ربما يكون الحديث عن الحرب الباردة بين روسيا والغرب تراجع فى الآونة الأخيرة، لكن يبدو أن هناك حربا جديدة تلوح فى الأفق، أدواتها ليست الدبابات والطائرات، تلك الأسلحة المعتادة فى الحروب التقليدية، وإنما أجهزة الكومبيوتر الحديثة ووسائل الإعلام الموجهة.
مجلس العموم البريطاني
وتقول صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الحرب "السيبراتية" أو الإلكترونية مشتعلة بين موسكو والعواصم الغربية، حتى أن روسيا عكفت على استهداف بريطانيا فى الآونة الأخيرة وحاولت سرقة معلومات أمن قومى سرية والتدخل فى العملية الديمقراطية، بحسب كياران مارتن، رئيس مركز الأمن الإلكترونى القومى الجديد.
وقال مارتن فى حواره مع صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية إن بريطانيا تتعرض لـ60 هجوما إلكترونيا "كبيرا" كل شهر، بعضها يستهدف تقويض العملية الديمقراطية والأمن القومى.
الكرملين
وهناك مخاوف متزايدة حيال تأثير الأخبار الكاذبة التى تضخها وسائل الإعلام الروسية والتى ينظر لها بأنها "حملة تضليل مكثفة" من قبل الكرملين لعرقلة السياسة العالمية، ومن بينها السياسة فى المملكة المتحدة.
وأوضح مارتن أن المركز الإلكترونى القومى أحبط محاولة للتدخل فى الانتخابات العامة البريطانية عام 2015 من خلال هجوم إلكترونى وصفته الأجهزة الأمنية بالأول من نوعه.
هاكرز
وقال الخبير الأمنى "لدينا خصوم قادرين للغاية ولكننا قمنا بعمل جيد فى رصد والتعامل مع هذه النوعية من الهجمات". وحذر من أن مستوى التعقيد والتطور لهذه العمليات عالى للغاية، "لذا علينا التيقظ دائما وأتوقع وجود عملية من الفئة الأولى فى وقت ما فى المستقبل".
وأوضح أن "القراصنة"سيحاولون كذلك الكشف عن معلومات حكومية حساسة، لاسيما مع استهداف القراصنة الروس والصينيين لـ"أهداف سهلة" مثل الجمعيات الخيرية والمجالس المحلية والجامعات، لسرقة بيانات شخصية وأبحاث مربحة.
وكشف مارتن فى حواره مع "صنداى تايمز" أن الحكومة البريطانية تعرضت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إلى 188 هجوم من الفئة 2 و3 هجمات إلكترونية، معظمها "هدد الأمن القومى"، موضحا أن هذه الهجمات تشتمل على "مئات الآلاف" من الهجمات الصغيرة، مثل استهداف اميلات الوزارات الحكومية والشركات.
وأضاف أنه فى حالة استهداف الوزارات الحكومية، يتم استهداف الأنظمة المحتوية على المعلومات فيما يتعلق بالطاقة والدبلوماسية وغيرها من الملفات. أما الشركات، فيتم محاولة سرقة الملكية الفكرية. ولكنه أكد أنه لا يزال متفائل حيال كسب بلاده لهذه الحرب الإلكترونية قائلا "لا يمكننا إزالة التهديد، ولكن الانهزامية تدفعنى إلى الجنون. لا يجب أن نكون انهزاميين، هناك الكثير الذين يمكن فعله لتعزيز دفاعنا على كل المستويات". وتحدى روسيا قائلا "أريد أن يروا أن المملكة المتحدة هى أصعب هدف..وأريد أن يرى أى شخص يحاول قرصنة المملكة المتحدة أننا الهدف الأصعب".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن المملكة المتحدة تتخذ تدابير جادة لمواجهة القرصنة الإلكترونية وذلك من خلال تدريب آلاف المراهقين البريطانيين فى المدارس على الأمن الإلكترونى لتعزيز دفاع المملكة المتحدة أمام التهديدات الإلكترونية المتزايدة، مشيرة إلى أن البرنامج الجديد وميزانيته 20 مليون جنيه إسترلينى يهدف إلى تعليم الطلاب بعض المهارات، التى يحتاجونها للدفاع عن المؤسسات والشركات البريطانية فى الفضاء الإلكترونى.
وزادت الحاجة لتسليح الطلاب بهذه المهارات فى أعقاب التقارير، التى أفادت بأن روسيا تدخلت فى الانتخابات الأمريكية عبر قرصنة إميلات مسئولين فى الحزب الديمقراطى، فى الوقت الذى تستمر فيه الصين فى "الحرب الإلكترونية" والتجسس، وهو الأمر الذى أثار مخاوف حقيقية بشأن تهديدات القرصنة، بحسب الإندبندنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة