قد لا يتعافى الدولار اليوم الأربعاء، بعدما سجل أسوأ أداء فى بداية أى عام خلال ثلاثة عقود، وذلك بفعل مخاوف بشأن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية للتخلى عن سياسة "الدولار القوى" التى تبنتها على مدى عقدين.
وانخفض الدولار بنسبة 2.6% فى يناير، مقابل سلة من العملات الرئيسية، مسجلا أسوأ أداء له فى مثل هذا الشهر منذ 1987، إذ هبط أولا بفعل مخاوف مرتبطة بسياسات الحماية التجارية التى يتبناها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ثم بسبب تنامى القلق من استعداد الإدارة الجديدة لخفض العملة.
وتصاعدت هذه المخاوف، أمس الثلاثاء، حينما قال "روبرت نافارو"، المستشار التجارى للرئيس، إن "اليورو مُسعّر بأقل من قيمته الحقيقية بكثير"، ما دفع اليورو للارتفاع فوق 1.08 دولار، للمرة الأولى منذ أوائل ديسمبر، وتراجع مؤشر الدولار نحو 1% إلى أدنى مستوى له فى سبعة أسابيع.
ولحق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بمستشاره التجارى روبرت نافارو، بعدما أدلى بتصريحات اتهم فيها دولا أخرى بالاستفادة من تخفيض العملة، ومن المتوقع أن يُبقى مجلس الاحتياط الاتحادى "البنك المركزى الأمريكى"، على أسعار الفائدة دون تغيير، فى أول قرار بشأن السياسة النقدية بعد تولى "ترامب" لمنصبه، فى الوقت الذى ينتظر فيه البنك، والسوق بشكل عام، مزيدًا من الوضوح بشأن سياسات "ترامب" الاقتصادية.
كان عدم وضوح التحفيز المالى، الذى تعهد به الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، عاملا آخر ساهم فى دفع دولار للانخفاض منذ بداية العام، وكان الدولار قد ارتفع إلى أعلى مستوياته فى 14 عاما، بفضل توقعات بأن سياسات "ترامب" ستعزز النمو والتضخم، ما يقود لزيادة أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، لكنه هبط أكثر من 4% منذ ذلك الحين، ويجرى تداوله حاليًا بزيادة تقل 2% فوق مستوياته قبل انتخاب "ترامب".
وارتفع مؤشر الدولار 0.1% فقط اليوم، ليظل دون مستوى 100 نقطة، وقرب مستوياته المتدنية التى سجلها خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بينما استقر اليورو عند أقل قليلا من 1.08 دولار، لكن فى الوقت ذاته ارتفع الدولار 0.5% مقابل الين، ليصل إلى 113.40 ين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة