فى أفلام برلين.. معاناة امرأة من الكونغو وأزمة فنان تشكيلى..‏Félicité يرصد معاناة امرأة وحيدة بمجتمع فقير والبطلة بابى ماباكا تنافس على جائزة التمثيل..وسحر جيوفرى راش يضيف جاذبية خاصة فىfinal portrait

الأحد، 12 فبراير 2017 01:52 م
فى أفلام برلين.. معاناة امرأة من الكونغو وأزمة فنان تشكيلى..‏Félicité يرصد معاناة امرأة وحيدة بمجتمع فقير والبطلة بابى ماباكا تنافس على جائزة التمثيل..وسحر جيوفرى راش يضيف جاذبية خاصة فىfinal portrait أبطال فيلم felicite
رسالة برلين - علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

علا الشافعى

بعد عروض 3 أيام لأفلام المسابقة الرسمية فى الدورة الـ67 لمهرجان برلين، السينمائى الدولى لايزال الفيلم المجرى on body and soul هو الفيلم الحائز على أعلى التقييمات النقدية، من النقاد وفى المجلات السينمائية المتخصصة مثل screen وتفاوت مستوى الأفلام التى عرضت أمس حيث تميزت بعض العناصر فى أعمال بعينها مثل فيلم felicite والذى يروى معاناة امرأة من الكونغو، أما فيلم Final portrait فهو فيلم يرصد حياة فنان بوهيمى وعلاقته بموديل جاءه ليرسم له بورتريه، والفيلم به حس كوميدى، عالى وأداء تمثيلى راق، فى حين أن الفيلم النمساوى wild mous فالكثيرون من النقاد والمتابعون رأوه فيلما خفيفا مصنوعا بشكل جيد ولكنه لا يليق بالمسابقة الرسمية لمهرجان برلين.

ابطال فيلم felicite
ابطال فيلم felicite

 

Félicité

ما بين معاناة امرأة وحيدة ومعاناة فنان تشكيلى ونحات مسافة كبيرة، ولكن لا تستطيع إلا أن تتعاطف مع الاثنين ولكل أسبابه الفيلم الأول إنتاج فرنسى- سنغالى- لبنانى، وتم تصويره فى الكونغو ويحكى قصة امرأة تعمل مغنية فى ملهى وتعيش بمفردها مع ابنها، بعد قرارها بالانفصال واعتمادها على نفسها، يبدأ الفيلم بمشهد لـ Félicité وهى تغنى وسط عدد من المخمورين، ولكن هى منفصلة تماما مع كل ما يحيط بها من أجواء، وحزن شديد يكتسى ملامحها لا تكتشف سره، إلا بعد أن نراها تنهى عملها وتذهب إلى منزلها المتواضع، فى أحد الأحياء الفقيرة، نشاهدها وهى تستيقظ لتبحث عن مياه تشربها لتكتشف أن حتى ثلاجتها القديمة تعانى عطلا، وتطلب من أحد أطفال الجيران أن ينادى لها من يصلح الثلاجة، لنكتشف أنه أحد الزبائن الذين يرتادون الحانة وشديدى الإعجاب بها، وكل هدفه أن توافق على الزواج منه" حيث يقول تزوجنى وكل مشاكلك ستنتهى" وتنظر إليه دون ان تجيبه بكلمة، تتواصل حياة البطلة فى هذه الدائرة، إلى أن يأتى من يخبرها أن ابنها فى المستشفى، تجرى وهى على وجهها تعبير الخوف المرعب على ابنها لأنها لا تعرف ماذا أصابه، وإحساسها بالذنب لأنها من تركته بمفرده حيث إنها تعمل فى الحانة طوال الليل، كاميرا المخرج التى تلهث وراء البطلة وترصد الشوارع المليئة بمظاهر الفقر، وصولا إلى المستشفى البائس، والذى يرقد فيه ابنها.. وتكتشف أنه أصيب فى حادث طريق، وأن الأطباء والممرضات تركوه ينزف انتظارا لمن يدفع كلفة عملية قدمه المصاب_(من أجمل مشاهد الفيلم على مستوى الأداء عندما يرفض ابنها أن ينظر إليها وهى تحاول أن تتحدث إليه وتناوله الماء إلا أنه يرفض أى شىء منها).

المخرج الين جوميز
المخرج الين جوميز

 

لا تتوقف Félicité كثيرا أمام ذلك، بل تبدأ رحلتها فى محاولة جمع الأموال اللازمة لإجراء الجراحة ونقل ابنها إلى غرفة بمفرده.. وأثناء ذلك تتعرض لسرقة أموالها من قبل امرأة تتظاهر أنها برفقة أحد المرضى، وتظهر تعاطفا معها، وتعرض عليها أن تجلب لها الدواء، إلا أنها تختفى بعد الحصول على أموالها القليلة، لا تتوقف البطلة تغنى وهى تبكى لأنها تعرف أن كل لحظة تتأخر فيها عن علاج ابنها تقربه من الموت، أعضاء الفرقة يتبرعون لها بمبالغ قليلة، بدعوى أن كل منهم لديه مشاكله، تذهب لوالد ابنها يرفض مساعدتها فهى من تمردت عليه، لأنها كانت ترغب فى أن تكون امرأة مستقلة وقوية، حتى أقاربها يعتبرونها ميتة، فهى تمردت وتركت كورس الكنيسة، لتصبح مطربة فى ملهى ليلى، ومن أجمل مشاهد الفيلم (ذهابها للحصول على أموالها المستحقة عن عملها، وأموال أخرى كان البعض قد استدانها واصطحابها لشرطى، لمساعدتها إلا أنه يقتسم معها الأموال نظير المساعدة) ورغم المعاناة لا تتوقف عن ممارسة عملها والغناء وكأنه طريقتها الوحيدة لرثاء نفسها، وتبلغ ذروة الأحداث وتطور أداء البطلة المبهر عندما تقرر أن تذهب لأحد الأحياء الراقية، والتى يسكنها الأغنياء طلبا للمساعدة وكيف يتم ضربها وإهانتها ورغم ذلك تصر على الحصول على بعض الأموال، وفِى مشهد شديد التأثير إنسانيا تخرج لتعدل ملابسها الممزقة، وتداوى جرحها ببصقة من فمها لتمسح الدم، وتجرى إلى المستشفى لتجد أن ابنها قد نزف الكثير من الدم لذلك قام الأطباء ببتر قدمه، وبالتوازى لا يفارقها الرجل الذى يقوم بإصلاح الثلاجات.

 

الفيلم ملىء بالتفاصيل والأحداث ويرصد معاناة حقيقية يعيشها الأفارقة من خلال عينى وحياة البطلة والتى لا تجد مفرا من كل ما تعانيه سوى الغابة والنهر، لتنزل الماء وتتطهر، وكان من الممكن أن يكون الفيلم أكثر حبكة وتأثيرا، لو تم مونتاج أكثر من ثلث ساعة منه، لأن هناك الكثير من الأحداث التى تأتى بعد الذروة، وهناك أكثر من تطور درامى لو كان الفيلم قد توقف عنده، لصار أفضل بكثير وكما كان هناك إسهاب فى السيناريو وخطوط درامية زائدة، أيضا كان هناك زيادة فى حركة الكاميرا، والتى أعطت إحساسا بعدم الراحة فى كثير من الأحيان، خصوصا وأن هناك مشاهد كانت تتطلب حركة هادئة وحسّا تأمليا ورغم ذلك جعل الفيلم بطلته بابى ماباكا من المرشحات بقوة على جائزة التمثيل والفيلم بطولة بابى ماباكا وفيرو تشاندا والطفل جبتان كلوديا ومن إخراج الين جوميز وهو من الأفلام الحاصلة على دعم من أكثر من جهة.

فيرو تشاندا
فيرو تشاندا

 

سحر جيوفرى راش فى Final Portrait

للنجم الأسترالى جيوفرى راش سحر خاص - (6 يوليو 1951 بتوومبا كوينزلاند)_ بمجرد ظهوره على الشاشة خصوصا وأنه يعتبر أول ممثل أسترالى يحصل على جائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد، ظهر فى العديد من الأفلام منها شكسبير فى الحب وميونخ وخطاب الملك، كما عمل مع مخرجين وكتاب بارزين، جولى تايمور، جون مادن، شيخار كابور، فيليب كوفمان، ومن الأستراليين مع ستيفن سبيلبرج ومع غور فيربينسكى.

0 جيفورى راش

جيفورى راش

 

وفِى فيلمه الجديد Final Portrait والذى ينافس على جائزة الدب الذهبى بمهرجان برلين.. يواصل جيوفرى راش تألقه حيث جسد دور الفنان التشكيلى والنحات البرتو.. جيومتى والذى يعيش حياة بوهيمية وردود افعاله دائما غير محسوبة أو منطقية، فهو دائما فى حالة عمل سواء نحت تماثيل، أو رسم لوحات وأيضاً فى حالة حب سواء مع صديقته التى تصغره كارولين أو زوجته التى تعلم بأمر العلاقة، والفيلم يعتمد على قصة حقيقة عن حياة هذا الفنان المبدع والذى كان يعيش فى باريس وقرر ان يدعو ناقد امريكى شاب، ليتعرف على فنه وإبداعاته عن قرب فى 1964 وفى نفس الوقت يقوم برسم بورتريه له، ومن خلال هذا الناقد "جيمس" نتعرف على تفاصيل حياة ألبرتو سواء فى علاقته بفنه، وأيضا الأموال الكثيرة التى يتكسبها ويلقى بها فى أى مكان، دون أن يتذكر أين وضعها، وعلاقته بزوجته وعشيقته، وكيف ترى زوجته ذلك وتتغاضى من أجل فنه، وكيف أنه أيضا يتغاضى عن علاقتها بشاب يصغرها يأتيها إلى المنزل احيانا بل يرتبط معه بصداقة، الفيلم يكشف الكثير من تناقضات حياة ألبرتو بالتوازى مع تطور رسمه لبورتريه الناقد الشاب الأمريكى والذى يضطر فى كل مرة إلى تأجيل سفره لحين انتهاء البورتريه وهو الأمر الذى يخضع للحالة النفسية والمزاجية لالبرتو.. وتتطور العلاقة بين الاثنين لتصير علاقة صداقة وتساؤلات ودهشة طوال الوقت من الناقد الشاب ناحية هذا الفنان.. وبالطبع خفة جيوفرى راش أضافت سحرا وجاذبية كبيرتين إضافة إلى سحر الشخصية.

 

والفيلم من إخراج المخرج والممثل الأمريكى ستانلى توسى (من الإنتاج الفرنسى البريطانى المشترك)، ويجسد أدوار البطولة فيه أرمى هامر وكليمنس بويسى إلى جانب الأسترالى جيوفرى راش الذى يكرمه المهرجان هذا العام بمنحه جائزة "الدب الذهبى" الشرفية عن مجمل مساهماته فى السينما.

جيوفرى راش
جيوفرى راش






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة