يرى خبراء أردنيون، أن إنعقاد القمة العربية فى عمان فى مارس المقبل فرصة لتعزيز الاقتصاد الوطنى من خلال الترويج السياحى للوفود القادمة للقمة العربية وللمؤتمر الثقافى الإسلامى، من خلال إطلاعهم على أبرز المناطق السياحية والأثرية والمعالم الإسلامية.
وقال عميد كلية السياحة والفنادق فى الجامعة الأردنية فرع العقبة الدكتور إبراهيم بظاظو، إن الأردن دولة محورية على مستوى العالم الإسلامى الذى تتعدى حدوده الجغرافية جنوب شرق آسيا امتدادا إلى شرق أوروبا، مشيرا إلى أن الأردن يتمتع بمقومات سياحية ناجحة، وبالتالى يجب استثمار عمان عاصمة الثقافة الإسلامية للترويج للسياحة الإسلامية، حتى نكون على مستوى المسئولية فى تشجيع السياحة الأردنية على غرار بعض الدول الإسلامية فى تشجيع السياحة الإسلامية وتستقطب أعدادا كبيرة فى فنادقها.
وأوضح فى تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية، أن من باب أولى أن يكون الأردن وهو أرض الديانات السماوية، مركزا هاما لشجيع السياحة الدينية، إضافة إلى إن اختيار عمان عاصمة للثقافة الإسلامية هى بداية مبشرة بالخير لتشجيع الاستثمار وجذبه للقطاع السياحى من خلال استثمار الحدث وإدارته للخروج بأفضل النتائج التى تعود على اقتصادنا الوطنى بالخير، لافتا إلى أنه يجب أن نطبق مفاهيم إدارة الفعاليات، وعلى المؤسسات المعنية بالتراث والأثار فى الأردن البدء بترميم المناطق الأثرية والتراثية فى العاصمة ومنها جبل القلعة وأصحاب الكهف، وكذلك فى المحافظات، وأن تقوم المؤسسات المعنية بترميم المناطق والنهوض بها وإخراجها من الخطر البشرى والطبيعى الذى يهدد هذه المواقع.
ودعا اللجنة الحكومية التى تم تشكيلها لهذه المناسبة، تصميم شعار لعاصمة الثقافة الإسلامية يتمثل مضمونها برسالة عمان، إضافة إلى توظيف المفاهيم الإسلامية والأنشطة والمؤتمرات التى سيتم عقدها فى هذا السياق لدول العالم كافة وليس لدول العالم الإسلامى فقط، موضحا أن هذا الدور لا يقتصر على وزارة الأوقاف ولا على علماء الدين، بل يجب أن تمتد الاحتفالات إلى نطاقات أوسع كوزارات الثقافة والتربية والتعليم والخارجية والسياحة.
وقال إن دور وزارة السياحة يتمثل فى إيصال وترويج المواقع الإسلامية السياحية فى الأردن إلى العالم بأكمله، فالأردن مهد الديانات السماوية وأرض الحضارات والفتوحات الإسلامية، وهناك العديد من المواقع الإسلامية التى يجب أن توضع على خارطة السياحة الإسلامية، مؤكدا أهمية إصدار المطبوعات والنشرات ذات الصبغة السياحة الإسلامية وترويجها فى دول جنوب شرق آسيا، واستثمار وزارة الخارجية للسفارات للترويج لهذه المناسبة.
ورأى أن على وزارة التربية والتعليم أن تقوم بعقد مؤتمر بالتعاون مع الأسيسكو، والبدء بتشكيل مركز أبحاث ودراسات إسلامية مقره فى عمان يقوم على الوسطية والاعتدال، وتشكيل فريق بحثى إسلامى عربى لمواجهة التطرف والإرهاب الفكرى الذى يصيب مجتمعاتنا فى الوقت الراهن، ونشر أبحاث بلغات متعددة لنشر مبادئ رسالة عمان والاعتدال والوسطية التى ينادى بها الملك عبدالله الثانى فى كافة المحافل الدولية.
الخبير الاقتصادي زيان زوانة قال، إن الفرصة مواتية لسياحة المؤتمرات وزيادة الاستثمار فيها بما يحقق نفعا للاقتصاد الوطنى، إضافة إلى ما يتمتع به الأردن من سياحة علاجية وثقافية ودينية، لا تتمتع بها العديد من الدول الأخرى.
وأضاف، أنه من الأهمية النظر إلى إشراك المؤسسات الحكومية والخاصة فى إعداد برامج ثقافية، واستثمار تواجد الوفود فى المؤتمرات التى تعقد فى المملكة للترويج للإرث التاريخى والسياحى فى المملكة، لينقلوا مشاهداتهم إلى بلادهم.
رئيس جمعية أصدقاء التراث الأردنى طارق بنى ياسين قال إن اختيار عمان عاصمة للثقافة الإسلامية، يشجع على الاهتمام بالسياحة الدينية، فالأردن كان معبرا للجيوش الإسلامية ومفتاح الفتوحات، مشيرا إلى ما تعنيه معارك اليرموك وعين جالوت، ومؤتة فى التاريخ الإسلامى وجميعها وقعت على الأرض الأردنية، إضافة إلى وجود العديد من أضرحة الصحابة، وجبل نيبو والمغطس وأصحاب الكهف، ومقام النبى هارون فى البترا، ومقامات صحابة رسول الله فى الأغوار، وهو ما يؤكد وجود إرث تاريخى إسلامى بحاجة إلى الترويج والتعريف به بما يخدم السياحة والاقتصاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة