هل تصبح إيران قربان موسكو للتقرب من واشنطن؟ لقاء ترامب وبوتين يثير مخاوف طهران

الخميس، 16 فبراير 2017 08:00 م
هل تصبح إيران قربان موسكو للتقرب من واشنطن؟ لقاء ترامب وبوتين يثير مخاوف طهران بوتين وروحانى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوماً تلو الآخر، يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطواته نحو تحالف محتمل مع نظيره الروسى فلادمير بوتين، على الرغم من معارضة العديد من رموز الكونجرس الأمريكى والحزبين الديمقراطى والجمهورى على حد سواء، ليثير بذلك مخاوف يجتاز صداها حدود الولايات المتحدة، ويمتد ليربك حسابات عدداً من العواصم الفاعلة فى المنطقة، من بينها طهران.

ويشكل اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين، والذى رحب الرئيسين بانعقاده "فى أقرب وقت"، أحد أهم التحديات أمام صانع القرار داخل إيران، وسط احتمالات بإقدام الرئيس الروسى على تقديم إيران قرباناً للرئيس الأمريكى الجديد، والتخلى عنها لإحراز التقارب مع واشنطن، واستعادة المزيد من النفوذ على الصعيدين الإقليمى والعالمى.

ويظل النفوذ الإيرانى داخل مسرح العمليات السورى، أحد أهم الملفات التى تخشى طهران خسارتها حال أقدم بوتين على تقارب مفتوح مع إدارة ترامب والبدء فى تنسيق التحركات الأمريكية ـ الروسية فى هذا الملف، فعلى الرغم من التناغم والتنسيق الكبير بين موسكو وطهران، إلا أن وسائل إعلام إيرانية من بينها صحيفة "افتاب" قالت إن ابتعاد الروس عن إيران أمر بات متوقعاً فى ظل الصفقات الروسية ـ الأمريكية المحتملة فى ملفات المنطقة ومن بينها الملف السورى.

وأضافت صحيفة "فتاب" فى تقرير لها إن سياسات إدارة ترامب تركز بشكل أساسى على خلق فجوة بين إيران وروسيا، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما سعى على مدار 4 سنوات كاملة لإبعاد روسيا عن المحور الإيرانى خاصة فى الملف السورى، لكن بوتين ـ حال ابتعاده عن طهران ـ "سيتحمل تكلفة تحطيم علاقته مع إيران" على حد وصف الصحيفة.

وتظل العقوبات الأمريكية على روسيا، والتى فرضها باراك أوباما فى أيامه الأخيرة داخل البيت الأبيض، أحد أبرز أوراق الضغط التى يمكن أن يضحى بوتين من أجلها بعلاقاته مع طهران، حيث قال ديمترى سايمس، خبير الشئون الروسية ورئيس مركز المصالح الوطنية فى واشنطن فى تقرير لصحيفة "فتاب" إن الكرملين يتوقع خفض العقوبات المفروضة عليه لتقليص التعاون العسكرى مع إيران، على الرغم من أن روسيا وإيران كونتا تحالفاً عسكرياً داخل سوريا لم يكن خلال السنوات الماضية اختراقه، مشيراً إلى أن الكرملين كان الأساس فى إرسال أنظمة دفاعية إلى إيران.

وقالت الصحيفة الإيرانية، أن أوباما أيضًا كان يتبع استراتيجية ابعاد موسكو عن طهران، وأوضحت أنه فى ولايته الأولى نجح فى اجتذاب دعم الرئيس الروسى السابق ديمترى ميدفيديف لفرض عقوبات قوية من قبل الأمم المتحدة على إيران، كما أن موسكو أيضًا تأخرت فى إرسال بطاريات مدفعية مضادة للصواريخ، وفى المقابل قلص البيت الأبيض نشر صواريخه الدفاعية فى أوروبا، مشيرة إلى أن التوتر بين روسيا وأمريكا نشب بعد صعود بوتين للرئاسة فى 2012 وضمه لشبه جزيرة القرم، ووقتها ردت أمريكا والاتحاد الأوروبى بعقوبات اقتصادية قوية.

ونقل التقرير عن خبراء روس فى واشنطن قولهم أن "بوتين طالب أن تدفع أمريكا الكثير لأى تحرك من شأنه الابتعاد عن إيران، فضلًا عن رفع العقوبات الاقتصادية عنها"،  وفى تقرير سابق حذرت إحدى المؤسسات البحثية العسكرية الأمريكية، وقالت "حتى إذا ابتعدت موسكو عن طهران فإن ذلك لن يقلل من تأثيرها الكبير على صناعة الجيش والمؤسسات السياسية فى سوريا، وأى محاولة لتشويه وجه إيران فى سوريا عن طريق روسيا ستبوء بالفشل، وأن روسيا أرسلت لإيران منظومة صواريخ إس 300، بعد إبرام طهران للاتفاق النووى مع القوى الغربية".

بدوره عبر الدبلوماسى الإيرانى وأستاذ العلاقات الدولية، داود هيرميداس باوند، عن قلقه قائلًا : قد تشكل الفجوة بين إيران وروسيا محور المباحثات المرتقبة بين موسكو وواشنطن"، مشيراً إلى إن الهدف الأصلى لروسيا فى الملف السورى هو "ضرورة حل معضلة سوريا بين الولايات المتحدة وروسيا"، أى سياسة استرضاء أمريكا لإيجاد فرصة انتزاع امتيازات وعقد صفقات. وقال إن هذا هو هدف روسيا الوحيد، وأمريكا أيضًا مدركة ذلك، وتوقع أن يطرح ترامب مسألة ابتعاد روسيا عن إيران خلال لقائه ببوتين، وأن يسعى الطرفان للعب دورًا محوريًا فى حل الأزمة السورية بشكل توافقى ثنائى.

وتوقع الدبلوماسى الإيرانى السابق، أن تقبل روسيا مطالب الولايات المتحدة، قائلًا "من أجل أن تبلغ موسكو هدفها، ستوافق على مطالب واشنطن.. روسيا مستعدة للابتعاد عن إيران لأنها تفكر فقط فى مصالحها، ومستعدة لقبول أى شروط من أجل الخروج من الظروف الاستثنائية المفروضة عليها، لأنها فى حاجة لتحسين علاقاتها بالغرب وإجراء حوار بناء وعقد صفقة معه".

وأضاف باوند: "روسيا إلى حد ما ستستجيب لمطالب أمريكا، ولا يهمها تركيا أو إيران، لأن أولوياتها الاتفاق مع الإدارة الأمريكية، وهى دائما ما تستغل إيران كأداة، غير أنها تحركت مع الغرب فى قرارات مجلس الأمن ضدها، وحتى أنها من أجل إسرائيل تباطأت فى إرسال صواريخ إس 300 التى استلمت نقودها من إيران".

وأشار المحلل إلى أنه منذ حدوث الأزمة فى أوكرانيا، وفرض عقوبات على روسيا وعزلها سياسياً، انتهجت موسكو سياسة النظر إلى الشرق، وأقرت علاقات جيدة مع إيران وتركيا، لكنها سعت لتحسين علاقتها بالغرب وكانت أفضل فرصة بالنسبة لها "الأزمة السورية"، ومع دخولها سوريا وحصولها على دور أساسى، قررت أن تعد الأجواء لمحادثات بناءة، واسترضاء الولايات المتحدة الأمريكية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة