سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 فبراير 1969.. «أبى فوق الشجرة» فى سينما «ديانا» والسينما تواصل عرضه 52 أسبوعاً

الجمعة، 17 فبراير 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 فبراير 1969.. «أبى فوق الشجرة» فى سينما «ديانا» والسينما تواصل عرضه 52 أسبوعاً أبى فوق الشجرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهبت مجموعة من الطلاب الجامعيين إلى مدينة الإسكندرية لقضاء إجازة الصيف، كان عادل من بين هؤلاء الطلاب، وفى إحدى جلسات السمر للمجموعة يختلف مع حبيبته، فيقع فى تجربة حب مع الراقصة «فردوس» ويذهب للحياة معها فى منزلها، وأمام عينيه يجد عشاقها الذين يترددون عليها وتبتزهم.
يغيب الابن فى الإسكندرية وتنقطع أخباره عن أسرته فى القاهرة، فيقرر الوالد البحث عن ابنه لاستعادته، لكن الأب يقع فى نفس التجربة مع نفس الراقصة فردوس، وأمام ذلك يقرر عادل إنقاذ أبيه من هذه الورطة التى وقع فيها، وينقذ الابن والده، ويلتئم شمل الأب والابن والأسرة.
 
هكذا دارت وقائع 150 دقيقة هى زمن قصة فيلم «أبى فوق الشجرة»، تأليف إحسان عبدالقدوس الذى شارك فى كتابة السيناريو مع سعد الدين وهبة، ويؤكد «إحسان» أنه كتبها فى البداية كعمل أدبى لا علاقة له بالسينما، وكتب منها خمسة فصول وكان يخطط لأن تكون ثلاثة وعشرين فصلا، ونشرت عنها مجلة «روز اليوسف»، لكنه ترك العمل فى المجلة فجأة، فترك القصة ومرت شهوراً طويلة حتى جاءت شركة إنتاج سينمائى تلح عليه كتابة قصة فيلم لها، فقرر أن يعيد كتابة «أبى فوق الشجرة».
 
لعب بطولة الفيلم عبدالحليم حافظ وميرفت أمين ونادية لطفى وعماد حمدى وسمير صبرى وآخرون، أما الإخراج فكان لـ«حسين كمال»، وعرض يوم 17 فبراير «مثل هذا اليوم عام 1969» لمدة 52 أسبوعاً متتالية، فى سينما «ديانا» بالقاهرة حسب تأكيد «مجدى العمروسى» صديق عبدالحليم ومدير أعماله فى كتابه «أعز الناس» عن «طبعة خاصة - القاهرة».
 
كان «أبى فوق الشجرة» هو آخر أفلام عبدالحليم حافظ السينمائية وعددها 16 فيلماً، حسب «فيلموجرافيا أفلام عبدالحليم» المنشورة ضمن دراسة للناقد السينمائى أحمد يوسف، بعنوان «عبدالحليم حافظ فى السينما المصرية» بكتاب «عبدالحليم وعصر من الغناء الجميل» عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة»، وبدأت بفيلم «لحن الوفاء» الذى تم عرضه يوم 7 مارس عام 1955.
 
كان أكثر ما لفت الانتباه حول الفيلم وأثار ضجة وقتها هو الحديث عن «عدد القبلات بين بطل الفيلم عبدالحليم حافظ الذى جسد دور «عادل» وبين الفنانة نادية لطفى التى جسدت دور الراقصة «فردوس»، وفيما أرجع البعض النجاح الهائل للفيلم إلى «كثرة القبلات»، يقدم «أحمد يوسف» رؤية عميقة حوله قائلاً: «كان هذا الفيلم لقاء فنيا متميزا، بفضل الحيوية والشباب اللذين أسبغهما المخرج الشاب- آنذاك- حسين كمال على الفيلم الغنائى فى استعراضات كانت تدور بعيدا عن خشبة المسرح، فمسرحها هو واقع الحياة ومواقع التصوير التى يعيش فيها الناس حياتهم اليومية، لكن الأهم هو الرغبة فى التعبير عن عالم الشباب الحائر بين القديم والجديد، ولا يعرف لنفسه طريقا سويا بين التزمت والرذيلة، لعلها كانت انعكاسا لحيرة أعمق فى أعقاب انكسار الأحلام فى أعقاب حرب 1967 والفراغ من ضياع الحلم القومى دون أن تتحدد معالم حلم قومى جديد، وربما كانا هما الحيرة والفراغ اللذين يجعلان الفيلم ناجحا حتى اليوم».
 
يدلل «يوسف» على رأيه بقوله: «فى استعراض مثل «قاضى البلاج»- بصرف النظر عن بطء إيقاعه النسبى- تشعر أن الجيل الجديد يريد أن يحاكى الجيل القديم، كما أنه يسعى إلى الحصول على حرية لا يعرف- بعد- حدودها، كما أن قصة الحب غير المكتملة بين البطل وفتاته الخجول «ميرفت أمين» تدفعه إلى أحضان التجربة الكاملة بكل حلاوتها ومرارتها». يضيف «يوسف»: «من المفارقات ذات الدلالة أن النجمة والممثلة الموهوبة نادية لطفى قد قامت بدور الراقصة التى تفتح طريق اللذة والألم أمام البطل الشاب، بينما كانت قد قامت بدور مختلف تماما قبل سبع سنوات فقط، ويظل السؤال معلقا: هل كان الضياع الذى مضى إليه الشاب خطيئة يتحمل عنها كل المسؤولية؟ وتأتى الإجابة عندما يذهب الأب لإنقاذه، فإذا به يسقط فى «الخطيئة» ذاتها.
 
قدم عبدالحليم فى الفيلم أغنيات «يا خلى القلب» كلمات مرسى جميل عزيز، وتلحين محمد عبدالوهاب، واستعراض «قاضى البلاج» كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين منير مراد، و«الهوى هوايا» كلمات عبدالرحمن الأبنودى وتلحين بليغ حمدى، و«أحضان الحبايب» كلمات عبدالرحمن الأبنودى تلحين محمد الموجى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة