لو ماما مش موافقة على العروسة هتعمل إيه؟.. الشخصية المستقلة والحكم العقلانى وغياب الأسباب المنطقية للرفض شروط المتخصصين لإتمام الزواج دون موافقة الأم.. والشباب بين "كله إلا رضا ست الحبايب" و"مش هتفرق"

السبت، 11 فبراير 2017 10:25 م
لو ماما مش موافقة على العروسة هتعمل إيه؟.. الشخصية المستقلة والحكم العقلانى وغياب الأسباب المنطقية للرفض شروط المتخصصين لإتمام الزواج دون موافقة الأم.. والشباب بين "كله إلا رضا ست الحبايب" و"مش هتفرق" بوستر فيلم monster in law
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ماما مش موافقة على العروسة".. يعتقد البعض أن هذه العبارة تعبر عن مشكلة صغيرة وغير مؤثرة، ففى النهاية الرجل يجب أن يكون سيد قراره، على عكس الفتاة، ويكون قرار الأهل غالبًا استشاريا وليس ملزمًا بالنسبة للشاب، ولكن تمامًا مثلما تحدث "معظم النار من مستصغر الشرر" تكون هذه المشكلة أحيانًا بوابة على الجحيم، وسببا فى خراب الكثير من البيوت والزيجات.

 

وأمام هذه المشكلة يقف الشاب بين نارين، فهو يبحث عن رضا الأهل من جهة، وعن القرار الذى يرضيه من الجهة الأخرى، ويقف الشاب عالقًا أمام الخيارين عاجزًا عن اتخاذ القرار الصحيح.

 

ولكن بالنسبة للبعض كان الجواب واضحًا حين طرح "اليوم السابع" هذا السؤال على عدد من الشباب فقال "عبد الله على": "أقدمت على خطوة الخطوبة مرتين، وفى المرتين لم تكن والدتى موافقة على العروس بشكل مبدئى، ليس لأسباب متعلقة بشخصية العروس وإنما لأسباب أخرى، ولكنها قالت لى فى النهاية افعل ما تريد طالما أنت مستريح والناس محترمين"، واستطرد "فى وقتها، لو كانت والدتى تمسكت برفضها كنت سأكمل الموضوع، ولكننى الآن مع الخبرة لم أكن لأتمسك بالعروس".

 

أما "ممدوح أحمد" فغربته الطويلة بعيدًا عن الأهل جعلت إجابته مختلفة، وقال: "هذا ليس واردًا من الأساس، فأهلى يعرفون أننى فى النهاية سأختار من أريد وأتزوجها، وربما أبلغهم بالخبر بعد الزواج".

 

فيما كانت إجابة "محمود عصام" عملية أكثر حيث قال: "أحتفل بخطبتى قريبًا، والدتى غير موافقة على العروس ولكننى أصريت على إكمال الزواج، وفى النهاية لأنها تريد أن تفرح بزواجى وتريد سعادتى لم تقف فى طريق الزواج".

 

أما "شريف فتحى" فقال: "كله إلا رضا الأم، لن أشعر بالاستقرار والسعادة إلا إن وافقت أمى على الزواج، لأننى أثق بالحاسة السادسة لدى الأمهات".

 

مرشدة أسرية: الشخصية المستقلة شرط إتمام الزواج دون موافقة الأم

طرحنا السؤال نفسه على متخصصين فى العلاقات الأسرية من أجل معرفة الطريقة الصحيحة للتصرف فى هذه الحالة، وتقول سارة علاء الدين، المرشدة الأسرية والمدربة المتخصصة فى الدعم النفسى والإصلاح الأسرى، لـ"اليوم السابع": "فى البداية يجب أن يعرف كل شاب أنه يختار شريكة حياته كلها، وتتقبله بعيوبه ومميزاته وهو كذلك، ولهذا يجب أن يكون اختياره حرًا، لأنه وحده يتحمل تبعاته ومسئولياته، وفى الوقت نفسه يجب أن يعرف أنه إن تنازل عن اختياره من أجل اختيار الأهل سيفتقد الرضا عن حياته".

 

2
وأضافت سارة علاء الدين: "إن خطوات حل مثل هذه المشكلة يجب أن تبدأ مبكرًا فكل عائلة يكون لها معاييرها الخاصة فى زواج أبنائها، والشاب يجب أن يكون قد عرف هذه المعايير من خلال تجارب آخرين فى أسرته، أو من خلال المناقشة مع أهله، وفى الوقت نفسه يجب أن يبنى الشاب شخصيته المستقلة مع أسرته، ويمهد لهم فكرة أن اختياره يجب أن يكون حرًا. ولو أن الشاب له اعتراضات جوهرية على هذه المعايير فيجب أن يتناقش مع أهله من البداية بشأن هذه المعايير، دون ربطها بشخصية الفتاة التى يريد الارتباط بها. ويجب أن يكون الشاب خلال نقاشه معهم حاسمًا ولكن بالحسنى، بحيث يجعلهم يفهمون أنه مهتم برضاهم، ولكن فى الوقت نفسه يلفت نظرهم إلى أن سعادة ابنهم بالنسبة لهم هى الأهم".

 

وتابعت المرشدة الأسرية: "ليس من المنطقى أن يرتبط الشاب بالفتاة لسنوات ويخططا للزواج دون أن يفكرا فى رد فعل الأهل أو مدى تقبلهم للموضوع إلا فى اللحظة الأخيرة، لذلك من المهم أن الشاب حين يعجب بفتاة ويتأكد أن لديها مشاعرا متبادلة وهو مقتنع تمامًا بها يبدأ فى النقاش مع أهله حول المواصفات التى يضعونها لزوجة ابنهم، وفى الوقت نفسه يجب أن يكون فكّر من البداية فى موقفه إن رفضت الأسرة هذا الارتباط فما هو موقفه؟ هل يكمل معها أم ينهى الموضوع؟".

 

واستكملت سارة علاء الدين: "إن رفضت والدته الارتباط يجب ألا يتناقش معها فيه لفترة ولكن يظهر تأثره، دون خصام أو مشاكل، وإنما يظهر أن الموضوع مؤثر بالنسبة له دون أن يتطرق إليه، وبعد أسبوعين على الأقل إن لم تتكلم معه والدته فى الموضوع يتحدث معها هو ويخبرها أنه حريص على رضاها، ولكنه يحتاج حرصها على سعادته. وفى نقاشه مع الأم يجب أن يوضح لها مميزات العروس التى اختارها وأسباب اختياره لها، وإن كانت والدته تريد له عروسا أخرى، وهذا هو سبب الرفض يوضح له أنه حال عدم ارتباطه بهذه الفتاة لن يرتبط بالتى اختارتها لا لسبب إلا لأنه لا يرى فيها المواصفات التى يتمناها فى شريكة حياته. وخلال هذا الوقت ينصح بأن يحاول الشاب استقطاب أشخاص آخرين من أسرته يوافقون على زواجه ومقتنعين بوجهة نظره. ويحاول أن يصل إلى حل وسط مع الأم بأن تكون هناك فترة خطوبة للتعارف".

 
2

استشارى علاقات أسرية: يجب أن يكون حكمه عقلانيا غير عاطفى

وحول كيفية التعامل مع هذا الموقف قالت مروة الشناوى، استشارى العلاقات الأسرية والتربوية لـ"اليوم السابع": إن موضوع الزواج يخص الأسرة كلها، لأن تكوين أسرة جديدة ودمجها مع الأسرة الفعلية يعنى أن الزوجة ستكون فردا من هذه الأسرة، بالتالى لن تسير الأمور على ما يرام إن كان هناك فرد فى الأسرة يرفض هذه العلاقة".

وأضافت مروة الشناوى: "هذه الأمور يجب أن تتم مناقشتها بهدوء، وإن كان الشاب واثقا من اختياره ولا يوجد أى سبب قوى يمنع الارتباط عليه فيبدأ مناقشة الوالدة بكل هدوء ليصل إلى نتيجة صحيحة من الحوار، ويسمع من والدته باهتمام أسباب الرفض".

وتابعت مروة الشناوى: "يفضل أن يكون فى دفاعه عن العروس جانبا عقليا وليس عاطفيا فقط، لأنه فى أوقات كثيرة تكون وجهة نظر الأهل صحيحة، وهم قادرون على رؤية أشياء نحن لا نراها، وهذه تكون حياة كاملة يجب أن يكون أساسها قوى وصلب. وإن وجدنا أن أسباب الأم نابعة من أنها لا تعرف الفتاة جيدًا، يمكن أن يرتب مقابلة خارج البيت مع البنت وتراها بعين أخرى وتقرر بعدها".

 

لو قالك ماما مش موافقة عليكى تعملى إيه؟

وترى مروة الشناوى، استشارى العلاقات الأسرية، أن معرفة البنت أو عدمها برفض الأم لن يفرق كثيرًا، خاصة لو كانت الفتاة عاقلة وتعرف أن هذه الأمور واردة، ويجب أن تضع نفسها مكان الأم التى تريد أن تختار الأصلح لابنها، فهذا لا يجب أن يجعلها منزعجة من الأم، ويجب أن تتعامل مع الموقف بمنطق وحكمة أكثر وتنظر للموضوع بشكل صحيح.

 

وتنصح استشارى العلاقات الأسرية الطرفين بأن يدركا أن هذا نصيب، ويمكن أن نفعل المستحيل للارتباط بشخص نريده وفى النهاية ليس لنا نصيب فيه، فلا نرتبط به، أو نرتبط ونجد الحياة سيئة وليست كما توقعنا، لذلك يجب أن يستقبلا الموضوع بصدر رحب وإيمان.

 

أما سارة علاء الدين، المرشدة الأسرية، فتقول إنه من الأمانة على الشاب أن يخبر العروس بعدم وجود قبول من جهة والدته، لكن لا ينقل لها تفاصيل الكلام السلبى الذى قالته عنها إن حدث، ويجعلها تفهم أن الموضوع غير شخصى، ولكن الفكرة كلها فى اختيار المعايير والمواصفات. ويجب أن يدرك تمامًا أن خبر كهذا مثير للقلق جدًا بالنسبة للعروس، لأنها ستدخل عائلة أهم فرد فيها يرفضها.

 

وتنصح المرشدة الأسرية الفتاة بألا تأخذ أى خطوة إيجابية تجاه الزواج فى هذه الحالة إلا إذا كانت متأكدة من أن الشاب له شخصية مستقلة وله قراراته، وأنه متحمل للمسئولية، ويجب أيضًا أن يكون هناك توافق كبير بينهما يجعلها تتغاضى عن فكرة رفض الأم.

 

وأضافت سارة علاء الدين: "يجب أيضًا أن يكون هذا الشاب بارّا بأهله وحسن الخلق معهم، لأنها لو تزوجت شخصا مستعد أن يخسر أهله بسهولة من أجلها فإن هذا يجعلها لا تشعر بالأمان، وتشير إلى أن بر الوالدين ليس له علاقة بقرار الزواج، لأن الله يحاسبنا نحن على اختياراتنا وليس أى شخص آخر".

 

وتابعت المرشدة الأسرية: "لا مانع من أن تحاول الفتاة الحديث مع الأم، وتعرّفها على نفسها وتجعلها تفهم أن رضاها عن الموضوع يهمها جدًا، وتركز على المدخل العاطفى لكن فى الوقت نفسه تتحدث بعزة نفس، وتوصل لها أنها لم تأخذ الموضوع بشكل شخصى وأنها غير غاضبة من رفضها لأنها (الأم) لم تعرفها بعد".

 

وتقول المرشدة الأسرية: يجب أن تعرف الفتاة أن الشاب لو كان شخصًا اعتماديًا أو "ابن امه" كما يقول التعبير الدارج، فإنه لن يأخذ هذه الخطوة أبدًا ويتزوجها فى حالة رفض والدته ولا ينصح أن تتم الفتاة زواجها منه، حتى لو أخذ الخطوة، فارتباطه الشديد بوالدته سيتسبب فى مشاكل كبيرة بينه وبين زوجته فى حالة عدم قبول الأم لها.

 

متى يتزوج الشاب دون موافقة الأم؟

تقول سارة علاء الدين، المرشدة الأسرية، إنه فى حال وجود مشاعر قوية بينه وبين الفتاة التى اختارها أو توافق كبير بينهما فمن غير المنطقى أن يتخلى عنها لعدم قبول الأم، خاصة إذا كانت الموانع لديها، أو لدى الأهل بشكل عام، غير مقنعة.

 

وأضافت سارة علاء الدين: "يجب ألا يرتبط الشاب بالفتاة أبدًا إلا إذا كان مقتنعا باختياره، وأنها الفتاة التى يريد أن يكمل معها حياته، ولا يقدم على خطوة الزواج دون موافقة الأم، إلا بعد أن يحاول إقناعها ويفشل، ويجب أن يضع فى اعتباره أن تكون العروس ذكية وخلوقة ستساعده على تحسين الوضع فيما بعد وكسب رضا الأم. وإن حدث وأتم الزواج فيجب أن يضع حدودًا ليمنع تدخل أى شخص فى علاقته الزوجية، كى لا يفسدها أحد من الأسرة".

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة