الزهايمر مرض اللى بيروح مبيرجعش.. مريض مات محروقا بعد نسيانه سيجارة.. أخرى شككت فى خيانة زوجة ابنها.. وثالث خرج ولم يعد.. أطباء علم النفس: يبدأ بالنسيان ثم يصبح سلوكا غير مقبول اجتماعيا.. ويصيب الشباب

الجمعة، 10 فبراير 2017 04:27 م
الزهايمر مرض اللى بيروح مبيرجعش.. مريض مات محروقا بعد نسيانه سيجارة.. أخرى شككت فى خيانة زوجة ابنها.. وثالث خرج ولم يعد.. أطباء علم النفس: يبدأ بالنسيان ثم يصبح سلوكا غير مقبول اجتماعيا.. ويصيب الشباب الزهايمر مرض اللى بيروح مبيرجعش
كتبت - هند محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقت أن تصدر من أحبائنا أفعال غير متوقعة وغريبة، لابد من الوقوف عند هذه الأفعال وتشخيصها مبكرًا، فقد تكون بداية للإصابة بمرض «الزهايمر»، فإذا شاهدت سيدة سبعينية تكسر حاجز إحدى الليالى الهادئة، وتستيقظ وقت الفجر متجهة إلى شرفة غرفتها، وقد همت بفتحها وإيقاظ من فى المنزل معلنة عن قدوم الصباح، وضرورة الذهاب إلى العمل، ليعم الذعر أرجاء المنزل، وترتسم علامات القلق على وجوه أفراد الأسرة محاولين إقناعها بعكس ذلك، لكنها لم تقتنع، فليعلم كل من فى المنزل أن السيدة التى كانت تملأ الدنيا بالحكايات والذكريات أصبحت أسيرة النسيان، ومريضة بـ «الزهايمر»، الذى لا يستطيع معه المريض التفرقة بين الأوقات أو الأسماء، وغير ذلك من الأمور التى تتداخل عنده.
 
الزهايمر
الزهايمر
 
ويعرف الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى، المرض بأنه تدهور مستمر ومتصاعد فى القدرات المعرفية للإنسان، تصاحبه تغيرات سلوكية تساعد فى تغيير طبيعة ونوعية سلوك الشخص مع الوقت، ويكمن خلف هذا التغيير ضمور تدريجى وبطىء فى نسيج المخ.
وفى السياق ذاته، يقول دكتور أحمد عبدالله، مدرس الطب النفسى بجامعة الزقازيق، إن خرف الشيخوخة من أهم مسببات مرض «الزهايمر»، ويتمثل فى تأثر وانحدار الوظائف العقلية، خاصة المعرفية المتعلقة بالذاكرة، والتى تتمثل فى تعلم أشياء جديدة أو تذكرها، كما أن الذاكرة القديمة يحدث لها تآكل، فقد ينسى الشخص أسماء أقاربه، حتى مهاراته التى اعتاد فعلها طوال حياته لا يستطيع تذكرها.
فيما أضاف دكتور أحمد هلال، الطبيب النفسى، أن المرض فى أصله يصيب المخ ومراكز الذاكرة، فتظهر تأثيراته على التركيز والذاكرة ليصبح المريض غير قادر على تذكر الأشياء الحديثة وتخزينها، كما أنه يجد صعوبة فى استدعاء المعلومات القديمة، وقد يظهر ذلك فى عدم قدرته على تذكر أسماء من حوله، وأيضًا أماكن وضع الأشياء، ومع مرور الوقت تصبح خلايا المخ ممزقة كقطعة حرير ملفوف عليها سلك شائك، لم يتبقَ منها غير بعض الخيوط المتناثرة والممزقة.
 
ما_أسباب_مرض_الزهايمر
 

كيف تكتشف إصابة أحد أفراد الأسرة بـ «الزهايمر»؟

أجمع أطباء الطب النفسى على أن المرض يمر بمراحل محددة، غالبًا ما تبدأ فى عمر الستين، وأبرز ما قد يظهر على المريض فى ذلك الوقت هو حالة من النسيان الدائم، فيما أكد دكتور محمد المهدى ضرورة التفرقة بين النسيان الناتج عن الاكتئاب وضغوط الحياة وكثرة متاعبها، والآخر الذى يأتى بشكل مرضى، حيث إن النوع الأول يستطيع معه الشخص تذكر الأشياء بعد مرور لحظات، لكن مع «الزهايمر» يصعب استرجاع الأشياء، وهنا يكون النسيان مطلقًا.
 
مراحل الزهايمر
مراحل الزهايمر

وقد قسمها الأطباء إلى ثلاثة مراحل: 

المرحلة الأولى: «الزهايمر البسيط»، وتستمر لثلاث سنوات، وربما تصل إلى أربع، ويعانى المريض من ضعف بسيط فى الذاكرة للأحداث القريبة، كما يجد صعوبة فى استرجاع أسماء الأشخاص المقربين والشوارع، وقد يمر بتغيرات مزاجية.

المرحلة الثانية: «الزهايمر المتوسط»،  وتستمر لعشر سنوات، وهنا نجد المريض يكرر الأشياء والأسئلة أكثر من مرة، وبعضهم يفقد الكثير من الاهتمام بالأشياء التى كانوا يتمتعون بها من قبل، ويفقد معها التفاعل مع من حوله، ونجده فى هذه المرحلة يفقد القدرة فى العثور على أسماء الأشياء المعروفة بالنسبة له، فقد ينسى أسماء أبنائه أو بعض الأدوات التى يستعملها فى حياته اليومية، كالملعقة، أو الهاتف، وكثيرًا ما يلجأ إلى تأليف بعض القصص، ويعتقد فى تصديقها، كأن يرى أحد أبنائه يسرقه، أو أن أشخاصًا يهاجمون المنزل ويحاولون اغتصابه، وينتهج المريض هذا السلوك رغبة منه فى ملء فراغ النسيان لديه، ولا يتذكر الأحداث الأخيرة، ويعانى من الأرق والاضطرابات.

اعراض الزهايمر
اعراض الزهايمر
 
المرحلة الثالثة: «الزهايمر الشديد»، وقد تستمر لسنتين أو ثلاث، وهنا يفقد المريض القدرة على التحكم فى أعضائه، فقد يتبول لا إراديًا، ويصبح غير قادر على تلبية احتياجات نفسه، ويعانى من النشاط الحركى الزائد بمفرده، خاصة فى الليل، فتجده يتجول فى المنزل دون وجهة محددة، ويصطدم فى الأشياء بل قد يوقعها على الأرض، ويحاول إيقاظ النائمين بالطرق على الأبواب، كما أنه يفقد القدرة على التمييز بين الأشياء، فقد تجده يقضى حاجته فى المطبخ، وقد يتحول سلوك المريض إلى العدوانية، فتجده يتشاجر مع المحيطين به.

معاناة الأهل مع حوادث المريض 

حينما يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض «الزهايمر» تتغير ملامح حياتها، وذلك لما يحمله من شك وقلق يضع أفرادها فى حرج ومشكلات كثيرة، وهذا ما أشار إليه الدكتور أحمد هلال، مستشهدًا بمريض قد أخذ زجاجة مياه غازية من ثلاجة أحد الغرف داخل المستشفى، ولم يتذكر من أين أتى بها، معتقدًا أنه قد اشتراها، ومريض آخر حاول الحصول على كوب من الشاى، لكنه نسى البراد وظلت المياه فى حالة غليان حتى تبخرت واحترق البراد، وكادت تحدث كارثة فى المنزل، غير أن أحد أفراد الأسرة أنقذ الموقف فى لحظاته الأخيرة.

 

وتابع أن المرض قد يقضى على صاحبه، مثل حالة لرجل مسن مات محروقًا بسبب رغبته فى تدخين سيجارة، وقد وضعها إلى جواره ونسى مكانها وذهب للنوم، لتسقط على السجاد وتشعل حريقًا هائلًا فى المنزل، ليحترق معها الرجل ويموت.
 
فيما أرجع الدكتور محمد المهدى ذلك إلى أنه مع مرور الوقت يعانى المريض من اضطرابات فى السلوك، كما أنه يحمل معتقدات خاطئة، يضع معها الأسرة فى حالة من الهلع، فقد يتخيل أن هناك أشخاصًا يحاولون قتله، أو أن بعض اللصوص حاولوا مهاجمة المنزل لسرقته، وقد تجد الأسرة نفسها أمام الشرطة تحرر محضرًا بفقدانه، بعد أن خرج فى غفلة منها مدعيًا الذهاب لمنزله وأولاده.
 
وكشف أستاذ الطب النفسى، أن خطورة هذه المشكلات تكمن فى عدم تشخيص المرض، حيث إن الأهل غير مدركين لوجود خلل فى الشخص، فتصبح أفعاله غير قابلة للشك، فقد استطاعت سيدة مسنة أن تدخل الشك بين أبنائها، وذلك باعتقادها فى خيانة بعض زوجات أبنائها، ولم يتصور أحد من أبنائها أن ما تقوله هو ضلالة خاطئة، حيث إنها لم تظهر عليها أى أعراض لـ«الزهايمر» الشديد، بل كانت أمًا فاضلة أفنت حياتها فى خدمة أولادها، لذلك لم يصدق أحد أن ما تقوله هو كذب أو بدايات لمرض.
 
وحالة أخرى لرجل كان منضبطًا فى حياته أخلاقيًا، ويتسم بالاحترام، لكن سلوكه قد تحول وأصبح يحتضن فتيات العائلة والجيران بشكل لافت للنظر، لكنّ أحدًا لم ينتبه لذلك، معتقدين أنه رجل مسن، وأن هؤلاء أحفاده، ومع مرور الوقت ساء الوضع وكثرت الشكوى منه بالتحرش بفتيات بالعائلة والمحيطين به.
 
لا تقف حوادث مريض «الزهايمر» عند هذا الحد، فهى معاناة مستمرة منذ بدء المرض، ولا تنتهى أبدًا، وهذا ما أكده الدكتور محمد على، أخصائى الأمراض النفسية، فقد يخرج المريض من المنزل فى لحظة غفلة ممن حوله، ليجد نفسه فى الشارع لا يعرف إلى أين كانت وجهته، وكيف يعود، حتى أنه قد لا يتذكر اسمه، كما أن المريض فى المرحلة الأخيرة من المرض كثيرًا ما يتعرض للكسور بسبب نسيانه «العكاز».
 

السبب مجهول وراء الإصابة بمرض «الزهايمر»

 

أشار الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إلى أن هناك عدة أسباب تساعد فى الإصابة بمرض «الزهايمر»، مثل شرب الكحوليات والإصابة ببعض الأمراض، مثل الكوليسترول والدهون، وقد تكون بسبب تراكم البروتينات فى الدماغ، وتسمى بـ«اللوحات»، والتى تعمل على تدمير الخلايا العصبية تدريجيًا، مما يؤدى إلى صعوبة فى تذكر الأشياء.
 
ولفت الدكتور محمد المهدى إلى أن العلم مازال عاجزًا عن الوصول لسبب مباشر لحدوث مرض «الزهايمر»، غير أن العلماء مازالوا يبحثون عن الجين المسبب للمرض بهدف حدوث تغيير فيه، ليصبح غير قادر على إعطاء الأوامر التى تساعد فى ضمور الخلايا.
 
وحول كيفية التعامل مع مريض «الزهايمر»، قال الدكتور أحمد هلال، إنه لابد من احترام آدمية المريض وتجنب نقده أو لومه، وعند تسببه لبعض المشكلات لا نلقى عليه باللوم، بل يجب أن يتميز الرد بالبساطة، وتوضيح أن ما يراه خطأ، وأنه جزء من المرض.
 
فيما لفت الدكتور أحمد عبدالله إلى أهمية وجود الأهل بجوار المريض، وتقديم الحب والحنان والرعاية الخاصة له، فغالبًا ما يحتاج إلى التحدث مع المحيطين به، ولابد للمقربين منه التغافل عن نسيانه لبعض الأمور أثناء الحوار معه، كما يجب أن نرفع الحرج عن المريض بذكر أسماء من يتحدث معه طوال الوقت حتى لا يشعر بالخجل، ويفضل أن تكتب لوحات إرشادية فوق الغرف والمطبخ ودورة المياه حتى لا يشعر المريض بالتداخل بين الأماكن.
 
كما أكد دكتور محمد على أن 70% من العلاج يكمن فى دور الأهل والمقربين، وهنا يجب على الأبناء تنظيم متابعة المريض، وذلك من خلال عمل جدول للأنشطة اليومية، يتضمن تثبيت موعد الأيام لكل من الأبناء، فالمريض لا يُترك وحده فى الليل، وكذلك تثبيت مواعيد تناول الأدوية المختلفة، كما يجب أن يشمل على جدول لمتابعة النظافة الشخصية.
 
فيما أشار إلى أهمية قراءة الجرائد بشكل يومى، وفى حين وصول المريض لمراحل المرض المتأخرة، يقوم أحد الأبناء بقراءتها له، كما يجب أن يظل المريض على علم بأخبار العائلة والجيران يومًا بيوم، حيث يجب ألا ينقطع عما يدور حوله، ولا نشعر بالخجل من سلوكياته، أو نسعى لعزله فى المنزل، بل يجب مساعدته للخروج بين الحين والآخر، فالرعاية حق له حتى آخر لحظة.
 
فيما أوضح الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن لنظرة المجتمع عاملًا كبيرًا، فيجب ألا تخجل الأسرة من مريض «الزهايمر»، أو أن تسعى إلى إخفائه خوفًا من أفعاله، بل يجب عليها أن تخبر الجيران والمحيطين بوجود شخص مسن فى المنزل، لا يجوز التعليق على ما يأتى به من أفعال، وحين ذلك ستنتهى الأزمة، حتى عندما يأتى بتصرفات شاذة أو محرجة يقدمون الاعتذار، كما أن الأسرة عليها دور كبير فى القيام على حمايته ومراعاته، بل مراقبته، وتقديم الأطعمة الغذائية الصحية التى من شأنها إعطاء طاقة للإنسان، كما أن للصبر عاملًا مهمًا فى التعامل مع مريض «الزهايمر».

خرافات حول مرض «الزهايمر»

الأمراض النفسية هى أكبر ساحة لولادة الأساطير والخرافات، وتظل الأسطورة تتكرر وتنتشر كالنار فى الهشيم، وهنا أجمع الأطباء على بعض المعتقدات الخاطئة التى انتشرت عن المرض: 

 

1 - مرض «الزهايمر» لا يصيب الشباب: وتعد هذه المعلومة من الأخطاء المتداولة عن «الزهايمر»، فقد أكد دكتور جمال فرويز أن هناك شبابًا فى سن الـ 28 عامًا مصابين بالمرض.
 
2 - حشو الأسنان وطهى الطعام وتناوله فى الأطباق الألومنيوم يسبب «الزهايمر»: هناك دراسات تؤكد احتمالية حدوث ذلك، لكنها ليست السبب الرئيسى، فهى ترجع لقابلية الجسم، وقد يظهر تأثيرها على المدى البعيد.
 
3 - تناول المكملات الغذائية والفيتامينات تسبب الإصابة بمرض «الزهايمر»: وهنا يؤكد الأطباء أن ذلك لن يحدث مادام يتم تناولها بجرعات محددة، وتحت إشراف الطبيب.
 
4 - صدمات الرأس قد تسبب «الزهايمر»: ويعد هذا المعتقد خاطئًا، فصدمات الرأس قد تُحدث عتهًا فى المخ، مثلما يحدث لبعض الملاكمين، لكنها لا تسبب «الزهايمر».
 
5 - تناول بعض المأكولات التى تحتوى على سكريات عالية تسبب الزهايمر: هذه المعلومة لم يثبت صحتها حتى الآن.
6 - علاج الإنفلونزا يساعد على الإصابة بـ «الزهايمر» : هذه خرافة لا يمكن قبولها بالمنطق.
 
7 - الصدمات النفسية والحوادث تسبب «الزهايمر»: غير صحيح، فهو مرض عضوى لا علاقة له بالأزمات النفسية التى يمر بها الإنسان.
كيف تحمى نفسك من الإصابة بـ «الزهايمر»؟
 
كشف الدكتور محمد على أن القراءة، وممارسة الرياضة، والمحافظة على دواء الضغط والسكر وأمراض القلب، تجنبنا حدوث مرض «الزهايمر»، فهذه الأشياء قادرة على تجديد خلايا المخ.
 
ولفت الدكتور جمال فرويز إلى أن لألعاب الذكاء عاملًا مهمًا، خاصة فى الأعمار المتقدمة، مثل الكلمات المتقاطعة والمسائل الحسابية، وكذلك يجب اتباع نظام غذائى صحى لا يعتمد على الدسم أو الدهون، والإكثار من السمك والفواكه والمكسرات.
 
ويقول الدكتور محمد المهدى، إن الأشخاص الذين يحملون تاريخًا عائليًا لمرض «الزهايمر»، لابد أن يحافظوا على المخ قدر الإمكان، فيجب أن يبتعدوا عن تعاطى المخدرات وشرب الكحوليات، ولا يغفلون النوم لفترات كافية، مشيرًا إلى أن هذه الاحتياطات لا تمنع ظهور المرض، لكنها تقلل من شدته فى حال ظهوره.
 
وعن نسب الشفاء من المرض أجمع أطباء الطب النفسى أن «الزهايمر» يسير فى مسار تدهورى لا يتراجع عنه، فلا يملك العلم قدرة على القضاء عليه، ولكن لا يمكن الاستغناء عن جميع العلاجات الدوائية لأنها تبطئ من سرعة تدهور المرض، كذلك العلاج التأهيلى والحب والرعاية من المحيطين بالمريض.
عدد اليوم السابع
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة