إسرائيل تتسلل إلى عقول العرب عبر "مخيمات اللاجئين السوريين ".. تل أبيب ترسل وفوداً "مشبوهة" لإنشاء مراكز تعليمية لأطفال سوريا باليونان.. جزيرة "لسبوس" بداية المشروع الصهيونى الجديد

دائما ما تستغل دولة الاحتلال الإسرائيلى الأزمات المحيطة بها لتجنى منها منافع ومكاسب تصب فى صالحها وتضرب فى جذور أهدافها الإستراتيجية بعيدة المدى.. وكانت "مخيمات اللاجئين" نافذة جديدة القت بها تل أبيب شباكها لصيد ثمين يشبع رغبتها فى تدمير العرب.

وفى استغلال لافت للأزمة السورية، ومحاولة للتسلل إلى عقول الأطفال والشباب العرب، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل يومين أن حكومة تل أبيب سترسل وفوداً لإنشاء مراكز تعليمية فى مخيمات السوريين داخل اليونان لتعليم الأطفال والشباب السوريين هناك، فى خطوة مريبة من دولة محتلة لا تقدم سوى الخراب والدمار للفلسطينيين الذين يعيشون تحت براثن احتلالها لأراضيهم. 

مخيمات اللاجئين فى جزيرة لسبوس اليونانية

جزيرة "لسبوس"

 وكانت جزيرة "لسبوس" اليونانية بوابة إسرائيل للتسلل إلى العرب اللاجئين فيها، حيث تعد تلك الجزيرة الثالثة من حيث المساحة فى اليونان، ويبلغ عدد سكانها 82 ألف شخص ويقيم فيها اليوم أكثر من 7 آلاف لاجئ سورى نصفهم تحت سن الـ 18 عام.

وأطلقت إسرائيل حملتها لتعليم أطفال سوريا فى اليونان عبر منظمة صهيونية شهيرة تدعى "هاشومير التسعير" هدفها تقديم مساعدات إنسانية تعليمية للاجئين السوريين فى اليونان وذلك عن طريق انشاء مراكز تعليمية لأطفال وشباب مخيمات اللاجئين السوريين فى جزيرة لسبوس.

تمويل يهودى لغزو عقول اللاجئين

 وبعد الحصول على التمويل اللازم عن طريق حملة جمع التبرعات التى أطلقتها المنظمة سيتوجه وفد منها إلى الجزيرة اليونانية خلال أسبوعين لإطلاق المشروع.

وعن جزيرة "لسبوس"، قالت الإذاعة العامة الإسرائيلية ، إنها تقع على بعد 8 كيلو مترات من شواطئ تركيا، وتستقبل أكبر عدد من اللاجئين بسبب قربها من تركيا.

وفى البداية شكّلت الجزيرة محطة ممر للاجئين ولكن منذ شهر مارس 2016، وبموجب صفقة تركية ـ أوروبية، أصبحت الجزيرة آخر نقطة يمكن للاجئين الوصول منها إلى أوروبا. 

ويوجد فى اليونان اليوم حوالى 60 ألف لاجئ سورى، 15 ألفا منهم يقيمون فى الجزر اليونانية، وتشهد أعداد اللاجئين فى الجزر زيادة مستمرة مع وصول سفن المهاجرين من الشواطئ التركية.

وقال يائير ليبل، رئيس وفد المنظمة الصهيونية إن المشروع يحمل رسالة تؤيد التعايش والتعاون المشترك، على حد قوله.

الحدود السورية – الإسرائيلية

علاج المعارضة السورية فى إسرائيل

يأتى ذلك فى ظل استغلال تل أبيب لأزمة اللاجئين فى الأراضى السورية، وفتح مستشفياتها لعلاج المصابين من المعارك الأهلية الدائرة هناك، حيث أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلى، نهاية العام الماضى بياناً جاء فيه أنه منذ اندلاع النزاع المسلح بين نظام الأسد والمعارضة السورية، تم علاج أكثر من 2700 جريح سورى فى المستشفيات الإسرائيلية.

حوار بين نتانياهو وأحد المسلحيين السوريين المعارضيين للأسد

نتانياهو يدعوا لاستقدام محاربى حلب للعلاج

وكان  رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، أمر فى وقت سابق وزارة الخارجية بفحص الطرق لزيادة المساعدات الانسانية الاسرائيلية للمواطنين السوريين الذين اصيبوا خلال الحرب الأهلية، خاصة فى معارك حلب الأخيرة.

وقبل نهاية العام الماضى، كشفت الفصائل والمليشيات السورية، الملقبة بـ"المعارضة المسلحة" لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، عن وجهها الحقيقى بصورة علنية، وخرجت على الملأ لتعلن وجود اتصالات وعلاقات قوية تربطها بدولة الاحتلال الإسرائيلى، بل وأكثر من ذلك بطلب الدعم اللوجستى منها وتحريضها ضد دمشق بتأييد ضربات جيش الاحتلال ضد الأراضى السورية.

وأجرى منسق ما يسمى بجبهة الانقاذ الوطنى السورية المعارضة، فهد المصرى فى ذلك الحين زيارة إلى إسرائيل وأدلى بتصريحات خاصة للإذاعة العامة الإسرائيلية، قال فيها "رسالتنا إلى الإسرائيلين شكّلت صدمة للجناح المتطرف فى النظام السورى وحلفائه"، على حد تعبيره، داعيا دولة الاحتلال إلى إقامة منطقة آمنة فى الجنوب السورى.