فى تلك اللحظات، شاهدهما يحاولان قتل الضحية، فطاردهما واستعان بعدد آخر من الأهالى وتمكنوا من ضبطهما ولقنوهما علقة ساخنة وتحفظا عليهما لحين تسليمهما لرجال الشرطة، فى حين تم نقل سائق التوك توك المصاب إلى المستشفى لإسعافه وتلقى العلاج.

 

الحكاية الثالثة لــ"عبدالله"، صاحب الــ19 عامًا، قرر الاعتماد على نفسه منذ صغره، عمل بجانب دراسته كسائق توك توك لعدة سنوات، حتى اشترى له والده "توك توك" خاصًا به، إلا أن عصابات سرقة التوك توك قرروا سلب حياته، استدرجه عاطلان بحجة توصيلهما لمنطقة "العجزية" بالبدرشين، ثم سددوا له عدة طعنات حتى فارق الحياة، واستولوا على التوك توك وتركوا جثته بطريق الرشاح.

 

بدأ والده  الشيخ "فارس"، إمام وخطيب رحلة البحث عن ابنه المختفى، حتى عثر على جثة مجهولة تم نقلها إلى المشرحة بدون بيانات، ليكتشف أنها لابنه "عبدالله"، ويبلغ بعدها رجال المباحث بالحادث.

 

كثف رجال المباحث من تحرياتهم حتى توصل الرائد هانى إسماعيل رئيس مباحث مركز شرطة البدرشين، والنقيب مصطفى مخلوف من ضبط المتهمين، وتبين أنهما عاطلين اعترفا بارتكاب الجريمة لمرورهما بضائقة مالية.

 

الحكاية الرابعة لــ"يوسف"، صاحب الــ15 عامًا، كان له نصيب أيضًا من جرائم السطو على سائقى التوك توك، أثناء قيادته "التوك توك" الخاص بزوج شقيقته بأوسيم، طلب منه شخصان توصيلهما، استجاب لهما وأثناء سيره فوجئ بأحدهما يضع مطواة على رقبته مهددًا بقتله، وطلب منه التخلى عن التوك توك، إلا أن محاولته مقاومتهما دفعت المتهمين لذبحه واستوليا على التوك توك وتركاه يصارع الموت، حتى عثر عليه أحد المارة ونقله إلى المستشفى، وينجح الأطباء فى إنقاذه بإجراء عملية جراحية له، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين، حيث اعترفا بارتكاب الجريمة وبيع التوك توك مقابل 1500 جنيه.

 

الحكاية الخامسة لــ"محمد"، طفل يبلغ من العمر 13 عامًا يعمل سائق توك توك، تأخر عن موعد عودته إلى المنزل بكرداسة، بدأ أفراد أسرته يبحثون عنه لدى أصدقائه، وبالأماكن التى يتردد عليها، حتى فشلوا فى التوصل لمعلومات تقود لمكان تواجده، حرروا محضرًا بتغيبه بمركز شرطة كرداسة، وفى اليوم التالى تلقى الرائد محمد الصغير رئيس مباحث كرداسة بلاغًا يفيد العثور على جثة طفل مذبوح ملقاة بقطعة أرض زراعية، انتقل رجال المباحث لمكان العثور على الجثة، لتكشف مناظرة الجثة أنها لسائق التوك توك المتغيب، استدعى رجال المباحث أسرة الطفل التى تعرفت عليه، وكشفت التحريات أن شخصين استدرجاه لتوصيلهما ثم ذبحاه، واستوليا على التوك توك، وتخلصا من جثته، وتكثف مباحث الجيزة تحرياتها لضبط المتهمين.

 

اللواء رشيد بركة مساعد وزير الداخلية السابق ذكر أن سرقات التوك توك أصبحت ظاهرة خاصة بالمناطق العشوائية، حيث تستغل التشكيلات العصابية أن مركبات التوك توك غير مرخصة، ويسهل بيعها، لسرقتها، كما أن مهمتهم تصبح سهلة لكون أكثر من 80% من سائقيها أطفال، ويسهل استدراجهم وسرقتهم.

 

وأضاف بركة، أن التصرف في بيع التوك توك المسروق يتم من خلال بيعه لأصحاب ورش إصلاح التوك توك، حيث ينم تبديل معالمه وإعادة بيعه مرة أخرى بأماكن بعيدة عن المنطقة التى سرق منها، أو تفكيكها وبيعها كقطع غيار مستعملة.

 

وذكر بركة أن سعر التوك توك المسروق لا يتعدى 5 آلاف جنيه، كما أكد أن الجناة يختارون ضحيتهم بإتقان، باستهداف السائق صغير السن نحيل الجسد، حيث يسهل تقييد حركته، وقتله فى حالة الضرورة.

 

ومن جانبه طالب الدكتور إيهاب يوسف خبير المخاطر الأمنية بتقنين أوضاع التوك توك بمصر، من خلال ترخيصها، أو وقف استيرادها مطلقًا، حتى يتم القضاء على ظاهرة قتل سائقيها لسرقتهم بالإكراه.

 

وأضاف خبير المخاطر الأمنية، أن نسبة تلك الجرائم زادت فى الآونة الأخيرة نتيجة البطالة وارتفاع الأسعار، حيث يلجأ الخارجون عن القانون لارتكاب تلك الجرائم لسهولتها، مطالبًا الإدارة العامة للمرور بشن حملات على مواقف التوك توك، ومصادرة المخالف منها، ومصادرتها حال كون قائدها من الأطفال.

 

•	الضحية الأولى "محمد كرم"
• الضحية الأولى "محمد كرم"

 

•	الضحية الثانية "محمد عمر"
• الضحية الثانية "محمد عمر"

 

•	الضحية الثالثة "عبدالله فارس"
• الضحية الثالثة "عبدالله فارس"

 

•	الضحية الرابعة "يوسف"
• الضحية الرابعة "يوسف"

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة