قال وليد سامى المستشار والمعالج الأسرى، إن أغلب الدراسات العلمية والطبية والاجتماعية والنفسية أكدت أن الأطفال الذى عاشوا فى أسر يفتقدون فيها وجود الأم أو الأب بسبب ظروف انفصال أو موت أو سفر أحد الأبوين الأصليين، يعانون من مشاكل نفسية وجسمية أكثر ممن عاشوا مع أبويهم تحت سقف بيت واحد، ويعيشون فى بيئة متزنة وعاطفية يتمتعون بصحة نفسية أفضل ممن يعيشون فى بيئة مشحونة بالخلافات المستمرة، كما أن عيش الطفل فى بيئة مضطربة أكثر أمنًا على الطفل من العيش بدون والديه.
وأوضح المعالج الأسرى، لـ"اليوم السابع"، أنه قد يسهل التعامل مع الآباء والأمهات مع تجربة الطلاق، فهم لديهم القدرة على التعبير والتصريح عن كل ما يؤلمهم، بينما الأطفال فى مرحلة الطفولة وبناء الشخصية يصعب عليهم التعبير عما بداخلهم لأنهم يستمعوا ويشاهدوا دون إبداء إى ردود فعل، ويقوموا بتخزين ما يمروا به ثم تنفيسه فى صورة عدوانية أو عنف مدرسى أو انخفاض مستوى تحصيل الدراسى أو بشكل متمرد أو متسلط.
وأضاف سامى، أنه حال تخفيف آثار الطلاق السلبية على نفسية الأطفال لابد أن نكون على دراية تامة بكل ما يدور حولهم، ويؤدى إلى فقدان الأمن النفسى ويحول دون حدوث استقرارهم النفسى والعاطفى والاجتماعى.
وأبدى المعالج الأسرى، بعض النصائح للمنفصلين للتعامل الأفضل مع الأبناء عند الطلاق، مشددًا على ضرورة عدم الحديث بكلام سيئ على الطرف الأخر أمامه، لافتًا إلى أن هذا يجعل الطفل يكره الطرفين فهو يحتاج لحب الأب والأم، وعندما ينتقد الأب أو الأم أو يهين أو يصرخ فى الأخر أمام الطفل يجعله يشعر بالخوف الشديد ويستمر انقباض قلبه حتى بعد انتهاء الموقف حتى لو انتهى بالصلح بينهم.
واستطرد حديثه موجهًا للأبوين: "لا يجب أن تطرح عليه عبارة "هتختار مين فينا"، لأن التخيير منتهى الظلم، لأنه يحتاج إليكم انتم الاثنين دون أن يفرض عليه وقتا محددًا للجلوس مع أحدكم بعيد عن الأخر، والحديث فى النفقة والمشاكل المادية يجب أن يكون بعيد عن الأطفال، لأن ذلك يشعرهم أنهم عبئ عليكم واستخدامه كوسيلة ضغط، ويجب أن تعلموه أن يحبكم أنتم الاثنين وتمنحوه تربية سوية وحنانكم واهتمامكم سويا وتوجيهه بلين وحكمة دون ابتزازه بالهدايا ليميل لحساب أحدكم".
وطالب سامى، الزوجين بحل مشاكلهما وإذا فشلوا عليهم باللجوء لمختص دون المكابرة والعند، وذلك حتى لا يصعبوا الحياة على أطفالهم حتى لا يلجئوا لغيرهم وتضيع طفولتهم.