فريد خميس يكتب: العولمة أكذوبة الكبار على حساب الصغار

السبت، 11 فبراير 2017 06:43 م
فريد خميس يكتب: العولمة أكذوبة الكبار على حساب الصغار رجل الأعمال محمد فريد خميس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على خطى الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، سارت مرشحة الرئاسة الفرنسية عن الجبهة الوطنية ماريان لوبان، وشنت هجوما شديدا على (العولمة المالية والعولمة المتطرفة)، واعتبرت أنهما العدو الذى يهدد فرنسا، ووصفت الاتحاد الأوروبى بأنه (خيار فاشل) وقالت: أقول ما قاله الجنرال ديجول ( فرنسا للفرنسيين ).. هكذا تحدثت الرئيسة المُحتملة لفرنسا، وقبلها تحدث ترامب قبل وأثناء وعند تنصيبه ( أمريكا أولاً ). 

إذن العالم يختار مصالحه، يختار شعبه، يختار معيشته، فى الإجمال يختار اقتصاده، ولتذهب العولمة، وليذهب صانعوها جميعاً إلى الجحيم.

كلمة العولمة لغوياً تعنى: تعميم الشىء، ومنحه الصبغة العالمية، وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله.

وكثرت الأقوال حول تعريف معنى العولمة حتى إنك لا تجد تعريفاً جامعاً، وذلك لغموض مفهوم العولمة ولاختلافات وجهة الباحثين عند التعريف فتجد للاقتصاديين تعريفاً وللسياسيين تعريفاً وللاجتماعيين تعريفاً وهكذا.

 وقد وصفها المتحمسون إليها بأنها عملية يتم من خلالها تعزيز الترابط بين شعوب العالم، فى إطار مجتمع واحد؛ لكى تتضافر جهودهم معًا نحو الأفضل. وغالبًا ما يستخدم مصطلح العولمة للإشارة إلى العولمة الاقتصادية، أى تكامل الاقتصاديات القومية، وتحويلها إلى اقتصاد عالمى فى مجالات التجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدفق رؤوس الأموال، وهجرة الأفراد، وانتشار التكنولوچيا.

وبعد قراءة هذه التعريفات وغيرها يمكن أن نرى العولمة صياغة إيديولوجية للحضارة الغربية، من فكر وثقافة واقتصاد وسياسة للسيطرة على العالم أجمع باستخدام الوسائل الإعلامية، والشركات الرأسمالية الكبرى لتطبيق هذه الحضارة، وتعميمها على العالم.

وهنا يجب أن نفرق بين العالمية والعولمة، والتفريق بينهما ليس أمراً سهلاً، خاصة أن الكلمتين مأخوذتان من كلمة واحدة هى العالم، ولهذا نجد بعض المفكرين يذهبون إلى أن العولمة والعالمية، يعنيان الشىء نفسه، والحقيقة خلاف ذلك تماماً، بل إنهما متضادان، وكأنك فى مقابلة بين الخير والشر، فالعالمية : انفتاح على العالم، واحتكاك بالثقافات العالمية مع الاحتفاظ بخصوصية الأمة، وفكرها وثقافتها وقيمها ومبادئها، العالمية : إثراء للفكر وتبادل للمعرفة مع الاعتراف بالآخر، وعدم فقدان الهوية.

أما العولمة فهى فى حقيقتها هيمنة الأقوياء، وبطش الرأسمالية التى أصفها دائماً بالمتوحشة.

وإذا كانت العولمة قد ساهمت فى إيجاد أسلوب جديد للحوار بين شعوب العالم، وألغت الحدود بين الدول، وأتاحت فرصاً للعمل للعديد من أصحاب المهارات، وعزّزت التبادل الاقتصادى، والتجارى بين الدول إلا أنها ظلمت الفقراء والدول النامية، وزادت من ثراء الأغنياء والدول المتقدمة، ففقدت الصناعة الوطنية فى الدول النامية قدرتها على المواجهة والصمود نتيجة تعرضها لمنافسة غير متكافئة، وأٌغلقت مصانع كثيرة، وزادت معدلات البطالة بفقدان فرص العمل، وارتفعت معدلات التضخم بتهاوى قيمة العملة المحلية، بسبب الاعتماد على الواردات التى تخطت الضرورى والكمالى من السلع، حتى وصلت إلى الاستفزازى منها.

إذا كانت أمريكا وفرنسا، يشكوان من العولمة، فماذا عسانا نحن نفعل ؟

ألا ينبهنا ذلك إلى ضرورة تسارع الخطى للاعتماد على صناعتنا الوطنية، وأيادينا العاملة. 

ألا يدعونا ذلك إلى الوقف الفورى لاستيراد السلع الاستفزازية، والسلع التى تنتج محلياً، واستيفاء جميع الاحتياجات الحكومية من الإنتاج الوطنى فيما عدا ما لا ينتج محلياً.

 ألا يدعونا ذلك إلى الارتفاع بسقف المواصفات عند الاستيراد.. ألا يدعونا ذلك إلى القضاء على التهريب بتغليظ العقوبات وسند المنافذ، ألا يدعونا ذلك إلى تحفيز الصادرات وزيادة مخصصاتها، وتوجيه الدعم المادى إلى المصانع التى تزيد نسبة المكون المحلى فى تكلفة إنتاجها عن ٥٠ بالمائة، وتطوير المعارض، والاعتماد على الشركات المتخصصة فى التسويق الدولى، وتطبيق نظام الشباك الواحد تيسيراً للإجراءات، ومنعاً للفساد.

العولمة، كلمة ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها فيه العذاب.. العولمة سبيل القادرين للسيطرة على العالم، وجعله يسير وفقاً لما يراه السادة، وعلى الجميع أن يلتزم بالمسار المحدد إليه وإلا طالته يد العقاب.

 

هذه هى العولمة. فماذا نحن فاعلون؟.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة