خالد حافظ يكتب: حياه فى التفكيك .. نصوص فاروق حسنى المتقاطعة

الثلاثاء، 14 فبراير 2017 07:03 م
خالد حافظ يكتب: حياه فى التفكيك .. نصوص فاروق حسنى المتقاطعة الفنان فاروق حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما اصطلح الفيلسوف المصرى الأمريكى إيهاب حسن مصطلحا أسماه "مابعد الحداثة" فى منتصف ستينيات القرن المنصرم لوصف منهجا نقديا يمكن استخدامه فى تحليل اللغة واللفظ وعلاقتهما بالفكرة، لم نكن لندر مرونة المصطلح وامتداده وصلاحيته معا لوصف مناهج التفكير لإبداع العمارة والفنون والفلسفة وعلوم الإدارة وغيرها، وارتباط ذلك المصطلح الغنى بما تأتى بعده من منهج التفكير التحليلى المسمى بالتفكيكية.

الفنان فاروق حسنى
الفنان فاروق حسنى

يمكننا اليوم قراءة  واستقراء أعمال فاروق حسنى من مرئيات إيهاب حسن فى وصف العملية الإبداعية.

فى كتابه الذى يتخطى تحديات الزمن "تفكيك أوصال أورفيوس : نحو أدب مابعد بنيوى / حداثى" يرى إيهاب حسن، أن الطرح اللفظى يصبح جاذبا للتحليل إن احتمل عدة بدائل خاصة إن تحرر من القوالب الشكلية التقليدية المتوقعة، من هذا المنطلق يمكننا الدخول فورا فى عمق أعمال لوحة فاروق حسنى المتحررة من انضباط الخطوط وهندستها المتوقعة لينغمس المتلقى فى مساحات لونية بها أبجديات وخطوط تبدو مفككة شكلا —وصفها حسن بالأناركية— لكنها محكومة بقانون ما، مرن وغير صارم يدعم مساحات الحرية وعدم الارتباط بقوالب تحمل اللوحة دوما ثقلا يتخطى فعل التصوير.

ابداع الفنان فاروق حسنى
ابداع الفنان فاروق حسنى

لا نرى التشخيص بمفاهيمه المتعارف عليها تصويريا فى أعمال فاروق حسنى، لكن داخل المساحات اللونية هناك نرى عناصر من الخط تسطر عناصر تشعر المتلقى بأبجدية ما  — هى اللفظ عند إيهاب حسن— ذلك اللفظ الحامل للمعنى وتضاده حين ما، واللاعب العابث بالنغمة الصوتية البصرية حين آخر.

يمكننا هنا الجوء إلى فيلسوف التفكيك الأول الفرنسى جاك دريدا وهو الذى طرح أولا فكرة علاقة اللفظ ومعناه، واللذين يصطدمان أحيانا ويتوافقان أحيانا فى علاقات غير قابلة للتوقع فى أغلب الأحيان.

أحد أعمال الفنان فاروق حسنى
أحد أعمال الفنان فاروق حسنى

 يقودنا فاروق حسنى بنعومة وتوتر معا فى مساحات التضاد والمعان المتقاطعة غير المتوقعة، المتحررة من قيود البناء وصرامة الهندسة، وتؤكد لنا الفيلسوفة الأمريكية أميلى رورتى تلك الرؤية فى المعنى اللغوى، اللغوى البصرى عند حسنى، بأن قوة المعنى لا تتأتى بالانغماس فى اللفظ بل بوصف شعور أو فكرة أو شىء ما.

لا يترك لنا فاروق حسنى فرصة واحدة للتشتت الذهنى، بل يصطحب المتلقى فى شراكة صريحة لفعل بناء اللوحة الذهنية شديدة الخصوصية لكل متلق على حدة، فى عملية يمتزج فيها الجدية بالاستمتاع من طرف صانع اللوحة، حيث يبنى الفنان ومتلقيه العمل كأحجية يحكمها قانون لحظى غير قابل للتكرار.

لوحة للفنان فاروق حسنى
لوحة للفنان فاروق حسنى

 

لوحة من أعمال فاروق حسنى
لوحة من أعمال فاروق حسنى

 

لوحة
لوحة






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة