عبد الوهاب إسماعيل علام

الإصلاح الاقتصادى وتصدير الحاصلات الزراعية

الإثنين، 13 فبراير 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا جدال أن تصدير الحاصلات الزراعية هو أحد أهم أولويات الدولة على طريق الإصلاح الاقتصادى لما تمثله هذه الحاصلات من عائد اقتصادى للدولة والمزارع ومورد للعملات الصعبة وإيجاد فرص للعمالة. وتبنت إستراتيجية تنمية الزراعة المصريه زيادة حصيلة الصادرات الزراعية من العملة الصعبة فى السنوات القليلة القادمة.

وذلك من تصدير الحاصلات والسلع الزراعية التى نتمتع فيها بميزة نسبية تساعد على وصول المنتج المصرى الى الأسواق الخارجية فى فترة انعدامه بهذه الأسواق.

•      ولكن يجب أن يواكب هذه الميزة النسبية ميزة تنافسية أيضا بخفض تكلفة الصادرات كنتيجة لتحرير سعر الصرف وزياد العائد بالجنيه المصرى، وهو ما يمثل دعما غير مباشر للصادرات المصرية وجعلها أكثر تنافسية فى الأسواق الخارجية وزيادة دخل المزارع وعائد التصدير . حتى تصبح الصادرات الزراعية المصرية وغيرها من الصادرات منافسة وبأسعار مناسبة فى الأسواق العالمية – ويتم ذلك برفع كفاءة الإنتاج وتخفيض تكاليفه وزيادة الإنتاجية بوحدة المساحة ووحدة المياه ووحدة الزمن والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والأسمدة والمكافحة المتكاملة والمكافحة البيولوجية للآفات الحشرية والمرضية والحشائش – وبالإضافة إلى العمالة الفنية المدربة والاستثمار المناسب والبحوث المتخصصة والإرشاد الزراعى والتسويقى وقنوات التمويل المتخصصة ودعم الصناعات المغذية مثل صناعة التقاوى وصناعة معدات النقل والشحن والفرز والتدريج والتعبئة والتغليف والتبريد والتثليج والتبخير.. إلخ .

•      كل ذلك يشكل أساس الزراعة من أجل التصدير وليس تصدر الفائض ويصب فيما يعرف بمنظومة التصدير والتى تبدأ من قبل الزراعة ولا تنتهى بأســـــــــواق التصدير وإنما بذوق بالمستهلك الأجنبى - حيث يتم التخطيط قبل الزراعة بناء على دراسة الأسواق والأسعار العالمية والمحلية قبل موسم الزراعة للحاصلات المختلفة. سواء محاصيل الحقل مثل البصل والقطن والأرز والفول السودانى والكتان أو المحاصيل البستانية من الخضر أو الفاكهة أو النباتات الطبية والعطرية أو زهور القطف واختيار العروات المناسبة للإنتاج والأصناف المطلوبة للتصدير والإعداد الجيد للتقاوى المعتمدة وإعداد التربة بما يتلاءم مع طبيعتها. وتبنى أسلوب الزراعة العضويه ثم العناية بالعمليات الزراعية والمزرعية المختلفة فيما يعرف بالإدارة المتكاملة للإنتاج Integrated Production Management وباستخدام أحدث تقنيات الجوده Good Agricultural Practicies ( GAP ) مع توفر عناصر الإرشاد المدربة حتى مرحلة النضج والحصاد .

ثم يأتى بعد ذلك معاملات ما بعد الحصاد من جمع المحصول والنقل والشحن والتخزين والتبريد ومن ثم الفرز والتدريج والتعبئة والتغليف – وقد يحتاج الأمر الى الغسيل والتشميع ( أى إضافة طبقة رقيقة من الشمع أو الزيت ) قبل التعبئة والتغليف – ثم التعبئة بالأحجام والأوزان والأشكال التى تتطلبها الأسواق الخارجية – ومن ثم الشحن والنقل إلى موانئ التصدير فى الوقت المناسب وبالسرعة اللازمة مع إعداد كافة المستندات ووضع العلامات التجارية التى توضح أنتج فى مصر، واتخاذ كافة الإجراءات والتسهيلات التى تسمح بوصول المنتج المصرى بالصورة المطلوبة للمستهلك بالسعر المنافس وفى أقصر وقت، أما ما يتخلف من الفرز – فقد يستهلك طازجا بالأسواق الملحية أو يتم تصنيعه زراعيا مما يزيد من القيمة المضافة لهذه المنتجات التصديرية – كل هذه الخطوات تكون سلسله متصلة الحلقات للتصدير – ويمكن أن تتم من خلال التعاقد فيما يعرف بالزراعة التعاقدية خاصة مع صغار المزارعين والتعاونيات وعند تفتت الحيازات وأيضا مع شباب الخريجين فى الاراضــى الجديدة أو المصدرين .

فى المساحات الواسعة بأراضى المشروعات القومية الكبرى مما يسمح باتباع أسلوب الزراعة العضوية. وأن يتم ذلك من خلال نظام مؤسسى حتى تتكامل منظومة تصدير الحاصلات الزراعية ونتحول من مجرد تصدير لفائض الحاصلات الزراعية إلى صناعة التصدير لهذه الحاصلات تحت النظام العالمى الجديد والتكتلات الاقتصادية واتفاقيات الشراكة المختلفة فى ظل تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى لزيادة العائد من العملات الحرة ودخل المزارعين والمنتجين وتحسين ميزان المدفوعات وتشجيع الاستثمار بصفة عامة وفى القطاع الزراعى بوجه خاص .

 

·       وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق. 







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التسويق

هناك مواصفات عالميه لكل نوع من الحاصلات الزراعيه يجب مراعاتها والتقيد بها .. الفهلوه تعود علينا .هناك منافسه شديده في التسويق ..التصنيع القائم علي الزراعه هدف حيوي لنمو الاقتصاد المصري بجانب الانشطه الاخري

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة