بالفيديو والصور.."اليوم السابع" يرصد معاناة 200 أسرة بقرية باغوص فى البحيرة يعيشون تحت خط الفقر .. البيوت من الطين والأسقف من البوص.. والقرية تخلو من المدارس.. وأحد الأهالى كل حلم حياته امتلاك باب لبيته

الجمعة، 10 فبراير 2017 09:15 م

المجارى والقمامة تحاصر قرية باغوص بأبو المطامير

البحيرة – جمال أبو الفضل

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

200 أسرة من أهالى قرية باغوص التفتيش 1 التابعة لمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة تعيش مأساة بما تحملها الكلمة من معانى بيوتهم من الطين والبلوك الأبيض مغطاة بالبوص والأقفاص الجريد وفرشهم الأرض ويتغطون ب‏بطاطين مهلهلة وأجولة الخيش القديم، يعيشون بلا أى مقومات للحياة تحت خط الفقر قرية يسكنها المرض‏.

اليوم السابع إلتقت بالكثير من أهالى القرية لإلقاء الضوء على مشاكلهم لعل قلب أحد المسئولين يحنو عليهم .

عجوز أخرس يتمنى أن يكون لمنزله باب

فى البداية لم نكن نتخيل أن يصل حلم عم " رزق " وهو عجوز أخرس لا يستطيع الكلام هو حصوله على باب للغرفة التى يعيش فيها يحميها من الكلاب الضالة والحيوانات التى تسكن برفقته نظراً لعدم وجود باب للمنزل الذى بناه له أهالى القرية من الطوب الأبيض ونصف سقفه من البوص والقش وباقى الغرفة بلا سقف.

الحاج رزق - أخرس لا يتكلم

خرجنا من غرفة عم رزق ودخلنا غرفة الحاجة " صباح رجب طه " زوجة " محمد حمودة " بدأت حديثها معنا قائلة زوجى مريض وعنده إنفجار فى عينه ونزيف، لأنه مريض فى الأساس بفيرس B، وليس لنا دخل ونعيش على تبرعات أهل الخير ونسكن فى غرفة مسقوفة بالقش ، وتجرعت الأمرين عشان أعمل معاش ومحدش عنده رحمه من الموظفين أروح فين بس .

وتابعت : أملى فى الله إن حد يساعدنا ويحن علينا ويعمل لنا المعاش ، وتكاليف التحاليل والعلاج لأن احنا عشان نسافر بزوجى إلى الإسكندرية بتتكلف 1000 جنيه ، الأشعة وتحاليل الفيروس بس بــ 400 جنيه ، يارب صوتى يوصل للمسئولين ويتقوا الله فينا إحنا مالناش حد غير ربنا.

وحينما سألنا هل لكى طلبات أخرى قالت كان نفسى إنى أصب سقف بيتى كى يحمينا من برد الشتاء والمطر .

مواطن: الأمطار أغرقت بيتنا

وحينما دخل المنزل الثالث الذى لم يختلف كثيراً عن باقى الغرف والمنازل التى دخلناها من قبل سوى أن رأينا رجل فى أوائل العقد الرابع من العمر وقد هزمه المرض وحينما سألناه ما إسمك وما هى قصتك : قال إسمى سمير سعد المنشاوى " وأنا مريض بالكبد وكما تشاهدون منزلى مسقوف بالبوص والخشب والمطر يغرقنى أنا وأولادى .

وأضاف: أتمنى من الله المساعدة أولاً ثم من أهل الخير، التى قد تكون سبباً فى أن نترحم من المطر الذى أغرقنى أنا وأولادى ، وتابع المنشاوى قائلاً " أنا مريض لا أستطيع العمل من شدة الألم وكما تعلمون مريض الكبد لا يستطيع العمل ولا يقدر على الحركة أحياناً حينما يتملكه المرض ، أعمل يوماً ولا أستطيع باقى الأسبوع ، حيلى إتهد وصحتى راحت ولم أعد أقدر أن أواجه المرض، وليس لى مصدر رزق سوى معاش 350 جنيه وهيعمل ايه المعاش أمام علاجى الذى يصل إلى 500 جنيه شهرياً ، وأعمل إيه مع أولادى وبناتى وزوجتى لم أجد أمامى إلا الله رب العاملين أدعوه أن يرحمنى أنا وأسرتى مما نقاسيه ، الحمد لله على كل حال وأدعو أهل الخير أن ينظروا إلينا نظرة عطف وأتوجه للدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة بنداء سيدى المحافظ أرجوك قم بزيارة أبنائك فى قرية باغوص.

عبد الله محمد: نفسى أشرب من الحنفية

ويقول عبد الله محمد " أحد أهالى القرية أملى الوحيد أن أقوم بصب سقف منزلى ، وأشرب ميه من الحنفية هذه كل أمالى فى الدنيا .

وخلال جولة اليوم السابع داخل قرية باغوص بمركز أبو المطامير إلتقينا بــ " محمد عبد المقصود " المحامى الذى أكد أن هناك نحو 40 ألف نسمة يعيشون تحت خط الفقر ويفتقرون لخدمة الصرف الصحى ولا يوجد مياه داخل معظم المنازل ، والأمراض متفشية فى القرية وتسائل: متى سيشعر المسئولين بأحوال أهالى قرية باغوص؟

حامد محمد عبد المقصود حاصل على بكالوريوس تربية وأحد شباب القرية قال للأسف الشديد هناك 3 قرى تسمى باغوص وهن ( باغوص التفتيش 1 ، وباغوص الشرقى ، وباغوص القبلى ) وهذه القرى ليس لها إلا طريق واحد وقد إنهار معظمه بسبب عدم تبطين الترعة المجاورة للطريق ، وأوضح عبد المقصود إن أطفال القرية يلعبون فى مصرف المجارى الذى يمر بالقرية مما أدى لإنتشار الأوبئة والأمراض بين أطفال القرية ، فضلاً عن قيام المزارعين برى أراضيهم بمياه المجارى ، وطالب حامد عبد المقصود محافظ البحيرة بإعادة رصف طريق قرية باغوص مرة أخرى رحمة بأهالى القرية.

القرية بلا مدارس

ولم يختلف حال التعليم فى القرية عن المستوى الإجتماعى والحالات الإنسانية التى يرثى لها، حيث التقينا بأحد الأهالى ويدعى " صبرى عبد ربه " والذى تحدث عن كارثة كبرى يعيشها نحو 860 تلميذا من أهالى القرية بدأت هذه المأساة حينما ذهب تلاميذ قرية باغوص بداية العام الدراسى قبل الماضى إلى مدرستهم الإبتدائية فلم يجدوا المدرسة بسبب صدور قرار بإزالة المدرسة ولم يجدوا إلا حطامها.

ويقول عبد ربه ترتب على قرار إزالة مدرسة باغوص الإبتدائية نقل التلاميذ وتشتيتهم على مدارس أخرى تبعد عنهم حوالى 7 كيلو متر، فلم يجد الأهالى أمامهم سوى توفير مكان بديل للمدرسة فقاموا بتجهيز ( المضيفة - دار مناسبات) لتعليم تلاميذ مدرسة باغوص الإبتدائية المشتركة بها لحين الانتهاء من بناء مدرستهم مرة أخرى بعد هدمها.

وأضاف عبد ربه إنه حتى الآن لا يوجد بريق أمل لبناء المدرسة لافتا إنه تم الإنتهاء من تجهيز (المضيفة) على حساب الأهالى وحضر التلاميذ بدايةً العام الدراسى الماضى وقد تم توفير كل الإمكانيات لهم بالمضيفة بالتنسيق مع أولياء الأمور المغلوبين على أمرهم، وطالب عبد ربه محافظ البحيرة الدكتور محمد سلطان بسرعة إعادة إنشاء مدرسة باغوص التى تهدمت منذ عامين ولم يتم بنائها حتى الآن .

ومن جانبه أكد الدكتورمحمد سلطان محافظ البحيرة فى تصريحات خاصة لــ " اليوم السابع " إنه يقوم بجولات ميدانية بشكل يومى بمراكز المحافظة المختلفة ويعلم تمام العلم كافة مشاكل أهالى قرى المحافظة ، موضحاً إن مشكلة الصرف الصحى تعد من أهم المشاكل التى يعانى منها أهالى العديد من قرى المحافظة ، وهذا الملف يعد من أخطر الملفات التى تؤرق الدولة فهناك العشرات من القرى تلقى بالصرف الصحى فى مياه النيل ، ومنظومة الصرف الصحى المتكامل تعد من المشروعات الرئيسية والملحة.

وأوضح محافظ البحيرة أنه سيقوم قريباً بزيارة قرية باغوص وتقديم كافة المساعدات لأهلها، مع الأخذ فى الإعتبار بأن أولويات مشروع الصرف الصحى كان للقرى التى تصب صرفها فى فرع النيل حفاظاً على الصحة العامة.