انتهى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ48، تاركًا حالة من الجدل الكبير، أحد أسبابها، ما ظهر من تضارب فى التصريحات حول نسبة الإقبال على المعرض بين ما قاله الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، والدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والمنظمة للمعرض الذى حلت عليه مملكة المغرب، ضيف شرف هذه الدورة.
فالدكتور هيثم الحاج على، قال خلال المؤتمر الصحفى فى ختام المعرض أن نسبة الزائرين بلغت أربعة ملايين، إلا أن حلمى النمنم، وزير الثقافة، كان له رأى آخر، حيث قال أن النسبة بلغت 6 ملايين، على اعتبار أن هيئة الكتاب تقوم بطباعة عدد من تذاكر دخول المعرض مجانية.
لكن بالنظر إلى هذا الفرق بين ما قاله هيثم الحاج على وما قاله حلمى النمنم، سنجد أن 2 مليون ليس رقمًا سهلاً من الممكن أن يختلف عليه رئيس الجهة المنظمة للمعرض، ووزير الثقافة، لذا فإن السؤال الذى يفرض نفسه هو: كيف تقوم هيئة الكتاب باحتساب نسبة عدد زوار معرض القاهرة الدولى؟.
هذا السؤال، له شقين، أولهما يتعلق بحجم مبيعات تذاكر دخول المعرض، وحتى الآن وبحسب ما صرحت بعض المصادر فإن رئيس الهيئة لم يعرف هذا الرقم، ومن المفترض أن يعرفه من إدارة الماليات فى الهيئة بعد الانتهاء من إجراءات الحصر، وقبل أن تتم عملية المراجعة من قبل وزارة المالية.
الشق الثانى للسؤال، فيتعلق بعدد التذاكر المجانية التى قامت هيئة الكتاب بطباعتها هذا العام، وبحسب ما عملنا فهى 800 ألف تذكرة مجانية، وإذا ما افترضنا أن الـ800 ألف تذكرة تم استخدامهم بالفعل فى الدخول للمعرض، فإنه من المفترض أن تكون مبيعات تذاكر المعرض هى 3 ملايين و200 ألف جنيه، بناء على تصريحات هيثم الحاج على، ولكن رئيس الهيئة لا يعرف الرقم النهائى حجم المبيعات، إذا كيف تمكن هو أو العاملون معه فى هيئة الكتاب من احتساب هذه النسبة ليصرح بها؟.
إذا ما نظرنا إلى الدورة السابقة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، سنجد أن نسبة الزائرين تخطت الـ 2 مليون زائر بحسب ما قيل، ولكن بحسب ما علمنا فإن الهيئة قامت فى 2016 بطباعة مليون تذكرة مجانية، تمت طباعتهم على أربع مراحل، وقامت الهيئة بتحصيل 800 ألف جنيه حجم مبيعات التذاكر للجمهور، إذا فإن لدينا فارق يصل لـ200 ألف زائر نسبة قابلة للتفاوت، أما أن يكون الفارق بين تصريحات هيثم الحاج على وحلمى النمنم هو 2 مليون زائر فهو رقم مثير للجدل، ويدفعنا لطرح العديد من التساؤلات، من بينهما: ما هى الآلية التى يتم على أساسها احتساب هذا الرقم قبل حصر مبيعات التذاكر؟.
"متوسط العدد" .. هذه الكلمة كانت مفتاح لغز تضارب الأرقام، فبحسب ما أوضحت بعض المصادر، فإن الهيئة تقوم بعمل حسبة تقوم شقين أيضًا: الأول يتعلق بعدد دخول السيارات يوميًا إلى المعرض، حيث يفترض المسئولون أن متوسط السيارات التى تدخل المعرض يوميًا 1500 سيارة، يتم ضرب هذا الرقم فى 4 أشخاص داخل كل سيارة، ما يعنى أن هناك 6 آلاف شخص يدخلون المعرض يومياً فى المعرض، ويتم احتساب هذا الرقم فى عدد أيام المعرض 16 يومًا، ما يعنى أن لدينا 96 ألف شخص قاموا بدخول المعرض من الأبواب المخصصة للسيارات.
الشق الثانى، يتعلق بالنسبة المفترضة حول مساحة أرض المعارض، وبحسب المصادر فإنه هذه المساحة – حسبما يتوقع – تكفى لـ400 ألف مواطن، لأن هناك مساحات فى أرض المعارض لا يتواجد فيها الجمهور، فإن المسئولين يقومون باحتساب 300 ألف مواطن فى حاصل ضرب أيام المعرض 16 يوماً، ما يعنى أن الرقم هو 4 مليون و800 ألف مواطن.
من هنا سنجد أنه حتى لو كانت فرضية "متوسط العدد" قابلة للتصديق، فإن الرقم يظل مثيرًا للجدل بين نتيجة الفرضية 4 مليون و800 ألف مواطن، وبين ما قاله وزير الثقافة حلمى النمنم 6 مليون مواطن.